ad a b
ad ad ad

هل تبدد اجتماعات فيينا أحلام «طالبان» بالاعتراف الدولي؟

الأربعاء 03/مايو/2023 - 05:47 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تسعى حركة طالبان منذ وصولها إلى السلطة في أفغانستان، أغسطس 2021م، للحصول على الاعتراف الأممي الذي بات الحلم الأكثر إلحاحًا على الحركة.


وكانت "طالبان" قاب قوسين أو أدنى من تحريك هذا الملف مطلع الأسبوع الأخير من أبريل 2023، لكنه تبدد أمامها كالسراب خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد الخميس 27 أبريل 2023،  وقبل أيام من الاجتماع المقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة، يومي الأول والثاني من مايو 2023م، على مستوى المبعوثين الدوليين بأفغانستان.


وتزامن ذلك مع التصعيد الذي شهدته العاصمة النمساوية فيينا من قبل قيادات المعارضة الأفغانية. 


محاولات يائسة


تحاول طالبان منذ وصولها إلى السلطة الحصول على أية صورة من الاعتراف الأممي ولو بشكل جزئي، لكن مساعيها دائمًا تبوء بالفشل.


وقد بدأت طالبان جهودها لمخاطبة الأمم المتحدة مباشرة بعد استيلائها على السلطة بأقل من شهر في سبتمبر 2021م، وأرسلت عدة مكاتبات للأمم المتحدة تطالب فيها بقبول مندوب عنها في المنظمة الأممية كممثل للشعب الأفغاني لكن طلب الحركة قوبل بالرفض، نظرًا لوجود مخاطبات أخرى من قبل الحكومة السابقة بالاحتفاظ بمندوبها ممثلًا عن الشعب الأفغاني في الأمم المتحدة.


وكررت الحركة طلبها مرة أخرى لكن الرد جاء بإرجاء بعدها بأقل من ثلاثة أشهر، الأمر الذي دفع قيادات الحركة إلى الضغط على المجتمع الدولي بفزاعة الإرهاب، زاعمين أن الحركة لن يكون بمقدورها مواجهة الجماعات المسلحة دون الاعتراف بها.


اجتماع الدوحة


وكانت الحركة تضع آمالًا عريضة على الاجتماع الأممي الذي سينعقد في العاصمة القطرية الدوحة يومي الأول والثاني من مايو 2023م على مستوى المبعوثين الدوليين في أفغانستان بحلحلة مشكلة الاعتراف الأممي بعد تلميحات أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خلال كلمة ألقتها في جامعة برينستون الأمريكية في 25 أبريل 2023، أكدت فيها احتمال مناقشة ما أسمته بـ"خطوات صغيرة" نحو اعتراف مبدئي محتمل بطالبان، عبر وضع شروط مسبقة لذلك.


لكن جاء اجتماع مجلس الأمن ليدين بالإجماع تصرفات طالبان التي تسيطر على أفغانستان، بسبب منع الحركة الأفغانيات من العمل في الأمم المتحدة، ووصف المجلس ذلك بأنه حظر غير مسبوق في تاريخ المنظمة الأممية.


اجتماعات فيينا


تزامن اجتماع مجلس الأمن الدولي مع الجولة الثانية من محادثات المعارضة الأفغانية بالعاصمة النمساوية فيينا، الذي دعا الأمم المتحدة إلى منع أي نقاش حول استمرار هيمنة طالبان على أفغانستان خلال اجتماع الدوحة الذي سينعقد مطلع مايو 2023م.


وأصدر المشاركون في الاجتماع الذي عقد الأربعاء 26 أبريل 2023م، بيانا أكدوا خلاله ضرورة تلاحم الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية المسقلة المعارضة لطالبان بهدف دعم جميع أشكال المقاومة ضد حركة طالبان ومن ضمنها المقاومة المسلحة، وطالب البيان المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بشرعية الحركة وفرض عقوبات على قادتها.


ويرى محمد عبادي الباحث في الشؤون الدولية أن فرص طالبان في الحصول على اعتراف أممي في الوقت الحالي ضعيفة للغاية، وربما تكون منعدمة، نظرًا لتعامل الحركة غير الحكيم مع ملف النساء العاملات في المنظمات الدولية والإغاثية والبعثات الأممية وعدم التعاون معهن في ظل القيود الشديدة التي تضعها الحركة على عمل وتعليم المرأة.


وأشار عبادي في تصريحات خاصة لـ"المرجع" إلى أن طالبان في أمس الحاجة إلى مراجعة مواقفها بصورة سريعة قبل اجتماع الدوحة للوصول إلى صيغة تتيح لها التحرك نحو الحصول على الاعتراف الأممي، وهي فرصة قد لا تتكرر في القريب، ولذلك فانتهاز هذه الفرصة يوفر الكثير على الحركة.


وأوضح الباحث في الشؤون الدولية، أنه لا يتوقع أن تستثمر طالبان تلك الفرصة، نظرًا لتوجهاتها الأيديولوجية التي ترفض تقديم أي تنازلات في هذا الملف.

الكلمات المفتاحية

"