«إياد أغ غالي».. زعيم الإرهاب في مالي
الجمعة 06/يوليو/2018 - 08:55 ص
أحمد لملوم
لدىَ «إياد أغ غالي» ماضٍ حافل بالأحداث ومليء بالتعقيدات؛ فهو قائد تمرد الطوارق ضد حكومة مالي في التسعينيات، وكان الوسيط في إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفهم تنظيم القاعدة الإرهابي، كما عمل كدبلوماسي في سفارة مالي بالمملكة العربية السعودية.
«غالي»، الذي ينتمي لأقلية الطوارق التي تقطن مناطق شمال ووسط مالي، أسس في العام 2012 جماعة «أنصار الدين»، وذلك خلال التمرد الذي قامت به الحركة الوطنية لتحرير «أزواد»، وهذه الحركة طالما ما نادت بتمتع مناطق الطوارق بحكم ذاتي منذ تأسيسها عام 2010.
وتحالفت الحركة الوطنية لتحرير «أزواد»، مع جماعة «أنصار الدين»، إضافة إلى جماعات إسلامية أخرى من أجل فرض سيطرتها على مناطق الشمال المالي في وقت قصير، ولكن هذا التحالف لم يدم طويلًا إذ انقلب المتحالفون بعضهم على بعض ونشب بينهم قتال عنيف انتهى بفرض «جماعة غالي» سيطرتهم الكاملة على هذه المناطق.
ينتمي «غالي»، إلى قبيلة «إفوغاس» الطوارقية، التي تقطن منطقة «كيدال» في شمال شرق مالي، ولا يعرف أحد حتى الآن كم يبلغ هذا الرجل من العمر، لكن البعض يعتقدون أنه أصبح في منتصف الخمسينيات من عمره، وكان أول ظهور له في أوائل التسعينيات باعتباره قائد تمرد الطوارق التي تسعى للاستقلال أو الحكم الذاتي للمناطق التي يعيشون فيها، والتي يطلقون عليها اسم «أزواد».
وصفه الإعلام المالي عام 1991، بـ«أمين عام الحركة الشعبية لزعامة أزواد»، ورئيس الوفد الذي يتفاوض على إنهاء التمرد مع الحكومة، وفي عام 1995، أطلق عليه راديو فرنسا الدولي لقب «الزعيم بلا منازع» لمتمردي الطوارق.
وفي أغسطس 2003، لعب «غالي» دورًا رئيسيًّا في عملية تأمين إطلاق سراح 14 سائحًا ألمانيًّا معظمهم اختطفوا من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أثناء وجودهم في مالي، كما تفاوض على إطلاق سراح رهائن أوروبية، قامت جماعة إرهابية باختطافهم لطلب فدية مالية بهدف توفير تمويل لهم، في الأعوام 2008 و2010.
وبين أواخر العام 2007 وأوائل 2010 شغل «غالي» منصب دبلوماسي في القنصلية المالية في السعودية، على الرغم من أن البعض يؤكدون أنه خلال هذه الفترة كان موجودًا في مالي وفي أماكن أخرى (ليس من بينها الأراضي السعودية) للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن المُشار إليهم سابقًا.
وتقول عدة تقارير صحفية، إن «غالي» ترك منصبه الدبلوماسي بعد إعلان المملكة العربية السعودية أنه شخص غير مرغوب فيه، وذلك بسبب عثور الجانب السعودي على أدلة تثبت اتصاله بالعناصر الإرهابية.
وبعد انهيار نظام القذافي في ليبيا منتصف العام 2011، سعى «غالي» إلى قيادة الحركة الوطنية لتحرير «أزواد»، لكن أحد المسؤولين في الحركة أكد لصحيفة «لوموند» الفرنسية في أبريل 2012، أنه تم رفض تعيينه بسبب الصلات التي تربطه بالجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
وقال «غالي»، في اجتماع قبلي عقد عام 2011، إنه يريد فرض الشريعة الإسلامية على الطوارق، وبعد استيلاء جماعة «أنصار الدين» على مدينة «تمبكتو» عام 2012، أعلن في بيان بثته الإذاعة المحلية، «الجهاد ضد معارضي الشريعة» و«العداء لغير المؤمنين والمشركين»؛ كما دعا السكان المحليين لمساعدة جماعته فيما أسماه «تأسيس الدين، ونشر العدالة والأمن، والحكم بين الناس مع العدالة، وتعزيز الفضيلة ومنع الرذيلة».
وفي العام 2016، نجح «غالي» في إقناع زعماء الجماعات الإرهابية الناشطة في مالي، بالاتحاد في تنظيم جديد أطلق عليه «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، ودأب هذا التنظيم الإرهابي باستمرار على إعلان مسؤوليته عن العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن المالية.





