ممنوع من السفر والظهور إعلاميًّا.. عمران خان يضع باكستان في مأزق كبير

عقب الظهور الأخير لعمران خان، أثناء اقتياده إلى المحكمة تحت الحماية، خشية الهجوم عليه وهو مغطى الرأس، صدرت قرارات ضد رئيس وزراء باكستان السابق بمنع تداول صوره أو أي تصريحات له عبر القنوات الباكستانية، بجانب منعه من السفر رفقة عدد من أعضاء حزب «إنصاف» الباكستاني من مغادرة البلاد، حيث فجر اعتقال عمران خان مطلع مايو 2023، موجة من الاحتجاجات الواسعة من قبل أنصاره، الأمر الذي أثار مخاوف جديدة على استقرار الدولة المسلحة نوويا في الوقت الذي تكافح فيه أسوأ أزمة اقتصادية ونفى خان ارتكاب أي مخالفات.
منع الظهور الإعلامي
بعد وصول الصراع بين أنصار عمران خان وقوات الأمن الباكستانية إلى مستويات غير مسبوقة، وبات البلد الآسيوى الذى يعانى من أزمات اقتصادية كبيرة على حافة الهاوية، أصدرت الحكومة الباكستانية قرارًا بمنع ظهور عمران خان الإعلامي أو تداول صوره أو أي تصريحات له في الوقت الراهن بسبب الأحداث التي تسبب فيها أنصاره والتهم الموجهة له والتي يحاكم عليها أمام المحاكم الباكستانية.
وأعلن محامي رئيس الوزراء الباكستاني السابق، الأربعاء 31 مايو 2023، تمديد الإفراج عنه بكفالة لثلاثة أيام في قضية كسب غير مشروع.
ممنوع من السفر
في الجهة المقابلة، قررت السلطات الباكستانية منع رئيس الوزراء السابق عمران خان من السفر، هو وزوجته، ونحو 500 من أنصاره، حيث منعت الحكومة الباكستانية عمران خان، وزوجته ومئات من أعوانه السياسيين، من السفر للخارج، وسط أزمة مع الجيش القوي في البلاد.
وأدرجت وكالة التحقيقات الفيدرالية، المسؤولة عن الهجرة والحدود، عمران خان على قائمة الممنوعين من السفر، بجانب زوجته بشرى بيبي وأكثر من 500 قيادي وعضو في حزب «حركة الإنصاف» الباكستانية.
عشرات التهم ضد عمران خان
ويأتي قرار المحكمة بعد يوم من إعلان وزير الداخلية الباكستاني، رنا ثناء الله خان، أن عمران خان سيحاكم أمام محكمة عسكرية بتهمة «تدبير» الهجمات على منشآت عسكرية خلال الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في وقت سابق من هذا الشهر، حيث اتهم ثناء الله خان، في مقابلة مع الإذاعة المحلية «داون نيوز»، عمران خان بالتدبير «شخصيا» لأعمال عنف وهجمات أسفرت عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة نحو 300 آخرين، من بينهم أكثر من 100 رجل شرطة في جميع أنحاء البلاد.
ويواجه خان عشرات التهم في قضايا مرفوعة ضده في عدد من المحاكم الباكستانية، من بينها تهم تتعلق بمكافحة الفساد والإرهاب وسوء استخدام السلطة لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات ويؤكد أن جميع الادعاءات كاذبة وملفقة وتستند إلى سوء فهم متعمد للقانون وذات دوافع سياسية، على حد وصفه.
وكان الجيش الباكستاني توعّد، في بيان، بتقديم من وصفهم بالمتورطين في جرائم شنيعة ضد المنشآت العسكرية والأفراد إلى المحاكمة، وذلك على خلفية أعمال الشغب التي اندلعت عقب اعتقال عمران خان في 9 مايو الجاري.
قرار غير صائب
بينما أكد الباحث في الشأن الباكستاني حذيفة أحمد، أن قرار منع ظهور اسم وصورة ومقاطع وتصريحات عمران خان على القنوات، قرار غير صائب في الوقت الحالي مما يصيب أنصاره بحالة من الاحتقان تجاه مؤسسات الدولة، ويزيد الأمر تعقيدًا.
وأوضح الباحث في الشأن الباكستاني، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن القرار الذي صدر بحق خان بمنع اسمه وصوره من الظهور عبر القنوات الباكستانية، أعقبه قرار آخر بمنعه من السفر، وذلك بسبب ما قام به أعضاء الحزب وأنصار خان في مايو الماضي، باقتحامهم مقرات الجيش وحرق للممتلكات وتدميرها، منوهًا إلى أنه بعد العمل على إثارة النعرات العرقية، والتهديد بأن الوضع سيصبح مشابها لـ 1971 -حين انفصلت بنجلاديش عن باكستان-؛ كما أن أنصار عمران خان يصفون الحكومة بأنها يزيدية وأن عمران خان وأنصاره حسينيون.