يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

عبد الرحيم علي: مصر هي «فجر الضمير».. وفرنسا «عصر الضمير»

السبت 08/أبريل/2023 - 04:23 م
المرجع
طباعة

قال الكاتب الصحفى عبدالرحيم علي، رئيس مجلسى إدارة وتحرير مؤسسة «البوابة نيوز»، ومركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، إن عودة الملك رمسيس الثاني، ملك مصر العظيم، بعد 47 عاماً من وجوده لأول مرة فى العاصمة الفرنسية فى عام 1976، يجب أن تلفت إلى أهمية معرفة ماذا يعنى ذلك الحدث بالنسبةِ لنا؟ وكيف نقرأه؟، مشيرًا إلى أن هذا «إهو إيذانٌ بعودة لحمة ذلك الحبل السرى الذى ربط لعقود طويلة بين البلدين، مصر وفرنسا».

إيجيبتومانى

وأضاف: إن ولع الفرنسيين بمصر، الذى يطلق عليه هنا مصطلح «إيجيبتومانى»؛ كان يقابله دوماً ولع بفرنسا، والطريق دائماً ما كان مُعَبداً وصالحاً للسير بين البلدين فى كل العصور السياسية رغم اختلافاتها، باعتبار أن كلاً من البلدين الكبيرين ركيزة أساسية فى محيطه الإقليمي.

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، بعنوان «مصر فجر الضمير»، الجمعة 7 أبريل، على هامش فعاليات معرض الملك رمسيس الثانى وذهب الفراعنة الذى انطلق الخميس 6 أبريل فى باريس ويستمر خمسة أشهر في العاصمة الفرنسية.

مصر وفرنسا.. فجر الضمير وعصره

وأكد عبد الرحيم أنه إذا اعتبر العالم أن مصر هى «فجر الضمير» كما أطلق عليها عالم المصريات الشهير هنرى بريستد، فإننا كمصريين نعتبر فرنسا هى «عصر الضمير»، بما مثّلته الثورة الفرنسية فى التاريخ البشرى، وما رسخته من قيم فى الضمير الإنساني.، موجهًا سؤاله للحضور: «دعونى أقول لكم لماذا نعتقد نحن أن فرنسا بالتحديد هى «عصر الضمير». استدعى هنا مقولة المستعرب الفرنسى الشهير جاك بيرك، حول دوافعه الأولى التى قادته إلى الاهتمام بالشعوب العربية، والتى أوردها فى كتابه «مذكرات الضفتين» عام 1989. يقول بيرك: «فى ذلك الحين -أى عند بداياته فى خمسينيات القرن الماضي- كان يهيمن على علم الاستشراق علم أعراقٍ يستمد جذوره من المدرسة المنتمية إلى جيمس فريزر، علمٌ يرى هؤلاء الأقوام من خلال الطقوس السحرية التى تغمر حياتهم».

وواصل: لم تكن تلك النظرة سوى وسيلة للتعبير عن تفوق المراقب -أى الغرب- على الشعب الخاضع للمراقبة -أى الشرق- ورفض كل تاريخية يمكن إلصاقها بتلك الشعوب المدروسة. أما أنا -فى إشارة إلى نفسهِ باعتباره مُعبراً آنذاك عن رؤية فرنسية خاصة بتحليل تلك المجتمعات- فإن هذه التاريخية هي، بالتحديد، ما كنتُ أريد إعادتها إلى تلك الشعوب، مؤكدًا أن تلك الرؤية لجاك بيرك، وللفكر الفرنسى من بعدهِ، هى ما جعلت بيننا وبين فرنسا هذه العلاقات والوشائج التاريخية الدائمة على مر العصور «باختصار، هى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، والفهم المتبادل لحضارة وقيم كلٍ منا، ووجوده التاريخى على هذه الأرض.

