يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

أسباب ومصالح.. إيران تزود الحكومة السورية بمنظومة دفاع جوي

السبت 18/مارس/2023 - 04:11 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

لا يزال الحديث عن تزويد إيران للحكومة السورية بمنظومة دفاع جوي من طراز سوم خرداد 15 الموازي لمنظومة إس 400 الروسية لتعزيز الدفاعات الجوية السورية؛ تلقي بصداها في الداخل والخارج، خاصة أن طهران كانت تنفي خلال الأشهر الماضية عن مساعيها لتزويد دمشق بهذه المنظومة، إلا أنها أكدت في 24 فبراير 2023، عن تزويدها للحكومة السورية بهذه المنظومة، وهو ما قد ينجم عنها تصعيد بين إسرائيل من جهة، والأذرع الإيرانية المنتشرة في الأراضي السورية من جهة أخرى.

 

ضربة إسرائيلية


وجاء إعلان إيران عن تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي بعد يومين فقط من ضربة إسرائيلية مزعومة استهدفت عددًا من قيادات الحرس الثوري الإيراني في دمشق، وهو ما كشفته مصادر سورية مطلعة لوكالة رويترز البريطانية في 22 فبراير 2023، بأن «هجوم صاروخي أصاب منشأة كان يجتمع فيها مسؤولون إيرانيون وخبراء فنيون سوريون وإيرانيون للعمل على برامج لتطوير قدرات الطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية» التي تزود طهران بها حلفاؤها، ونجم عن هذه الضربة وفقًا للمصادر مقتل مهندس سوري وإصابة مهندس بالحرس الثوري.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإيرانية بررت تزويد نظيرتها السورية بهذه المنظومة تحت مزاعم "حاجة دمشق إلى إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي، ورغبتها في الحصول على قنابل دقيقة لطائراتها المقاتلة"، وفقًا لما أعلنه التليفزيون الرسمي الإيراني، الذي أفاد بأن نظام الملالي سيبيع لدمشق صواريخ أرض - جو ، لمساعدتها في تعزيز الدفاعات الجوية لمواجهة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف المجال الجوي السوري بشكل مستمر.

 

وكان بداية الإعلان عن منح نظام الملالي لسوريا هذه المنظومة في 17 يناير 2023، عندما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان حصولها على معلومات من مصادر موثقة، تؤكد أن طهران تعمل على نصب بطاريات دفاع جوي في الأراضي السورية، لمواجهة الغارات الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت التابعة لإيران وحلفائها بسوريا.

 

منظومة "15 خرداد"


ومن الجدير بالذكر، أن وزارة الدفاع الإيرانية كشفت لأول مرة النقاب عن منظومة "15 خرداد" في مطلع يونيو 2019، مبينة أن "منظمة الصناعات الجوية الإيرانية" هي من قامت بتصنيفها، وأنها مزودة بصواريخ من نوع صياد 2 و3 (سطح – جو) محلية الصنع، وقادرة على اكتشاف المسيرات والطائرات الحربية في نطاق 150 كيلومترًا، وتتبعها على مدى 120 كيلومترًا، إضافة إلى تتبع أهداف أخرى في نطاقات مختلفة.

 

تغلغل إيراني


وحول دلالات تزويد إيران للحكومة السورية بهذه المنظومة الدفاعية، أوضح «مصطفي النعيمي» الباحث السوري المتخصص في الشأن الإيراني، أن طهران منذ اللحظات الأولى في التدخل المباشر في سوريا بدعمها لنظام الرئيس "بشار الأسد"، وهي تحاول بشكل تدريجي زيادة تدخلها بالأراضي السورية، ولذلك فإن تزويدها للنظام السوري بالأسلحة يأتي في سياق تأمين المصدات الأمنية والعسكرية الإيرانية المتقدمة في قاعده إيران الخلفية كمرتكز أساسي تنطلق من خلال العمليات العدائية تجاه الشعب السوري ومن يصفونهم بالأعداء، بالتحديد الجانب الإسرائيلي.

 

ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن إيران تعتقد بأن النظام السوري لم يقم بتفعيل منظومة دفاعاته الجوية الموجودة في سوريا من طراز إس 300، وأن ذلك هو السبب في الاستهدافات التي تتعرض لها طهران وأذرعها الولائية بالأراضي السورية، وهو ما قد خلق حالة من التوتر مع إيران ونظام الأسد، قد تسبب في قيام إيران بتصفية الكثير من ضباط النظام السوري نتيجة لعدم ثقتهم بعدم تفعيل منظومة الدفاع الجوي السورية أثناء استهداف إسرائيل للنقاط العسكرية الإيرانية المنتشرة في سوريا.


حماية أذرع طهران


وأضاف أن منظومة الدفاع الجوي الإيرانية "خرداد 15" التي لا تتجاوز مداياتها الفعليه 150 كم وبارتفاع 5 كم، إن وصلت إلى سوريا ستستخدم بمعزل عن قوات "الأسد"، وذلك لحماية التموضع الإيراني في سوريا، وستكون عديمة الفائدة في ظل وجود ضربات ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي بطائرات مقاتلة من طراز أف 16 وبصواريخ جو أرض، وبالتالي لن تكون الدفاعات الجوية الإيرانية مجدية رغم الأنفاق التي حفرتها إيران بين الحدود العراقية السورية، وتحديدًا بالقرب من معبر البوكمال الحدودي.

"