هل تنجح المبادرة الثلاثية في وقف إرهاب «الشباب»؟

بعد سنوات من الإغلاق، نتيجة الانتشار المتزايد لحركة الشباب الإرهابية الصومالية، وتدفق العناصر وتنقلها بكل سهولة ويسر في تلك المنطقة، أعلنت كل من كينيا والصومال وإثيوبيا، إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلاد الثلاثة مرة أخرى.
تلك المبادرة الثلاثية، قد تكتب الفصل الأخير من هزيمة إرهاب تنظيم «داعش» وحركة الشباب في تلك المنطقة، وعودة الاستقرار وتيسير حركة الاقتصاد بسهولة، فضلًا عن إيجاد حل دائم لانعدام الأمن في منطقة القرن الإفريقي.
إسكات البنادق
قال نائب الرئيس الكيني رجاثي جاتشاغوا، إن فتح الحدود بين البلدان الثلاثة، سيحسن التنمية الاجتماعية والاقتصادية بينها، مضيفًا أنه يجب إسكات البندقية حتى تعود الصناعة، ويجب وقف الإرهاب في المنطقة الحدودية من أجل الرخاء الاجتماعي والاقتصادي.
ومنذ عام 2012، أغلقت كينيا الحدود المشتركة بينها وبين الصومال، نتيجة لرصد تحركات كبيرة، لعناصر حركة الشباب الإرهابي.
من جانبه، وخلال جلسة للبرلمان الصومالي، طالب رئيس البلاد حسن شيخ محمود، بضرورة وجود دعم عسكري من دول الجوار وخاصةً إثيوبيا وكينيا وجيبوتي، للقضاء على حركة الشباب، مبرزًا دور الشركاء الإقليميين والدوليين في مواجهة الإرهاب.
حالة ضعف
ودخلت حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، حالة ضعف كبيرة، نتيجة العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس حسن شيخ محمود، وتنفذها قوات الجيش والشرطة في جميع أنحاء البلاد بنجاح.
وحققت العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس حسن شيخ محمود نجاحات كبيرة، خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى انحسار وتراجع الحركة الإرهابية، وهو ما أكدته الحكومة الصومالية الخميس 4 مايو 2023، من تراجع هجمات "الشباب" بنسبة 70%، نتيجة النجاحات العسكرية التي حققتها الحرب المستمرة على الإرهاب.
وحسب بيان للحكومة الصومالية، أكد أن 80 مدينة من التي تم تحريرها تتمتع في الوقت الحالي بحالة من الاستقرار الأمني بشكل كبير، وهو ما يدعو الحكومة إلى الاستعداد للانخراط بتنفيذ مشاريع تنموية فيها.
تحديات تواجه المبادرة الثلاثية
يقول محمد الشرقاوي، الباحث المختص في حركات العنف ومناطق الأزمات، إن المبادرة الثلاثية بين الصومال وكينيا وإثيوبيا، من أجل إعادة فتح المعابر الحدودية، سيكون لها تأثيرات قوية على الوضع الأمني، في ظل تزايد انتشار عناصر حركة الشباب، في الإقليم.
وأوضح الشرقاوي، في تصريح خاص لـ«المرجع» أن هناك تحديات كبيرة تواجه المبادرة، التي يطلق عليها حسن الجوار، في ظل عدة مشكلات مترسخة في الإقليم، على رأسها تدهور الوضع الأمني، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى غلق الحدود بين البلاد الثلاثة، على الرغم من أن هدفها إيجاد حل دائم لانعدام الأمن وعدم الاستقرار في دول القرن الأفريقي.
ولفت الباحث في كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، إلى أنه رغم إغلاق العديد من نقاط العبور الحدودية رسميًّا على مدار العقد الماضي، كان المسلحون والمجرمون والمهاجرون يعبرون الحدود دون مشكلات تذكر، والدليل على ذلك أنه في العام الماضي 2022، أرسلت حركة "الشباب" الإرهابية المئات من عناصرها إلى إثيوبيا قبل أن تتلقى ضربات قوية من قبل القوات الإقليمية.
ولفت الشرقاوي، إلى أن من بين التحديات توحش حركة الشباب، في ظل الهزائم التي تتلقاها داخل الصومال بفعل إستراتيجية الرئيس حسن شيخ محمود، والتي حققت نجاحات كبيرة في ملف مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن هذه الهزائم ستدفع الحركة لخلق بؤر جديدة في القرن الإفريقي، مستطردًا أن الإرهابيين سيستغلون الهشاشة الأمنية في المنطقة الحدودية، للهروب وإعادة التمركز، ولو تطلب الأمر ضرب الداخل الإثيوبي مجددًا والكيني أيضًا، وآخرها الحادثتان اللتان أسفرتا عن مقتل 17 من رجال الشرطة الإثيوبيين، والهجوم على قاعدة الجيش الكيني بمدينة مانديرا، وقواعد بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال، ما يعزز المخاوف من دخول الإقليم في حالة فوضى لا يحمد عقباها.