أرضية تاريخية

وعاد رئيس مركز «سيمو» ليشير إلى أن عودة رمسيس الثانى إلى فرنسا بعد أقرب من نصف قرن هى فرصة ذهبية لاستعادة ما انقطع فى مسار العلاقة الوثيقة بين مصر وفرنسا «وهى أسباب عديدة لا سبيل لذكرها هنا، لأننا نبحث عما يقربنا وعما نتعاون بشأنه، لا ما يفرقنا»، مضيفًا: لعل المبادرة التى قام بها عددٌ من الكتاب والسياسيين الفرنسيين والمصريين فى القاهرة منذ أسابيع قليلة لفتح باب الحوار المجتمعي، تكونُ بادرةً لحوار مجتمعى معمق وجديد بين مفكرى وصانعى الرأى العام فى البلدين، يكون مفتاحاً لفهم ما انغلق فى السنوات الأخيرة.

وتابع: إن لدينا تجاربنا الخاصة فى مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي. تلك التجارب تحتاجها فرنسا بشدة، بل يحتاجها الغرب كله، بقدر حاجتنا نحن إلى تجارب فرنسا والغرب فى بناء مجتمعات ديمقراطية وليبرالية حديثة، لافتًا النظر إلى أن «المشاركة هنا على أرضية ما أكده جاك بيرك، من الاعتراف بتاريخية كلٍ منا وقيمه وحضارته الخاصة؛ وهو ما سيعود بالنفع المؤكد على مجتمعاتِنا جميعها».

واستطرد علي: يقول بيرك عن نفسه حين سئل كيف يحب أن يُصَنَفْ «أنا مناضل فى سبيل التقريب بين الضفتين، فرنسا والعالم العربي، وفى سبيل إفهام قرائي، الفرنسيين منهم خصوصاً، ما هى حقيقة الإسلام، وما هى تلك المجتمعات بعيداً من الكليشيهات والتعصب والأفكار الجاهزة»، وتابع رئيس مجلسى إدارة وتحرير «البوابة نيوز»: أنا استعير تلك العبارة منه وأقول: وأنا كذلك.

واختتم عبدالرحيم على حديثه بمقولة أخرى لجاك بيرك «ذلك الرجل الذى لم يمنعه حبه للإسلام وتبجيله للحضارة العربية والإسلامية من أن يظل كاثوليكياً، كما أن تعلقه بالعرب لم يمنعه من أن يظل فرنسياً حتى النهاية».

تحدث في الندوة كل من أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والدكتور زاهي حواس عالم المصريات الأشهر، والكاتب الصحفى عبد الرحيم علي، رئيس مجلسى إدارة وتحرير مؤسسة البوابة نيوز، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، وذلك فى فندق «لو كريون» التاريخى المطل على المسلة الفرعونية وسط العاصمة الفرنسية باريس.

وذلك بحضور كل من السفير علاء يوسف سفير مصر فى باريس؛ كما حضر الندوة بيير لولوش وزير الشئون الأوروبية الأسبق، والشاعر العربى الكبير أدونيس، وإيف تريار نائب رئيس تحرير لوفيجارو، وجان سبيستيان فرجيو رئيس تحرير أتلانتيكو، وجان مهاليس رئيس تحرير كوزور، والصحفى الكبير باتريك فاجمان ورئيس تحرير السياسة الدولية بوليتيك انترناشيونال، والأمير جواكيم نابليون مورا حفيد نابليون وزوجته، والسيناتور جاكلين أوستاش عضوة مجلس الشيوخ، وأنتونى كولونا نائب رئيس تحرير فالير أكتويل ، وميشال صبان الناشطة النسائية، وجواكين مورا خبيرة السياحة العالمية، وفرانشيسكو ميرجيس نائب رئيس تحرير صحيفة الجورنال الإيطالي، والفيلسوف والمفكر الفرنسى ماريك هالتير، وعالم المصريات الفرنسى دومينيك فاروت، وبينديديت لوهوير المستشارة العلمية لمعرض رمسيس، والكاتب الفرنسى روجيه مايير، وباسكال دروهو مستشار فى الحكومة الفرنسية ورئيس إقليم نيس وكودازور، وجون بول سكاربيته مدير عام الموقع التاريخى لملوك فرنسا بفرسال، والمذيعة ميرنا جمال من فرانس 24، وفريدريك لوزا مدير أمن شرطة باريس، والكاتب والفليسوف المصرى أسامة خليل. وعدد من نواب البرلمان الفرنسى بغرفتيه؛ وكذا عدد من كبار السياسيين وعلماء المصريات.

"