«داعش» يُحاول رفع معنويات أنصاره.. ويُحذرهم من فخ قوات الأمن
الجمعة 13/أبريل/2018 - 08:07 م

رحمة محمود
يُحاول تنظيم «داعش» الإرهابي، بشتى السبل، ومن خلال أذرعه الإعلاميَّة، الاستعداد للحرب التي سيخوضها ضد نظام الأسد؛ للحفاظ على سيطرته الكاملة على الأراضي التي استولى عليها جنوب سوريا، خاصة بعد إعلان النظام السوري السيطرة الكاملة على مدينة الغوطة الشرقية، وحشد القوات السورية قرب الأحياء التي يوجد فيها التنظيم؛ تمهيدًا لعملية عسكرية تُمَكِّنها من بسط السيطرة على العاصمة.
واستعرض التنظيم صورًا لعمليات تنفيذ حدّ الرّدة في أحد المواطنين بمدينة الحجر الأسود جنوب دمشق، كما نشر صورًا لتنفيذ حكم الإعدام في «جاسوس» تابع للأمن، يُدعى «شادي سليمان زيدان» بمنطقة تسيل بمدينة درعا (جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية – السورية).
وتأتي هذه العمليات في ظل الحرب النفسية التي يشنها «داعش» من وقت لآخر؛ للظهور أنه لايزال الأقوى والمسيطر، ولرفع الروح المعنوية لعناصره، فضلًا عن محاولته حماية أنصاره، وتوعيتهم من الحملات الأمنية التي تُشن عليهم؛ لذلك خصص في صحيفة «النبأ» -إحدى الأذرع الإعلامية للتنظيم- مقالًا يُحذر فيه عناصره من الإجراءات الوقائية التي تتبعها أجهزة الأمن والمخابرات لمنع الهجمات المعادية من قبل المجاهدين.
وقال «داعش» في العدد 127 لصحيفة «النبـأ»، الصادرة الخميس 12 أبريل الحالي: «أجهزة الأمن والاستخبارات تلجأ لوسائل عدة لمنع مهمة المجاهدين، إما من خلال القتل وإما الأسر، وإما دفعهم للهروب من بلادهم خوفًا على حياتهم، فضلًا عن استخدام ما يسمى بذريعة إرهاب المتعاطفين، من مجرد التفكير في أن يحذو حذو المجاهدين، خوفًا من أن يصيبهم أي مكروه».
وأضاف: «أجهزة الاستخبارات تبذل قصارى جهدها لمعرفة أي شخص عازم على الجهاد، ومتعاطف مع المجاهدين؛ ليبقى دائمًا أمام أنظارهم، لكشف مدى الخطر الذي يُمثله، وارتباطه بأي تنظيم أو جماعة جهادية، ولمنعه من أن يقوم بأي عملية ضد أهداف المشركين، وتقوم أجهزة الأمن إما باعتقاله وإما بقتله إذا قاوم القبض عليه، وإما تكتفي في بعض الأحيان بتهديده بالاعتقال، حال لم يتخلَّ عن أفكاره».
وأشار التنظيم إلى أن أجهزة الأمن تركز على اعتقال وأسر المجاهدين، وليس قتلهم؛ وذلك لأن هذا الأمر يجلب لهم فوائد تفوق ما يتحقق من قتله، فبأسره يستطيعون تعذيبه وإهانته للحصول على معلومات، تقودهم إلى بقية أفراد الجماعة أو التنظيم، فضلًا عن أن التعذيب له تأثير سلبي على نفسية المجاهد؛ ما قد يدفعه لترك الجهاد.
وتابع: «إذا كانت أجهزة الأمن تسعى إلى معرفة وكشف العناصر التي تُشكل خطرًا على الأنظمة الحاكمة، فسيكون ذلك إما عن طريق مراقبة المشبوهين، وإما اختراق صفوف أفراد التنظيم، وعادةً هذه الأساليب تُستخدم في حال المجاهرة بعداء الأنظمة واستهدافها، أو إظهار الموالاة للتنظيم، أو من خلال معلومات تصل للأجهزة من بعض المخبرين».
وحذر «داعش» أنصاره مما سمّاه بـ«فخ أجهزة الأمن»؛ إذ تترك الأعضاء غير الفاعلين في التنظيم، الذين لا يُشكلون خطورة على النظام، يتصرفون ويتحركون بحرية تامة، دون الاعتقال، أو المساس بهم، وتُوهم المناصرين أنها غيرت من نهجها في التعامل معهم، وتُريد الاستفادة منهم لمحاربة العدو الخارجي أو الداخلي، فيقتنع بذلك آلاف الشباب المتعاطفين، ويتعاونون مع الأمن.
وحث التنظيم أنصاره على ألَّا ينخدعوا في هذه السياسات الأمنية، فسرعان ما سينقلب عليهم الأمن بعدما يحصل على المعلومات التي يريدها، ثم يعتقل كل من يشك في أمره، أو يتعاون مع التنظيم.
وضرب مثالًا للتحذيرات التي أعطاها للمجاهدين، بما حدث في سوريا إبَّان الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003؛ إذ غضت أجهزة الأمن السورية الطرف في البداية عن آلاف الشباب المتطلع للجهاد في العراق، ثم سرعان ما شنت حملة اعتقالات موسعة طالت الآلاف منهم، بعد إعلان المجاهدين دولة العراق الإسلامية.
وأكد «داعش» أن حملة أجهزة الأمن السورية على المجاهدين أثرت بشكل كبير على طرق إمداد التنظيم في العراق، كما أضعفت مشروعات الجهاد.
كما دعا في نهاية المقالة، أن يأمنوا من مكر أعدائهم، ويتخذوا احتياطاتهم الأمنية كافة، وألَّا يقل العداء في قلوبهم تجاه الأنظمة الحاكمة، بل يعملون ما في وسعهم لزيادة هذا العداء.