مؤهلات أنصار «النهضة» المزورة.. ملف عالق يشغل الرأي العام التونسي
رغم مرور عيد العمال في الأول من مايو الجاري، فإن ملف المؤهلات التعليمية المزورة وتسللها إلى الوظائف الحكومية، خلال ما يعرف بـ«العشرية السوداء»، ما زال يشغل الرأي العام التونسي؛ وتحديدًا القوى المناهضة لحركة النهضة الإخوانية.
وتواجه حركة النهضة اتهامات بتورطها في إدخال داعمين لها إلى الجهات الإدارية في الدولة بشهادات تعليمية مزورة، وذلك لضمان ولائهم وسيطرتها على تلك المؤسسات.
جهود لا تكتمل
لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يفتح فيها هذا الملف، ويعود فتح الملف إلى عام 2021 وبعد أحداث 25 يوليو من العام نفسه، عندما خلصت التحقيقات إلى تشغيل 47 ألف موظف بشهادات تعليمية مزورة، خلال فترة سيطرة النهضة على الحكومة التونسية، وعلى خلفية هذه التحقيقات حُول 150 معلمًا دون المستوى إلى التحقيقات، مع التأكد من امتداد التزوير لقطاع المهندسين وحتى الوزراء.
لم تتوقف جهود السلطات التونسية عند ذلك، إذ كررت محاولات تعقب المزورين في نوفمبر 2022، عندما أطلقت عمليات تأكد من كل الشهادات العلمية بالوزارات، مع اعتماد الختم الإلكتروني للحد من التزوير.
رغم كل هذه الجهود ما زال ملف الشهادات المزورة لا يلقى تحركًا كبيرًا ينهيه، حتى بات يطرح مع كل مناسبة تخص العمال أو حديث عن وضع اقتصادي للدولة يجعل مسألة دفع الرواتب عبئًا كبيرًا عليها.
لماذا التأخير؟
لا ينكر الكاتب السياسي التونسي نزار الجليدي فى تصريح لـ«المرجع» التباطؤ في حسم العديد من الملفات، مؤكدًا أن الرئيس التونسي قيس سعيد وفريقه يعملون على ملفات عدة في الوقت نفسه، ويواجهون مقاومة داخلية وخارجية من الإخوان بشكل يبدو فيه المشهد معطلًا.
اتفق معه الناشط النقابي قيس بن يحمد الذي أعاد لـ«المرجع» سبب تعطل ملف تزوير الشهادات وعديد من الملفات الأخرى إلى اختراق النهضة للقضاء، متابعًا: «القضاء في تونس مخترق بعد أن نصب الإخوان العديد من القضاة في مناصب متقدمة بالمحاكم. ولن ينتهي هذا لأنهم مكلفون بمهمة ضرب الاقتصاد والأمن والتشكيك في كل إنجاز وهذا من السهل القيام به إذا كنت على الربوة»، مضيفا: «لن ينتهي هذا إلا بقضاء مستقل حقيقي وبقانون انتخابي يقصي من تعلقت بهم جرائم حق عام وفساد وإرهاب».
وأعاد ما اعتبره حالة تشتت تعيشها تونس في مواجهة ملفات الفساد إلى «المال السياسي، وتحالف رموز الفساد والتهريب والرشوة مع الاخوان، وإلى أدوار السفارات والمخابرات والمنظمات المانحة التمويلات».
وشدد على أن ما ينقص الرئيس قيس سعيد مستشارين حكماء ووزراء أكفاء والسرعة في اتخاذ المواقف رغم الاختراقات في المؤسسات والوزارات.
للمزيد.. الرئيس التونسي يباغت شائعات «النهضة» حول صحته بظهور مفاجئ





