ad a b
ad ad ad

«عهد الصوفية».. الرباط المقدس بين المريد وشيخ الطريقة

السبت 04/أغسطس/2018 - 11:37 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
آية عز
طباعة
الشيخ والمريد هما قوام أي طريقة صوفية؛ لذا يجب أن يكون هُناك رابط بين الطرفين، وهذا الرابط يُسمي بـ«العهد أو البيعة»، وبحسب اعتقاد الصوفية؛ فإن العهد هدفه الانتقال بالمريد من حياة الغفلة والعيش في الملذات، إلى حياة التوبة ومراجعة النفس من خلال التقرب إلى الله.


«عهد الصوفية».. الرباط
ويعتبر العهد، أوثق رباط بين رجلين تحابا في الله وتعاهدا على طاعته، ومعناه الأخذ والتلقي وطاعة شيخ الطريقة، والمحافظة على الواجبات والآداب الشرعية، مع مراعاة المريد لما يلقنه له شيخه من الأذكار والأوراد اليومية وأداء الصلاة، واتباع طريقته.

وبحسب ما يقوله الصوفية؛ فإن «يد الشيخ» التي يصافحها المريد أثناء العهد، ترمز إلى البيعة التي أعطاها المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في صلح الحديبية، والتي قال فيها سبحانه وتعالى في الآية 10 من سورة الفتح: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ».

ويعتبره شيخ الطريقة، العهد رباط مقدس لا يستطيع المريد أن يتحلل منه وقتما يشاء، ولذلك يتوخى الكثير من المشايخ الحذر وعدم التسرع في إعطاء العهد للمريد، ففي البداية يجرون للمريدين بعض الاختبارات للتأكد من رغبتهم في الانضمام للطرق، ولتقيمهم أخلاقيًا ودينيًا.

«عهد الصوفية».. الرباط
ويقول عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن العهد في أي طريقة صوفية هو خيط مقدس يربط بين المريد والشيخ، ولابد منه من أجل السير نحو الدرب الصحيح والتقرب إلى الله عز وجل، مؤكدًا أن التصوف أخذ مبدأ العهد من الكتاب والسنة، لذلك لا يعتبر العهد بدعة أو ابتكار من الصوفية.
«عهد الصوفية».. الرباط
طريقة أخذ العهد
والعهد في الطرق الصوفية له أسلوب وطريقة معينة يُأخذ بها، حيثُ يجلس المريد أمام شيخه وهو في قمة الانكسار والأدب والاحترام، ويجب أن يكون طاهر البدن (المقصود به أن يكون على وضوء قبل أخذ العهد)، وكذلك يجب أن يكون مرتديًا لثياب جديدة أو نظيفة على الأقل، وكذلك يجب أن يقوم بالصلاة ركعتين بنية التوبة النصوحة، وأن يكون حسن النية، وأن يجلس في اتجاه القبلة، وينظر إلى شيخه، ويكون مستعدًا لما سوف يلقنه به شيخه ليردد ما يقوله بالحرف.

وعقب الانتهاء من مرحلة التلقين، يقوم المريد بمصافحة شيخه، لأن المصافحة سنة نبوية، أي أن المصافحة تجعل المريد وشيخه يتصلون بروح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بحسب اعتقادهم.

وكل طريقة لها طقوس في أخذ العهد؛ فمنهم من يقوم بجعل المريد يرتدى عمامة خضراء أو عمامات أخرى، والبعض الآخر يقوم بوضع قطعة قماش على رأس المريد والشيخ أثناء أخذ العهد.

«عهد الصوفية».. الرباط
ما يُلقَّن به المريد
عندما يضع المريد يده في يد الشيخ، يتم تلقينه آية العهدة وهي الآية 91 من سورة النحل:«وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، وكذلك الآية 10 من سورة الفتح:«إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا».

ثم يبدأ الشيخ في تلقين المريد «الورد» الذي تضعه كل طريقة لنفسها، وجميع الطرق الصوفية في مصر والعالم الإسلامي لها ورد يومي معين، لكن في الأساس يكون موجودا في أي ورد يومي الاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
"