يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

هل تورَّط نظام الملالي في حوادث تسميم الطالبات؟

الأحد 12/مارس/2023 - 12:00 م
المرجع
إسلام محمد وآية عز
طباعة

تعرض المئات من طالبات المدارس في إيران لحالات تسمم، الأمر الذي أثار حالة من الذُّعر والهلع، فيما اتهم ذوي الطالبات الحكومة بالتقصير والفشل في توفير الأمان للفتيات.

هل تورَّط نظام الملالي

وقال عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الصحة الإيراني، إن الفتيات تعرضن لتسمم بالفعل، لكن السم خفيف، على حدِّ وصفه، متهمًا سياسيين وجماعات متشددة بتسميم الفتيات؛ لأن تلك الجماعات تُعارض تعليم الإناث.


وأكد الوزير بحسب وكالة أنباء "إرنا" أن المحققين عثروا على عينات مشبوهة يجري تحليلها، لمعرفة السبب الحقيقي وراء حوادث تسمم الفتيات، وعقب التحقيقات سيتم نشر نتائج التحقيق في أسرع وقت.


إصابات بالجملة


تجاوزت الإصابات حتى الآن ألف إصابة، خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، وفق تقرير ميداني نشرته "BBC".


وأكد التقرير أنه من المحتمل أن يكون سبب التسمم، هو استخدام الغازات السامة، حيث شهد الأسبوع الماضي ذروة الإصابات، إذ ظهرت حالات التسمم في 26 مدرسة على مستوى إيران.


وتشابهت أعراض التسمم في كافة الحالات، ما بين مشاكل في الجهاز التنفسي، والشعور بالقيء والغثيان.


وأوضحت الشبكة البريطانية أنها حلَّلت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تظهر الفتيات وهن يصرخن من شدة الألم، وكان يتم نقل بعضهن في سيارات الإسعاف، والبعض الآخر يرقدن على أسرة المستشفيات، فيما اتهم أغلب الأهالي جهات أمنية بالتورط بالأمر حتى تثير الذعر بين الأهالي، وتجعلهم يمنعون الفتيات من الذهاب للمدارس.


ورغم ادعاء وزير الصحة الإيراني بعدم وجود مضاعفات لهذه السموم، انتشرت أنباء عن وفاة عدد من الطالبات، لذا انتقد عبد الحميد إسماعيل زهي، زعيم أهل السنة في إيران، في تغريدة له على "تويتر" عملية تسميم الطالبات، ووصفه بأنه عمل غير إنساني، ومعادٍ للإسلام، وضد تعليم النساء، وجاء كانتقام من انتفاضتهن الأخيرة ضد النظام.


مزاعم السلطة ورد الولايات المتحدة


وفي ظل حالة الهلع المنتشرة بين أولياء أمور الطالبات، خرج المحققون الإثنين 6 مارس الجاري، مؤكدين أن السبب وراء شعور أكثر من 90٪ من الطالبات بأعراض التسمم وضيق التنفس، ترجع إلى قلقهن من الدراسة.


وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية، وقالت إن تسميم الطالبات الإيرانيات "غير معقول".


وقال "نيد برايس"، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن التقارير التي تتحدث عن تعرض فتيات مدارس إيرانيات للتسمم "غير معقولة"، كما دعا إلى تشكيل بعثة دولية لتقصي الحقائق؛ لأنه تبين أن حالات التسمم، قد تكون مرتبطة بمشاركة النساء والفتيات في الاحتجاجات الأخيرة.


وأكد أن العالم بأسره قلق للغاية بشأن حالات التسمم التي حدثت وعلى السلطات الإيرانية الكف عن قمع وسائل الإعلام والسماح لها بالقيام بعملها، كما ينطبق الشيء نفسه على المهنيين، وينطبق على الآباء الذين يحاولون رعاية أطفالهم، ويجب أن تكون هناك مساءلة عن حالات التسمم هذه، والأهم من ذلك، يجب أن تنتهي.

هل تورَّط نظام الملالي

تضليل عن الحقيقة

يقول المحلل السياسي، نبيل عبد النبي، إن اتهام الجماعات المتشددة من جهة السلطات الإيرانية في قضية تسمم فتيات المدارس، ما هو إلا تضليل عن الحقيقة؛ لأن الطرف الوحيد المستفيد هو السلطات الإيرانية ذاتها.


وأشار في تصريح لـ"المرجع"، إلى أن الحكومة الإيرانية ارتكبت الكثير من الانتهاكات بحقِّ السيدات والفتيات في إيران خلال الفترة الماضية، بسبب مشاركتهن في التظاهرات، ورفضهن النظام السياسي، وترغب خلال الفترة الحالية في إسكات صوت النساء الحر، عن طريق تقييد حركتهن، وإغلاق مدارس الفتيات، لمنعهن من التحرك بحرية، والخروج في أي تظاهرات، متابعًا: أن الأمر جاء بنتيجة عكسية؛ لأن حالة الغضب ازدادت في الشارع الإيراني عقب حالات التسمم تلك.


محاولات للسيطرة على الشباب

يؤكد الباحث المختص في الشؤون الإيرانية محمد عبادي، أن ظاهرة التسمم في المدارس هي محاولة من مجموعات متشددة مُقَرَّبة من النظام الإيراني للسيطرة على الجيل الشاب ومنعه من التعلم والكلام.


وأضاف في تصريحات لـ"المرجع" أن الحكومة تتستر على المتورطين نظرًا لأنهم من المتعصبين من رجال الدين الذين يؤيدون النظام، ويواجهون احتجاجات مناهضة للحكومة منذ شهور عجزت الحكومة عن إسكاتها، لذا لا يريد النظام مواجهتهم وخسارة دعمهم له.


وأشار الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية إلى أن الهدف المباشر من وراء تلك الحوادث أن يتردد الأهالي في إرسال بناتهم إلى المدارس فتختفي المظاهرات الشعبية التي تخرج من المدارس وهذه طريقة تفكير بعض العناصر من المتشددين في عديد من المدن، خاصة مدينة قُم المقدسة لدى الشيعة، إذ انتشرت هذه الحملة المغرضة بشكل ملفت للنظر.

الكلمات المفتاحية

"