زيادة التطرف في إفريقيا.. الأسباب والتداعيات والحلول
الخميس 02/نوفمبر/2023 - 10:49 م
آية عز
في السنوات الأخيرة، شهدت إفريقيا انتشارًا واسعًا للجماعات المتطرفة التي تنتمي إلى تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، هذه الجماعات استغلت وسائل التواصل الاجتماعي لجذب وتجنيد الشباب الأفارقة، وشنت هجمات دامية في عدة دول، ومن بين هذه الجماعات تبرز داعش ونصرة الإسلام والمسلمين، التي تتبع إيديولوجيات متشددة ومتطرفة.
توقع خبراء أمنيون واستخباراتيون أن تزداد خطورة وتعقيد هجمات هذه الجماعات في عام 2023، مما يستوجب اتخاذ إستراتيجية شاملة وفعالة لمواجهة التهديد الإرهابي في إفريقيا.
وفي هذا السياق، أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرًا بالإنجليزية بعنوان "Journey to Extremism in Africa: Recruitment and Disengagement Pathways".
مراحل التحول
والتقرير يسلط الضوء على مراحل التحول إلى التطرف، والعوامل التي تؤثر على انضمام أو انفصال الأفارقة عن الجماعات المتطرفة.
واستند التقرير إلى مقابلات شخصية مع (2200) مواطن من (8) دول في إفريقيا جنوب الصحراء، هي: بوركينا فاسو، وتشاد، والسودان، والصومال، والكاميرون، ومالي، والنيجر، ونيجيريا.
وأجريت هذه المقابلات خلال عامي 2021 و2022.
من بين المقابلين، كان هناك (1200) عضو في جماعات عنيفة مرتبطة بداعش أو القاعدة، مثل: بوكو حرام، وحركة الشباب، ونصرة الإسلام والمسلمين، بعضهم اختار الانضمام إلى هذه الجماعات، وبعضهم اضطُر إلى ذلك.
البحث يهدف إلى دراسة مسارات التطرف والانفصال عن الجماعات العنيفة.
ويسأل البحث عن الأسباب التي جعلت هؤلاء الأفارقة يلتحقون بالتطرف، والأسباب التي جعلتهم يشعرون بالإحباط أو الندم منه، والأسباب التي دفعتهم إلى ترك التطرف وقطع صلتهم به.
وتوصل هذا التقرير إلى مجموعة من النتائج والأسباب التي أدت إلى زيادة نسب التطرف في إفريقيا ومنها ..
- الفقر وليس الدين هو الدافع الرئيسي لانضمام الأفارقة إلى الجماعات المتطرفة.
40% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن الفقر هو الدافع الأساسي وراء انضمامهم إلى الجماعات المتطرفة، بينما قال 17% فقط إن الدين هو السبب.
- الفقر وليس الدين هو الدافع الرئيسي لانضمام الأفارقة إلى الجماعات المتطرفة.
40% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن الفقر هو الدافع الأساسي وراء انضمامهم إلى الجماعات المتطرفة، بينما قال 17% فقط إن الدين هو السبب.
- انتهاكات من قبل قوات أمن الدولة، وكانت بمثابة "نقطة التحول" للانضمام إلى التطرف.
و71% من المشاركين ذكروا أن الانتهاكات كانت سببًا رئيسيًّا في قرارهم بالانضمام إلى التطرف.
أسباب أخرى للتطرف في إفريقيا
التطرف في إفريقيا له العديد من الأسباب، خاصة أن الموضوع متشعب للغاية ومقعد، ومن أبرز الأسباب أو العوامل التي كان لها تأثير كبير على زيادة نسب التطرف في القارة الإفريقية..
"الفقر والبطالة والتهميش"
كثير من الشباب الأفارقة يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، تحرمهم من فرص التعليم والتوظيف والخدمات الأساسية.
هذا يجعلهم سهلي الانجذاب إلى الجماعات المتطرفة التي توفر لهم دخلًا أو مكافآت أو حماية أو انتماء.
"انتهاكات حقوق الإنسان والقمع والفساد"
كثير من المواطنين الأفارقة يشعرون بالظلم والإهانة من قبل قوات الأمن أو الحكومات التي تستخدم العنف أو التعذيب أو الإعدامات الجماعية ضدهم.
