تفجير باكستان يجدد مخاوف الأمن الإقليمي.. واستنكار عالمي
أعلن تنظيم داعش الإرهابي، فرع «خراسان» مسؤوليته عن الهجوم الكبير الذي استهدف اجتماعًا لحزب «جماعة علماء الإسلام» في شمال غرب باكستان، والذي قتل على إثره 54 شخصًا، بينما أصيب أكثر من 100 شخص بينهم عشرات الحالات الحرجة.
وأصدر التنظيم الإرهابي في 31 يوليو 2023 بيانًا عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي حول ضلوعه بالهجوم، ما أثار التساؤلات تجاه أوضاع الأمن في المنطقة، والتأثيرات المتصاعدة للاضطرابات الأفغانية على المحيط الإقليمي، وبالأخص أن الهجوم قد وقع في منطقة باجور بإقليم خيبر بختونخوا على الحدود مع أفغانستان.
هجوم مروع يضرب باكستان
ضرب تنظيم داعش تجمعًا لحزب جمعية علماء الإسلام الذي يترأسه فضل الرحمن، تاركًا إشكاليات خطيرة تتصاعد في المنطقة أبرزها التأثير المحتمل للاضطرابات الأمنية في أفغانستان على المنطقة، إلى جانب إبراز المخاطر الفكرية التي يحملها داعش ضد المختلفين معه حتى ولو كانوا من المسلمين.
من جهته استنكر زعيم حزب جمعية علماء الإسلام، فضل الرحمن مقتل العشرات على يد جماعة إرهابية، متسائلًا عن دور أجهزة الاستخبارات في تأمين البلاد، وتوفير المعلومات اللازمة عن تحركات المتطرفين وبالأخص مع علمهم بتجمع المئات على منطقة حدودية لحضور اجتماع للحزب.
فيما طالب فضل الرحمن أنصاره بالتحلي بالصبر، مؤكدًا أن مواجهة الإرهاب تحتاج لتكاتف الجميع، وعدم استغلال الأطراف الدولية لتلك الجماعات من أجل التربح السياسي أو الاقتصادي.
استنكار دولي لهجوم داعش
أعلن رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف إدانته الشديدة للهجوم الأخير، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية بشأن الحادث، ومن جانبها أدانت مصر والسعودية والكويت وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية هذا الهجوم.
ويبقى الرفض الدولي للهجمات الإرهابية مقدمة لإجراءات من الضروري اتخاذها لمنع استفحال التطرف العنيف بالمنطقة، وهو الأمر الذي سيتسع مدى تأثيره بمرور الوقت نظرًا للعقائد المضطربة لهذه الجماعات.
التهديدات الكامنة لعملية داعش وعلاقتها بطالبان يمثل الهجوم الأخير تهديدًا واضحًا لأمن المنطقة، فالمخاطر المحتمل تبلورها لا تتعلق فقط بأصحاب الديانات المختلفة، ولكن بمن لا ينتصر للعقيدة الداعشية ذاتها، ما يشكل مخاوف مطردة لإيران على سبيل المثال.
وفي تصريح سابق لـ«المرجع» قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ إن مخاوف إيران من تنظيم داعش ومدى تطوره خلال الاضطرابات الأفغانية الحالية سيدفع طهران لبحث أطر مختلفة لتقويض تأثيرات الأزمة، لافتة إلى أن الصين وروسيا لديهما مخاوف تتعلق بنشاط داعش.
تدفع الأطروحات السياسية التي تلت الهجوم الباكستاني الأخير بأن ضعف قدرات حركة طالبان الأمنية وعدم سيطرتها على الأوضاع بداخل أفغانستان عقب سيطرتها على السلطة في أغسطس 2021 بات يأتي بنتائجه، والتي ظهرت في الهجوم الداعشي الأخير على باكستان في منطقة متاخمة للحدود الأفغانية.
إن المخاوف المتصاعدة من استفحال نفوذ ولاية خراسان الداعشية في المنطقة قد دفعت بعض الدول لتوطيد علاقاتها مع طالبان رغم الخلافات الجوهرية التي كانت بينهما، وتأتي الهند كأبرز هذه الدول، ففي يونيو 2022 أعادت الهند فتح سفارتها في كابول ما دفع المبعوث الأفغاني إلى الهند، فريد ماموندزاي للقول بإن تلك الخطوة تبرهن رغبة الهند في التعاون مع طالبان من أجل الأهداف الأمنية والسياسية لأجندتها.





