أهداف العودة الأمريكية إلى مياه الخليج العربي

تتبنى الولايات
المتحدة الأمريكية حاليًا خطة تهدف إلى العودة إلى مياه الخليج العربي من جديد عسكريًّا
على وجه التحديد، إذ تعتزم إقامة تحالف عسكري دولي تكون مياه الخليج العربي والمسطحات
المائية القريبة منه هي مقر عملياته ونشاطاته المرتقبة.
ردع
التهديدات للملاحة المدنية
وأعلنت القوات
البحرية الأمريكية، أن الأسطول الخامس بها يسعى بالتعاون مع حلفاء الولايات المتحدة
وشركائها في الإقليم من أجل زيادة تناوب القطع البحرية والطائرات التي تتولى مسألة
تسيير الدوريات في مضيق هرمز وما حوله، أي الخليج العربي وخليج عمان لا سيما الجزء
الشمالي منه.
وأضاف بيان البحرية
الأمريكية الذي تم نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن هذا الوجود
المتزايد يدعم الجهود الدولية لردع التهديدات للملاحة المدنية وطمأنة البحّارة والسفن
المارة بهذه المياه، وأن هذا الوجود المتزايد للقوة متعددة الجنسيات يدعم ردع التهديدات
الموجهة للشحن التجاري.
يذكر أنه بالإضافة
إلى الدوريات المكثفة، فإن الأسطول الخامس الأمريكي يعمل على تعزيز التعاون الأمني
البحري بين هيئة الأمن البحري الدولي والتوعية البحرية الأوروبية في منطقة مضيق هرمز.
وأكد الأدميرال
براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية ضرورة توقف الاستيلاء الإيراني
"غير المبرر وغير المسؤول وغير القانوني"، حسب وصفه على السفن التجارية
ومضايقتها، مبينًا الالتزام الصريح للأسطول بحماية حقوق الملاحة في هذه المنطقة المهمة.
تحرشات إيرانية
يؤكد محمد عبادي،
الباحث المختص في الشؤون الإيرانية أنه من الملاحظ أن التحركات الأمريكية تأتي في أعقاب
تحرشات طهران بالسفن التجارية بشكل غير قانوني مؤخرًا، وحتى بغض النظر عن زيادة وتيرة
هذه الأعمال في الفترة الأخيرة إلا أنها بصفة عامة تشكل إزعاجًا كبيرًا للقوى الغربية
وتهديدًا للملاحة الدولية، فعلى مدار العامين الفائتين تم رصد تعرض ما يقرب من 15 سفينة
تجارية ترفع أعلامًا تنتمي لدول مختلفة للمضايقة أو المهاجمة أو التدخل في الحقوق الملاحية
على يد الإيرانيين، وخاصة قوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
أهداف
ذات صبغة سياسية
واعتبر في
تصريح لـ«المرجع» أن تدخل الأسطول الأمريكي وحلفائه مع أنه جاء لهدف مباشر
وهو التصدي للأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تتعارض مع القانون الدولي وتقوض الأمن
الإقليمي، إلا انه مما لا شك فيه أن هذا الهدف ليس كل القصة بل إن هناك أهدافًا غير مباشرة
لها صبغة سياسية، فالتوترات في منطقة مضيق هرمز لها علاقة وثيقة بمسألة المفاوضات حول
الملف النووي الإيراني ومحاولة طهران ممارسة ضغوط على الشركاء الغربيين في الاتفاق
وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف، أن الأمر
أيضًا له علاقة بمسألة التنافس الأمريكي الصيني على النفوذ في منطقة الخليج العربي، وذلك
بعد نجاح السياسة الخارجية الصينية في التقرب من دول المنطقة وإبرام الاتفاق الإطاري
الإيراني السعودي الذي مثل ضربة للنفوذ الأمريكي التقليدي في هذه المنطقة، والتي كانت
محل التزام أمريكي بالدفاع عنها وحمايتها من التهديدات الإيرانية، وبلغ هذا الالتزام
الأمريكي ذروته في الثمانينيات وعلى الأخص في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر
الذي أعلن هذا الالتزام بشكل صريح.
ولفت الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، إلى أنه بالنظر إلى أن خُمس النفط الخام والمنتجات النفطية على مستوى العالم تمر عبر مضيق هرمز، فإن استقرار الأوضاع بهذه المنطقة مصلحة دولية ولكن الوجود الأمريكي يهدف لتغليب الكفة الغربية في مواجهة تمدد النفوذين الروسي والصيني وحليفتهما الإقليمية إيران.