ad a b
ad ad ad

مزايدة ومتاجرة: كيف يتعامل الحوثيون مع القضية الفلسطينية

الثلاثاء 07/نوفمبر/2023 - 03:01 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 برز  موقف ميليشيا الحوثي واضحًا عقب إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية لعملية «طوفان الأقصى» فجر السابع من أكتوبر 2023، إذ كان أول رد للميليشيا على لسان زعيمها «عبدالملك الحوثي» الذي هدد إسرائيل، بتفعيل مبدأ «وحدة الساحات» في حال لم تتوقف انتهاكاتها في قطاع غزة، وذلك بتوجيه ضربات لها من قبل الميليشيا الموالية لإيران بالمنطقة ومن مختلف الجبهات (اليمن، لبنان، سوريا)، وكان آخر رد حوثي في 31 أكتوبر 2023، إذ خرج المتحدث باسم القوات المسلحة الحوثية «يحيي سريع» ليؤكد إطلاق قواتهم الانقلابية لدفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل.


اتجاهات الحوثي


ولم تكتفِ الجماعة الانقلابية بذلك، بل دشنت في 28 أكتوبر 2023، ما سمته بـ«اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى»، وركزت على حشد الشعب اليمني من أجل دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والمقاومة، وهذه محاولة من قبل الحوثي، لإيصال رسالة مزعومة مفادها أن الميليشيا الانقلابية حريصة على "نصرة القضية" وأن الشعب اليمني خاصة بمناطق سيطرتها على استعداد للذهاب للقتال من أجل فلسطين استجابة لتعليمات زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي».

 

إضافة لذلك، فإن الجماعة الانقلابية عملت على استغلال القضية الفلسطينية في جمع أموال من المواطنين تحت شعار "دعم المقاومة" رغم أن الشعب اليمني يعاني من تدهور في أوضاعه المعيشية والاقتصادية جراء الأزمة اليمنية التي دخلت عامها التاسع، ولكن الحوثي يريد التأكيد على أنه يقدم دعمًا لفلسطين بمختلف الأدوات الممكنة سواء العسكرية أو المالية أو غيرها.


 توظيف القضية


تجدر الإشارة إلى أن الجماعة الانقلابية حاولت استغلال القضية الفلسطينية وتوظيفها لصالحها، وذلك بالترويج لمزاعم أن ما يحدث لفلسطين سبق وشهدته اليمن خلال السنوات التسع الماضية، فضلًا عن توجيهها دعوات لدول التحالف العربي بالخروج من اليمن والتركيز على نصرة الفلسطينيين، والضغط على أمريكا وإسرائيل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

 

وتستغل الميليشيا المدعومة من إيران موقف الشعب اليمني الداعم والملتف حول القضية الفلسطينية، وتدفع بعناصرها المسلحة بمختلف المناطق اليمنية لإجبار اليمنيين إما على دفع الأموال تحت شعارات عدة سواء "الجبايات، أو الإتاوات، أو الزكاة وصولًا لدعم فلسطين"، ومن يرفض الاستجابة يتم اعتقاله والزج به في السجون الحوثية، ومن جهة، تستغل القضية من أجل تجنيد اليمنيين والدفع بهم إلى جبهات القتال والقول لهم أنهم قد يحاربون في أي لحظة إسرائيل ولذلك عليهم الاستعداد، ولكن في نهاية الأمر يجد اليمنيون أنفسهم يحاربون نظراءهم في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الشرعية.


متاجرة حوثية


وحول الموقف الحوثي من أحداث فلسطين، يقول المحلل السياسي اليمني «محمود الطاهر» إن الميليشيا الانقلابية تتاجر بالقضية الفلسطينية، من خلال جمع الأموال ونهب الشعب اليمني، بحجة دعم «حركة حماس»، لكن تلك الأموال والمنهوبات لم تصل إلى فلسطين أو أبناء غزة، وإنما لجيوب ميليشيا الحوثي، خاصة أن قطاع غزة محاصر ولا تصل إليهم المساعدات إلا ما ندر.


ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن موضوع التهديدات الحوثية لإسرائيل، كلها "جوفاء"، ولم يوجد منها أي رد فعل قوي وذات فعالية حتى الآن، سواء باستهداف السفن الأمريكية أو الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر.

"