«بوكوحرام» تستهدف مساجد نيجيريا لتنفيذ مُخطط «داعش»
الجمعة 27/يوليو/2018 - 04:56 م
آية عز
خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة 27 يوليو 2018، حاولت بعض العناصر التابعة لـ«حركة بوكوحرام» النيجيرية اقتحام أحد المساجد الصغيرة الموجودة في العاصمة «أبوجا»، لكنها فشلت في محاولتها، بعد أن استطاع الُمصلون الإمساك بهم وتسليمهم للشرطة.
وبدأت الحركة، خلال الآونة الأخيرة، تسير على نهج إرهابي مختلف عنها؛ حيثُ أصبحت تُقلد تنظيم «داعش» في تفجير المساجد وقتل الموجودين داخلها، سواء كان طفلًا أو شابًّا أو رجلًا مسنًّا، وكانت آخر العمليات الإرهابية التي قامت بها الحركة ضد المساجد، يوم الإثنين الماضي؛ حيث استهدفت مسجدًا في منطقة ميناري ببلدة كوندوغا، في ولاية بورنو الموجودة شمال شرق نيجيريا، عن طريق تفجير عبوة ناسفة أمام المسجد، أثناء أداء صلاة الفجر؛ ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة العشرات.
وخلال شهر مايو 2018، استهدفت «بوكوحرام» أيضًا، مسجدًا في منطقة ادامو، الموجودة في شمال شرق البلاد، وأسفر الحادث عن مقتل 21 شخصًا، وإصابة نحو 12 آخرين.
من جانبه، أرجع هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، سبب استهداف «بوكوحرام» بصفة مستمرة للمساجد في نيجيريا، إلى مبايعة الحركة لتنظيم «داعش» في الفترة الأخيرة.
وقال النجار، في تصريح لـ«المرجع»: إن حركة «بوكوحرام» بدأت -منذ أن بايعت «داعش»- في القيام بأعمال إرهابية تُخالف الشريعة الإسلامية، ومن ضمن تلك الأعمال استهداف المساجد؛ وذلك لأن العقيدة الداعشية تعتبر أي مسجد غير تابع للتنظيم مباح تدميره وجميع من يصلون فيه مُحلل قتلهم، وذلك بحسب اعتقادهم.
وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية إلى أن جميع الانتهاكات التي تحدث للمساجد في نيجيريا تكون بأمر من تنظيم «داعش»، مضيفًا أنه من ضمن أسباب استهداف المساجد من قِبل الحركة، هو أنها في الوقت الحالى تواجه حالة من الهدوء والاسترخاء، والمساجد والأسواق تعد أماكن سهلة الاستهداف، وفي الوقت نفسه قد تعيد للحركة مجدها من جديد.
وفي السياق نفسه، قال مختار الغباشي، المحلل السياسي: إن «بوكوحرام» من أكثر الجماعات الإرهابية خطرًا وعنفًا في القارة السمراء، واستهدافها للمساجد في الفترة الحالية يرجع إلى رغبتها في العودة إلى المشهد السياسي والإعلامي النيجيري من جديد.
وأكد الغباشي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن معظم المناطق التي استهدفت الحركة مساجدها كانت خلال السنوات السابقة تحت قبضة يديها، لكن قوات الجيش استطاعت تحريرها؛ لذا كل ما تقوم به «بوكوحرام» في الوقت الحالي ما هو إلَّا انتقام من الحكومة، ومحاولة للعودة من جديد إلى تلك المناطق، مشيرًا إلى أنها تختار المساجد؛ لأنها أماكن سهلة الاستهداف.