أسباب أخرى للتطرف في إفريقيا
التطرف في إفريقيا له العديد من الأسباب، خاصة أن الموضوع متشعب للغاية ومقعد، ومن أبرز الأسباب أو العوامل التي كان لها تأثير كبير على زيادة نسب التطرف في القارة الإفريقية..
"الفقر والبطالة والتهميش"
كثير من الشباب الأفارقة يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، تحرمهم من فرص التعليم والتوظيف والخدمات الأساسية.
هذا يجعلهم سهلي الانجذاب إلى الجماعات المتطرفة التي توفر لهم دخلًا أو مكافآت أو حماية أو انتماء.
"انتهاكات حقوق الإنسان والقمع والفساد"
كثير من المواطنين الأفارقة يشعرون بالظلم والإهانة من قبل قوات الأمن أو الحكومات التي تستخدم العنف أو التعذيب أو الإعدامات الجماعية ضدهم.
هذا يولد حالة من الغضب والانتقام والثأر، ويرفع من مستوى التأييد أو التبرير للجماعات المتطرفة التي تزعم نضالها ضد هذه الظلم.
"التأثير الديني أو الفكري"
كثير من الشباب الأفارقة يتأثرون بخطابات أو دعاة أو زعماء متطرفين، سواء عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية.
"التأثير الديني أو الفكري"
كثير من الشباب الأفارقة يتأثرون بخطابات أو دعاة أو زعماء متطرفين، سواء عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية.
هؤلاء يحاولون تشويه المفاهيم الدينية أو القيمية، وترويج رؤى متشددة أو متطرفة، وتحريض الشباب على العنف أو الانتحار أو الجهاد.
"التواصل والتفاعل مع أفراد آخرين"
كثير من الشباب الأفارقة يجدون في الجماعات المتطرفة مجالًا للتواصل والتفاعل مع أفراد آخرين يشاركونهم نفس المشاعر أو المصالح أو الهوية.
اتجاهات الصراعات والعنف في إفريقيا
إفريقيا هي من أكثر القارات التي تشهد صراعات مسلحة وعنفًا سياسيًّا في العالم، حيث تساهم بنحو 52% من الصراعات المسلحة و16% من الوفيات الناجمة عنها.
"التواصل والتفاعل مع أفراد آخرين"
كثير من الشباب الأفارقة يجدون في الجماعات المتطرفة مجالًا للتواصل والتفاعل مع أفراد آخرين يشاركونهم نفس المشاعر أو المصالح أو الهوية.
اتجاهات الصراعات والعنف في إفريقيا
إفريقيا هي من أكثر القارات التي تشهد صراعات مسلحة وعنفًا سياسيًّا في العالم، حيث تساهم بنحو 52% من الصراعات المسلحة و16% من الوفيات الناجمة عنها.
وتشهد القارة السمراء، تنوعًا كبيرًا في أنواع وأشكال ومستويات الصراعات والعنف، التي تتراوح بين الحروب الأهلية والانفصالية والإثنية والدينية والإقليمية، إلى جانب الإرهاب والجريمة المنظمة والشغب والاحتجاجات.
إفريقيا تتأثر بتغيرات دولية وإقليمية، تؤثر على طبيعة وانتشار الصراعات والعنف في القارة، مثل التدخلات الخارجية والتحالفات الإستراتيجية والتنافس على الموارد والتأثير.
كما تواجه تحديات داخلية، تزيد من خطورة الصراعات والعنف في القارة، مثل ضعف الحوكمة والفساد وانتهاك حقوق الإنسان والتمييز والتهميش والفقر .
التداعيات المستقبلية لزيادة نسب التطرف
التطرف في أفريقيا قد يزداد في المستقبل بسبب بعض العوامل المختلفة، مثل:
"زيادة السكان"
يتوقع أن يصل عدد سكان أفريقيا إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، مما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية والخدمات الأساسية، ويخلق فجوة بين الطلب والعرض، ويرفع من مستوى التوترات والصراعات والتطرف.
"تغير المناخ"
يتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة درجات الحرارة وانخفاض مستوى المطر، مما يؤثر على الزراعة والموارد المائية، ويلحق أضرارًا بالبنية التحتية والصحة، ويرفع من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يزيد من نسب الفقر، التي قد تتسبب في زيادة نسب التطرف والتجنيد الإرهابي.
