ad a b
ad ad ad

تنظيم القاعدة يعزف على وتر الصراع القبلي في غانا

الأربعاء 19/أبريل/2023 - 08:08 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

يستغل تنظيم "القاعدة" الإرهابي الصراع القبلي في غانا غرب إفريقيا، لوضع موطئ قدم له، وتوسيع انتشار، إذ يستثمر الخلاف بين المجموعتين العرقيتين "كوساسي" و"مامبروسي"، الممتد منذ سنوات عديدة، والذي خلف على إثره عدد كبير من القتلى والإصابات في منطقة باوكو شمال البلاد.


النزاعات المحلية مرتع للإرهاب


تعتبر النزاعات المحلية والصراعات الإقليمية، إحدى التكتيكات التي تستغلها العناصر الإرهابية لصالحها، وذلك من خلال تجنيد الشباب، نتيجة للفقر والجهل.


وفي السياق، قال وزير الدفاع الغاني، دومينيك نيتيول، إن النزاع العرقي المحلي بين "المامبروسي" و"الكوساسي" في مدينة باوكو الواقعة شمال البلاد، يزيد من حجم التهديدات الإرهابية، موضحًا أن الحكومة سترسل خمسمائة جندي إضافي إلى باوكو لدعم القوات هناك، في محاولة للحفاظ على الأمن والسلم.


وخلال العام المنصرم، شنَّت العناصر الإرهابية المنتمية إلى تنظيم "القاعدة" حوالي 1470 هجومًا، في بوركينا فاسو، وشمال غانا، بمقدار يزيد عن 26% عن عام 2021، وأدت تلك الهجمات إلي سقوط 3600 قتيل.


وتشير  تقديرات الخبراء إلى أن الفرع المحلي للقاعدة المعروف بـ«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، يسيطر على 40% من أراضي بوركينا فاسو، والدول المجاورة لها مثل توجو وبنين وساحل العاج.


وتخشى الولايات المتحدة الأمريكية، أن تصبح غانا وجهة للعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، خاصة أن غالبية سكان البلد، البالغ عددهم 34 مليون نسمة، مسيحيون، فيما يشكل المسلمون نسبة كبيرة في شمال البلاد، كما تثار التخوفات من سيطرة تنظيم "القاعدة" على عائدات تجارة الكاكاو، والذهب، وعلى الموانئ الأطلسية، ما من شأنه أن يوفر للتنظيم عوائد مادية واستراتيجية مهمة، وكذلك  مناجم الذهب غير الرسمية، والتي تتواجد بكثرة في شمال غانا.


إعادة ترتيب الصفوف


تقول الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي، إن تنظيم القاعدة يحاول إعادة ترتيب صفوفه في محاولة للتواجد مرة أخرى بعد عدة خسائر في السنوات السابقة، وكعادة الجماعات الإرهابية في استغلال النزاعات الداخلية والإقليمية لدخولهم المناطق المستهدفة.


وتضيف في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الصراع العرقي بين قبيلتي "المامبروسي" و"الكوساسي" بمدينة باوكو شمال غانا، كان بمثابة الأرض الخصبة اللي مكنت تنظيم القاعدة من تجنيد عدد كبير من الشباب لحسابه.


وأكدت أن ثاني تخوف يواجه السلطات الغانية بل القارة السمراء بأكملها هو سيطرة الجماعات الإرهابية على عائدات تجارة الكاكاو والذهب وعلى الموانئ الأطلسية، وهو ما يوفر للتنظيم عوائد مادية واستراتيجية مهمة، لتصبح غانا وجهة المتطرفين والإرهاب والحاضنة لهم.


وأشارت الباحثة في الشأن الإفريقي، إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن معظم سكان غانا من المسيحيين والمسلمين متمركزون في الشمال فقط، وهذا من الممكن أن يغذي وجود تنظيم القاعدة، كما أن هذا ليس بالغريب على نهج الجماعات الإرهابية فيجب على السلطات الغانية تكثيف الجهود لحل النزاع الداخلي القبلي المسلح، وأيضًا التعاون مع الدول المجاورة، والتي يحاصرها تنظيم القاعدة وداعش وغيرهم من الجماعات الإرهابية المسلحة.

"