يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تعزيز التعاون بين إيران وحزب الله.. دلالات لقاء «عبداللهيان» و«نصر الله» في لبنان

الأربعاء 13/سبتمبر/2023 - 09:18 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

زار وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» في 1 سبتمبر 2023، العاصمة اللبنانية بيروت، قادمًا من سوريا، وخلالها عقد مباحثات مع الأمين العام لحزب الله اللبناني «حسن نصر الله، تناولت مستجدات وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، خاصة أنها تأتي بالتزامن مع إطلاق إسرائيل تهديدات بشكل متواصل للحزب اللبناني بشن عملية عسكرية في حال لم يتوقف الأخير عن تهديد القوات الإسرائيلية بالمنطقة الحدودية مع لبنان، ونظرًا لكون طهران تعتبر «حزب الله» ذراعها الرئيسي في الأراضي اللبنانية، فإن هذا اللقاء جاء للتأكيد على ذلك.


دوافع إيرانية


ومن اللافت أيضًا أن النظام الإيراني يحاول في الوقت الراهن التدخل لحل أزمة «الشغور الرئاسي» التي تشهدها لبنان منذ أكتوبر الماضي عقب انتهاء ولاية الرئيس «ميشال عون»، وهو ما أكده «عبداللهيان» فور وصوله إلى العاصمة بيروت، قائلًا: «سنبحث مع مختلف الأطراف في لبنان التوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية»، وهو الأمر الذي يوضح أن نظام الملالي حريص على وجود رئيس في لبنان يخدم الأجندة والمصالح الإيرانية على الأراضي اللبنانية، ويأتي ذلك في إطار مخطط "تصدير الثورة" ومساعي طهران للسيطرة على عدد من دول المنطقة، أبرزها، اليمن وسوريا ولبنان وأيضًا العراق، من خلال أذراعها المنتشرة بهذه الدول.

 

ومن جهة، فإن اللقاء الذي جمع «عبداللهيان» و«نصرالله»، قد يكون الهدف منه، تعزيز التعاون بين إيران والحزب اللبناني لإيجاد رئيس يتوافق عليه مختلف القوى السياسية اللبنانية وفي الوقت نفسه يخدم إيران، إضافة إلى تعزيز التعاون العسكري بين الحزب اللبناني وطهران من أجل صد الهجمات الإسرائيلية بالمنطقة، إذ لا تتواني إيران عن تقديم مختلف أنواع الأسلحة لحزب الله، وهو ما يفسر سبب استعراض الأخير مؤخرًا لترسانته العسكرية، كورقة ضغط لإيصال رسالة لإسرائيل مفادها، أن الحزب اللبناني قادر على مواجهة القوات الإسرائيلية بجنوب البلاد، وفي الوقت ذاته، يريد نظام الوالي الفقيه القول لإسرائيل إنه لن يتخلى عن دعم أذرعه بالمنطقة بمختلف الوسائل، وهو ما أكده «عبداللهيان» قائلًا، «طهران مستمرة في دعم لبنان، جيشًا وشعبًا ومقاومة.. للبنان مكانة مهمة والتعاون معه يصب في مصلحة البلدين».

 

إضافة لما تقدم، فإن إيران تسعى لتعزيز التعاون بالمجال الاقتصادي مع لبنان، إذ أعلن «عبداللهيان» بأن الشركات الإيرانية مستعدة لحل مشكلة الكهرباء في الأراضي اللبنانية، وهو ما يكشف عن رغبة إيرانية في استمرار التوغل بمختلف الأدوات داخل الأراضي اللبنانية، مما يسمح لها ولأذرعها بالنفوذ والسيطرة على مؤسسات صنع القرار.

 

نهج الملالي


وحول دلالات اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني والأمين العام لحزب الله اللبناني، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن اللقاء يؤكد أن  السياسات الإيرانية فيما يتعلق بالميليشيا التابعة لها بالمنطقة لم تتأثر بأية معاهدات لإعادة العلاقات التي أبرمتها إيران في الفترة الأخيرة سواء مع السعودية أو دول المنطقة.

 

ولفت «حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن النهج الايراني لم يتغير ولن ترفع طهران يدها عن هذه الميليشيا، حتى لو كانت قدمت بعض التنازلات خلال الأشهر القليلة الماضية لفتح آفاق جديدة لها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو الأمر الذي ينبغي على دول المنطقة العربية الانتباه إليه، وأن تفرض شروطًا على إيران أبرزها التخلي عن دعم هذه الميليشيا الموالية بدول المنطقة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن.

"