الصحفيون الأفغان.. بين هجمات الإرهاب وملاحقات طالبان
يحتفل الصحفيون الأفغان في الثامن عشر من شهر مارس كل عام، باليوم الوطني للصحافة، الذي جاء هذا العام بينما يخيم الحزن والخوف على جموع الصحفيين الذين وقعوا بين مطرقة حركة طالبان الحاكمة، وسندان تنظيم "داعش"، الذي يضعهم في مرمى نيرانه، إضافة إلى تقييد الحركة أقلامهم بصورة متوالية.
مطرقة طالبان
تتعدد القيود التي يعانيها الصحفيون الأفغان منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة، لتضاف إلى سجل التضييقات التي يعيشونها منذ أربعين عامًا، لكنها تحت طالبان وصلت إلى ممارسة العنف ضد الصحفيين بشكل يومي متزايد.
وأصدرت منظمة الدفاع عن وسائل الإعلام المفتوحة بأفغانستان، بيانًا بمناسبة اليوم الوطني للصحافة تعلن فيه تحديها للعنف والقيود التي تفرضها حركة طالبان على الصحافة والصحفيين.
وأشار البيان إلى أن أفغانستان شهدت حوادث مروعة ضد الصحفيين منذ مطلع العام الجاري، وأكدت أن المنظمة سجلت في أقل من ثلاثة أشهر نحو 30 قضية ضد صحفيين.
وأوضحت أن الأحوال الاقتصادية التي تعاني منها البلاد حاليًا، أجبرت الكثير من الصحف ووسائل الإعلام على الإغلاق ما أدى إلى فقدان مئات الصحفيين وظائفهم وغادر بعضهم البلاد، فيما دعا البيان حكومة طالبان إلى احترام الصحافة والإعلام وحرية التعبير.
وجاء البيان في وقت يشهد فيه الصحفيون الأفغان قيودًا متزايدة من «طالبان» على أنشطتهم وزيادة في حالات اعتقال الصحفيين.
وبحسب موقع «كابول الآن» فإن الملاحقات طالت العديد من الصحفيين واعتقلت حركة طالبان عددًا منهم، من بينهم الصحفي مرتضى بهبودي، والمراسل الرياضي خير الله بارهار المحتجزين في سجون طالبان منذ مطلع العام الجاري، إضافة إلى اعتقال الصحفي قدرت الله نوري لدى استخبارات طالبان في محافظة باروان شمال أفغانستان.
وكانت منظمة حماية الصحفيين الأفغانية، أصدرت بيانًا مماثلًا العام الماضي في ذكرى مرور عام على استيلاء طالبان على السلطة، قالت فيه: إن وسائل الإعلام الأفغانية تكافح من أجل البقاء بعد عام من وصول الحركة إلى الحكم.
وأشار البيان إلى أن الصحافة شهدت المزيد من القيود والرقابة المشددة وسط تدهور الأحوال الاقتصادية، إضافة إلى التضييق على الإعلاميات والصحفيات، التي أدت إلى فرار العديد من الكوادر الصحفية والإعلامية إلى الخارج.
سندان داعش
في 11 مارس الجاري، استهدف تنظيم "داعش" الإرهابي تجمعًا لتكريم الصحفيين في إقليم بلخ، بعد يومين فقط من هجوم إرهابي استهدف محافظ الإقليم.
وأصدرت وكالة أعماق- أحد الأذرع الإعلامية لتنظيم داعش- بيانًا أوضحت فيه تفاصيل العملية، وأشارت إلى أن الانفجار وقع في مركز «التبيان» التابع لإيران بمدينة مزار شريف في إقليم بلخ خلال احتفال أقيم لتكريم عدد من الصحفيين العاملين في وكالات إعلامية مختلفة تورطت في محاربة التنظيم والتحريض.
وأكد التنظيم الإرهابي تهديداته للصحفيين، موضحًا أن العملية قد تتكرر لإثبات أن طالبان فشلت في تأمين حلفائها الموالين للنظام الإيراني.
نهج إقصائي
وحول استهداف الصحفيين في أفغانستان، يقول الدكتور محمد السيد، الباحث المختص في الشؤون الآسيوية، إن قمع الحريات في أفغانستان أمر وارد بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة، التي لا ترى سوى الرأي الأوحد، ولا تقبل أي خطاب مغاير لسياساتها، حتى وإن كانت الأصوات المعارضة قادمة من داخل الحركة نفسها.
وأشار إلى أن النهج الإقصائي لطالبان ظهر منذ اللحظة الأولى لوصولها إلى السلطة، في تشكيل الحكومة المؤقتة التي جاء كل أعضائها من داخل الحركة، ولم تسند أية حقيبة وزارية لأي شخص من خارجها، فلم يكن من المتوقع غير ذلك مع الصحفيين حتى لا تسمح لهم بممارسة مهامهم بسهولة.
وأضاف أن «داعش» دأب على إصدار قوائم للإعلاميين والصحفيين المستهدفين له في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون للصحفيين الأفغان نصيب من هذه التهديدات.





