ad a b
ad ad ad

صوفية الغرب.. الخروج من دائرة الطقوس وحيز الأضرحة

الإثنين 30/يوليو/2018 - 05:28 م
المرجع
مصطفى صلاح
طباعة
كثيرة هي الطرق الصوفية التي غزت العالم الغربي -إن جاز التعبير- لتنطلق من حيزها العربي والإسلامي إلى أرض بعيدة عن جذور الصوفية ونشأتها؛ ما يضع الأمر كله موضع التحليل والنظر، لتجيب الهجرات المتلاحقة للعرب والمسلمين إلى أوروربا، عن السؤال الأهم: كيف وصلت الصوفية إلى الغرب؟ 


صوفية الغرب.. الخروج
والمتابع للصوفية في الغرب لا يمكنه إغفال نشاطها المتسارع؛ حيث افتتحت طرق صوفية عديدة مدارس وروابط صوفية لاستقبال المريدين، وعقد العديد من المؤتمرات الدولية حول الصوفية والتصوف ودعم وسائل النقل الثقافي.

وفي هذا الصدد شهدت مدن أوروبية عديدة الكثير من هذه المظاهر، ففي 28 مارس 2001، أعلنت جريدة الشرق الأوسط في عددها 8156 بأن اليوم شهد عقد المؤتمر الــ28 للمستشرقين الألمان، والذي قدم فيه العديد من الأبحاث التي توضح دور الصوفية كحركات اجتماعية في أوروبا.

كما شهد العام 2002 افتتاح أقسام لتعليم اللغات الأوروبية في المعاهد الشرعية التابعة للشيخ أحمد كفتارو السوري ومفتي دمشق (1951)، والذي يتبع الطريقة النقشبندية، تمهيدًا لتعليم أحكام الصوفية للدول الأوروبية.

وتُعدُّ النقشبندية من أهم الطرق الصوفية الناشطة في المجتمع الغربي، والتي تنتسب إلى محمد بهاء الدين نقشبند، واشتق اسمها منه، أُنشئت في تركيا عام 1970، كامتداد للنقشبندية الملامية.

كما أن النشاط الصوفي الحالي أثبت وجوده وحضوره بصورة كبيرة؛ حيث يتعامل مع الواقع، ويتبنى العمل التربوي المنظم من افتتاح حلقات تحفيظ القرآن واللقاءات المنظمة، فالتصوف المعاصر لم يَعد مقصورًا على النمط الكلاسيكي للصوفية من الزهد والتعبد الفردي، كما كان قديمًا، بل صار للصوفيين المعاصرين العديد من المؤسسات الضخمة العابرة للقارات، والتي تلعب دورًا مدنيًّا كبيرًا في هذه المجتمعات.
صوفية الغرب.. الخروج
تصوف دون أضرحة
على الرغم من العديد من المظاهر الاحتفالية التي يُمارسها صوفية المشرق عند الأضرحة والمزارات الدينية، قدمت الصوفية نموذجًا مغايرًا لما عليه الصوفية المستشرقية.

وعلى ذلك، قامت الطرق الصوفية في الغرب بالتخلص من هذه المظاهر الغريبة والخارجية التي يشهدها الأوروبيون في الحشود الضخمة في الشوارع خلف الرايات والطبول وحلقات الذكر التي اشتهرت بها صوفية المشرق، وصارت صوفية الغرب لا تتبنى فكرة الولاءات لأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو تقديس شيوخ الطرق المختلفة، وساعدها في ذلك عدم وجود تلك الأضرحة المنتشرة بغزارة في الدول العربية والإسلامية، والتي تُمثل مقصد هؤلاء المتابعين.
"