من آسيا إلى إفريقيا.. التحالف الدولي يلاحق داعش في الأدغال
الإثنين 18/سبتمبر/2023 - 09:56 م

أحمد عادل
يسعى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي إلى مواجهة التنظيمات المنتشرة في القارة الإفريقية؛ بهدف الحفاظ على أمنها، ومقدرات الدول، وشعوبها التي تعاني من مرارة انتشار التنظيمات المتطرفة في القارة ككل.
الانتقال من آسيا إلى إفريقيا
ويتجه التحالف الدولي لمحاربة داعش للانتقال من آسيا إلى إفريقيا للعب دور في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وغرب القارة بشكل خاص، على أمل تكرار نجاح تجربة هزيمة داعش في سوريا والعراق.
وفي الاجتماع الوزاري للتحالف الذي انعقد في العاصمة السعودية الرياض، اتسعت مجموعة التركيز المعنية بالشأن الإفريقي لمواجهة مخاطر داعش، بانضمام السعودية إلى المجموعة بجانب الولايات المتحدة والمغرب وإيطاليا والنيجر.
وخلال حضوره الاجتماع، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن: إن القتال ضد تنظيم داعش لم ينته بعد، لافتًا إلى ضرورة مساعدة دول غرب إفريقيا في هذا الصدد.
مواجهات محتملة
عكس البيان المشترك لوزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة «داعش»، مدى الاهتمام الواسع الذي يوليه التحالف بخطط مكافحة التنظيم المتشدد في إفريقيا؛ في ضوء تصاعد نشاط التنظيم في القارة، من خلال أذرعه وخلاياه المختلفة، وبما ينذر بمواجهات أكثر سخونة مع فصائله في عديد من دول القارة في المرحلة المقبلة.
وأكد التحالف في بيانه الختامي الدعم المستمر لبرامج مكافحة الإرهاب في إفريقيا والعراق وسوريا وجنوب ووسط آسيا، وفيما يخص القارة السمراء بشكل خاص، ناقش الوزراء نشاط فروع تنظيم داعش التي تعمل غرب إفريقيا والساحل وشرق إفريقيا ووسط وجنوب القارة، مشيدين بعمل مجموعة التركيز على إفريقيا التابعة للتحالف العالمي، والتي انعقدت أخيرًا في النيجر، كونه أول حدث للتحالف في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
واتسعت رقعة أنشطة الجماعات الإرهابية في دول غرب إفريقيا بشكل غير مسبوق الأشهر الأخيرة؛ ما أدى لمقتل أكثر من 100 شخص منذ بداية 2023، وتشريد عشرات الآلاف من مناطقهم في مالي بوركينا فاسو ونيجيريا، مستخدمة تكتيكات وتحالفات جديدة.
ووفقًا لتقديرات مؤشر الإرهاب لعام 2022، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام (مؤسسة عالمية مقرها أستراليا)، فقد فشلت حتى الآن الجهود الإقليمية والدولية في وقف الزيادة المتواصلة في مستويات الإرهاب؛ نتيجة النزاعات الأهلية والنزوح، وتغير المناخ، واختلال الأمن الغذائي.
قوة إفريقيا السياسية
ومن جانبه، قال محمد فؤاد رشوان، الباحث في الشأن الإفريقي: إن أحد أهم أسباب تمدد تنظيم داعش الإرهابي والجماعات الموالية لها في غرب إفريقيا سيطرة التنظيم على مناطق كثيرة في القارة، وهو ما أحدث حالة من الذعر والهلع؛ مما جعل بوصلة العالم تجاه نحو القارة السمراء، وكذلك انتقال حالة التناحر الدولي إلى إفريقيا، وبخاصًة مناطق اكتشاف النفط في ساحل غينيا.
وأكد رشوان في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن اكتشافات النفط أدت إلى صراع دولي كبير، بعد وجود قوات فاغنر الروسية والصين، مما أعطى إفريقيا قوة سياسية واقتصادية وتصويتية، وبخاصًة بعد الموقف الأخير للقارة في التصويت لصالح روسيا في الحرب بينها وبين أوكرانيا؛ حيث رفضت أكثر من نصف القارة السمراء التصويت، مما يشكل نجاحًا للخارجية الروسية، بعد أن فقدت الدول الغربية وأمريكا سيطرتها على القارة.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن إفريقيا أصبحت في الوقت الجاري بوصلة التوجهات العالمية، بعد اكتشافات الموارد الطبيعية والمعدنية، المنتشرة في القارة، وهو ما شاهدناه في السودان مع شركة فاغنر الروسية والمسيطرة بشكل كبير فيها، فكل العوامل السابق ذكرها جعلت الإدارة الأمريكية تعود مرة أخرى بعد إعلان الانسحاب الفرنسي وتواجد الصين وفاغنر بقوة.
وأوضح الباحث في الشأن الإفريقي، أن تلك التحركات من شأنها عودة الأزمات الأمنية في القارة الإفريقية؛ حيث عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى ليبيا والسودان، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي الموجودة في البلدين.
وأشار إلى أنه من المتوقع حدوث حالة توافق أمني دولي ضد تنظيم داعش الإرهابي والجماعات المتطرفة المنتشرة في إفريقيا للقضاء عليهم، أو تقوية شوكة القوات المحلية الأمنية، وحل المشكلات الداخلية لمواجهة جماعات الإرهاب الدولي.