"تطور التكنولوجيا"
يتوقع أن يؤدي تطور التكنولوجيا إلى زيادة قدرات الجماعات المتطرفة في نقل وصنع وإطلاق الأسلحة، كما يزيد من إمكانية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للترويج والتجنيد والتخطيط.
الحلول على المستوى الوطني
- الحلول على المستوى الوطني تستهدف تعزيز دور الدولة في مكافحة التطرف، من خلال:
_ بناء مؤسسات دولة قادرة، على توفير الأمن والعدالة والخدمات للمواطنين، والتصدي للفساد والإفلات من العقاب، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
التداعيات المستقبلية لزيادة نسب التطرف
التطرف في أفريقيا قد يزداد في المستقبل بسبب بعض العوامل المختلفة، مثل:
"زيادة السكان"
يتوقع أن يصل عدد سكان أفريقيا إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، مما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية والخدمات الأساسية، ويخلق فجوة بين الطلب والعرض، ويرفع من مستوى التوترات والصراعات والتطرف.
"تغير المناخ"
يتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة درجات الحرارة وانخفاض مستوى المطر، مما يؤثر على الزراعة والموارد المائية، ويلحق أضرارًا بالبنية التحتية والصحة، ويرفع من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يزيد من نسب الفقر، التي قد تتسبب في زيادة نسب التطرف والتجنيد الإرهابي.
"تطور التكنولوجيا"
يتوقع أن يؤدي تطور التكنولوجيا إلى زيادة قدرات الجماعات المتطرفة في نقل وصنع وإطلاق الأسلحة، كما يزيد من إمكانية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للترويج والتجنيد والتخطيط.
الحلول على المستوى الوطني
- الحلول على المستوى الوطني تستهدف تعزيز دور الدولة في مكافحة التطرف، من خلال:
_ بناء مؤسسات دولة قادرة، على توفير الأمن والعدالة والخدمات للمواطنين، والتصدي للفساد والإفلات من العقاب، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
_ تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، بين مختلف مكونات المجتمع، والحد من التمييز والتهميش والإقصاء، وتعزيز الحوار والتسامح والتعايش، ومواجهة التطرف الديني والإثني.
"تحسين الظروف الاقتصادية والبشرية، للمواطنين، والحد من الفقر والبطالة والهجرة غير الشرعية، وتعزيز فرص التعليم والتدريب والتوظيف، وتحقيق التنمية المستدامة.
الحلول على المستوى الإقليمي
الحلول على المستوى الإقليمي تستهدف تعزيز التعاون بين دول إفريقيا في مكافحة التطرف، من خلال:
الحلول على المستوى الإقليمي
الحلول على المستوى الإقليمي تستهدف تعزيز التعاون بين دول إفريقيا في مكافحة التطرف، من خلال:
_تفعيل دور الاتحاد الإفريقي، في تنسيق الجهود والمبادرات المشتركة لمواجهة التهديدات المشتركة، وإصدار قرارات ملزمة للدول الأعضاء، وإنشاء آلية للرصد والتقييم.
_ تعزيز التكامل الإقليمي، بين دول إفريقيا في مجالات مختلفة، مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة، لخلق منطقة اقتصادية موحدة تسهم في رفع مستوى المعيشة.
_ تطوير قدرات حفظ السلام في إفريقيا، بدعم من المجتمع الدولي، للتدخل في حالات الأزمات والصراعات، وحماية المدنيين من العنف المسلح.
الحلول على المستوى الدولي
- الحلول على المستوى الدولي تستهدف تعزيز التضامن مع إفريقيا في مكافحة التطرف، من خلال:
الحلول على المستوى الدولي
- الحلول على المستوى الدولي تستهدف تعزيز التضامن مع إفريقيا في مكافحة التطرف، من خلال:
_دعم جهود التنمية، في إفريقيا، بزيادة حجم المساعدات الإنسانية والإنمائية، وإلغاء أو تخفيض ديون الدول الأكثر فقرًا، وتسهيل إجراءات التجارة.
_دعم جهود مكافحة التطرف، في إفريقيا، بتبادل المعلومات والخبرات، وتوفير التدريب والتجهيز للأجهزة الأمنية، وضبط تدفقات التمويل والأسلحة للجماعات المتطرفة.
_دعم جهود حفظ السلام في إفريقيا، بإرسال قوات دولية أو إقليمية للتدخل في حالات الأزمات والصراعات، وحماية المدنيين من العنف المسلح.





