علي جمعة: تجديد الخطاب الديني مسألة معقدة للغاية
الثلاثاء 16/أكتوبر/2018 - 04:52 م
علي جمعة
علي رجب
في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بالمؤتمر الدولي الرابع للإفتاء، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: «إننا نعيش مرحلة مهمة وصعبة في ظلِّ التغيرات السريعة داخل المجتمع؛ لذلك نحن في أمسّ الحاجة لمثل هذا التجديد حتى نعيش الواقع الذي حولنا، ونحقق مقاصد الشرع الشريف من غير شطط بترك النصوص القطعية، ومن غير خروج من هويتنا، ومن غير تخلف عن مواكبة عصرنا، والتفاعل معه، والتأثير فيه، وهي مسألة شديدة التعقيد شديدة التركيب شديدة الصعوبة».
وأضاف مفتي مصر السابق، حول «الأصول المنهجية للفتوى»، أن كثيرًا من العلماء الكبار استشعروا أن علوم الشريعة بدأت في النكوص أو التراجع عن مواكبة عصره، وهي ذات الضرورة التي تجعلنا في مواجهة مع تجديد علوم الشريعة وإحيائها وتفعيلها من جديد كالإمام الغزالي والسيوطي وغيرهما، فألفوا كتبًا في إحياء سنة الاجتهاد.
وتابع أن كل تجديد وإبداع لا بد فيه من شطط، وهذا هو نصيب الرواد، دائمًا يقعون في بعض الشطط، ودائمًا توجَّه إليهم أسهم النقد والتجريح، ولكنهم يأخذون ثواب تحريك المياه الراكدة، وإثارة حفيظة العلماء على إعمال العقل والاجتهاد للردِّ، ولمواجهة الفكرة بالفكرة، والإبداع الموازي، ثم يقبلون بعض التجديد ويرفضون بعضه، فتتحرك الأمة نحو آفاق فكرية جديدة عما كانت جامدة عليه، وهذا أمر محمود شرعا وغير مذموم، فإن النظر يزيد الإيمان، ولا يضره.
وأكد مفتي مصر السابق، أن التجديد يكون بخدمة التراث بقصد فهمه، واستيعابه، وتيسيره للدارسين، وكذلك فإن تحرير المصطلح ومعالجته من الأهمية في حركة التجديد؛ حيث إنه يجمع أحكام العلم، ويحدد حقائق مسائله، فيخرج ما يلتبس منها، ويبين الواقع المراد نقله إلى ذهن السامع، ثم الاعتناء بشرح المصطلح بدقة حتى يصح معيارًا صحيحًا للفهم، وقادرًا على نقل الصورة الصحيحة.
وتابع جمعة: ينبغي علينا كلما رأينا إبداعًا ألا نقتله في مهده، ونحارب صاحبه ونوبِّخه، بل ننظر فيه ونرده إلى مبادئ العلم والمنهج، ونأخذ منه ما كان منضبطًا ونافعًا، ونترك ما دون ذلك، ونعذر صاحبه.





