ad a b
ad ad ad

15 ألفًا و860 لقاءً جماهيريًّا.. ماذا قدَّم الأزهر على «المقاهي الثقافية» طوال عامين؟

الأحد 19/أغسطس/2018 - 05:50 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
لم يكن الجلوس في المكاتب بانتظار القادمين للسؤال عن حكم شرعي كافيًا، كما أن خُطب الجمعة التي يلقيها الأئمة على مسامع المصلين من فوق منابر المساجد أصبحت أيضًا غير كافية؛ لذا قرر الأزهر الشريف بدءًا من العام 2016 عدم الاكتفاء بهذه الأشكال التقليدية للدعوة، وأطلق حملة تحت عنوان: «المقاهي الثقافية»، تهدف إلى مجابهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم لدى العامة، خاصةً الشباب، والسؤال المهم هنا: هل أتت هذه المبادرة بثمارها المرجوة، خاصة أنه مرَّ عليها الآن نحو عامين؟
15 ألفًا و860 لقاءً
يجدر بنا في البداية أن نشير إلى أن حملة «المقاهي الثقافية» (يقوم على تنفيذها مجمع البحوث الإسلامية)، اعتمدت على الدفع بشباب الواعظين إلى الشارع المصري، والجلوس على المقاهي؛ بهدف معرفة أبرز المشكلات والاستفسارات الدينية التي تؤرق فكر المصريين، والعمل على حلها في إطار الحدود المتاحة لهم، وأن هذه الحملات كان لها صدى واسع، ولاقت استحسان بعض المواطنين، ولم تلق استحسان آخرين.

منذ العام 2016 وحتى وقتنا الراهن، بلغ عدد اللقاءات التي عقدها دعاة مجمع البحوث الإسلامية، مع المصريين على المقاهي 15 ألفًا و860 لقاءً، وكانت الإسكندرية هي أبرز المدن التي تعرض فيها هؤلاء الدعاة لعملية توبيخ، وصلت حدَّ المشادات، ولعل هذا يرجع إلى سيطرة السلفيين على هذه المدينة الساحلية.

كما ركزت حملة: «المقاهي الثقافية»، على عقد لقاءات جماهيرية في المناطق الشعبية بمحافظة القاهرة، مثل منشأة ناصر، والجمالية، وغيرهما؛ وذلك بهدف توعية سكانها بالمخاطر التي تمرُّ بها مصر، وعلى رأسها انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف، وما الذي يعنيه مفهوم تجديد الخطاب الديني، وغير ذلك من القضايا المهمة.

وفي هذا السياق، أكد محمد عبدالتواب، أحد الدعاة الشباب بمجمع البحوث الإسلامية، أن الهدف من حملة «المقاهي الثقافية»، هو الجلوس مع الناس، وسماع مشكلاتهم، والعمل على حلها.

وأضاف «عبدالتواب»، في تصريحات تلفزيونية، أن هذه الحملات لم تقتصر على المسلمين فقط، بل امتد الأمر إلى المسيحيين أيضًا، والذين عبروا عن فرحتهم بتلك المبادرة التي لاقت استحسانًا كبيرًا لديهم، خاصةً أنها صححت لديهم العديد من المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي، وبالتحديد في الأمور الخاصة بالتنظيمات والجماعات الإرهابية.
15 ألفًا و860 لقاءً
وأوضح الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الهدف الأسمى من هذه الحملة، هو توعية الجماهير المصرية بمخاطر الإرهاب، كما أنها تُعد خطوة في طريق تجديد الخطاب الديني، وفي إطار الالتحام المباشر مع الجماهير، بعيدًا عن الجلوس على المكاتب، أو إلقاء الخطب على المنابر.

وأشاد «الجندي»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، بحملة: «المقاهي الثقافية»، معتبرًا إياها عملًا مميزًا، بعيدًا عن النمطية، ومطالبًا بتطبيق حملات مشابهة لها في باقي مؤسسات الدولة.

وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هذه الحملة تتسم بروح التعاون، سواء من قبل الواعظين المشاركين فيها، أو من قبل جموع الشعب المصري، الذين تأثروا بها إيجابيًّا.
15 ألفًا و860 لقاءً
وأضاف الدكتور محمد الورداني، المنسق الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية، أن عدد اللقاءات الجماهيرية التي عقدها دعاة المجمع من خلال حملة: «المقاهي الثقافية»، بلغ 15 ألفًا و860 لقاء، وذلك بمشاركة 5000 واعظ.

وأكد «الورداني»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن هذه الحملة حققت الهدف المنشود منها، وهو توعية وتثقيف الناس بمفهوم الإرهاب والتطرف وتجديد الخطاب الديني؛ قائلًا: «يجب تذكير الناس بهذه المفاهيم فى الفترة الحالية، ولذلك اعتمد مجمع البحوث على مضاعفة مثل هذه الحملات خلال الفترة المقبلة».

وطالب المنسق الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية، المصريين بالتعاون مع الدعاة والوعاظ القائمين على الحملات التي يطلقها المجمع، حتى تتحقق الأهداف التي ينادي بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمتمثلة في مجابهة ودحر الفكر الإرهابي الدخيل على المجتمع المصري.
"