داعش يهدد استثمارات شرق أفريقيا ويتربص بالموانئ
تتزايد أنشطة تنظيم داعش في شرق أفريقيا مهددًا الاستثمارات الاقتصادية والإستراتيجية بالمنطقة، إلى جانب تحفيز منافسات إقليمية مع تنظيم القاعدة ما يؤثر على الاستقرار وتشتت قوى الأمن.
على الرغم من مظاهر الفقر والعوز المادي الذي تبديه قارة أفريقيا، فإنها تحظى بثروات طبيعية منها ما لم يكتشف بعد، ومنها ما يُسرق عبر عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية وكذلك الأطماع الدولية.
فيما تمهد الصراعات الطائفية والاضطرابات السياسية في المنطقة لتزايد تغلغل الجماعات الإرهابية في المنطقة، إذ يعمق تنظيم داعش نفوذه في موزمبيق ممتدًا نحو زامبيا ومنهما إلى شرق وسط القارة مؤسسًا ولايات جديدة في المنطقة تنشر العنف لصالح أهدافه الخاصة، بينما استطاع تنظيم القاعدة تأسيس فرع عنيف له في القرن الأفريقي عن طريقة حركة الشباب الموجودة في الصومال.
الثروات الطبيعية والأطماع المختلفة
تحظى منطقة شرق أفريقيا بثروات متنوعة أبرزها احتياطيات الغاز الطبيعي التي توجد في موزمبيق، ويعبث تنظيم داعش مُهددًا الاستثمارات المختلفة في هذا المجال، إذ تشن عناصر التنظيم هجمات متفرقة على مواقع التنقيب عن الغاز والعاملين بها، إذ أعلن داعش مسؤوليته في نوفمبر 2019 عن استهداف شاحنة تابعة للمناجم ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، كما قتل التنظيم اثنين من رعايا روسيا من العاملين بحقول الغاز في أكتوبر 2019.
وأدت الهجمات المتكررة على مواقع التنقيب عن الغاز إلى خروج الاستثمارات الفرنسية من السوق، ففي أبريل 2021 أعلنت شركة توتال للنفط انسحابها من مشروعات الغاز في موزمبيق، وكان حجم استثماراتها يبلغ نحو 20 مليار دولار، وذلك نتيجة عنف داعش في المنطقة، وكان حصار مدينة بالما بشمال شرق البلاد في 26 مارس 2021 من أبرز الوقائع التي أسهمت في عزوف الشركة عن الاستثمار في البلاد.
وعبر فرعه في موزمبيق أسهم داعش في هجمات ضد عناصر الأمن بتنزانيا، ففي 24 أكتوبر 2020 شن التنظيم هجومًا عبر 300 من عناصره ضد مركز شرطة في منطقة قريبة من الحدود الجنوبية مع موزمبيق، ما يشير إلى تنامي جديد للتنظيم في المنطقة، وتحظى تنزانيا باستثمارات أجنبية في مجال الموانئ وتعد الصين أبرز المستثمرين في هذا الإطار، إذ وقعت حكومة البلاد في 2014 اتفاقًا مع الشركة الصينية القابضة لتشييد ميناء جديد وشبكة للسكة الحديد باستثمارات بلغت 10 مليارات دولار، ومن جهته يهدد فرع القاعدة في الصومال استثمارات الملاحة البحرية في القرن الأفريقي وكذلك عمليات صيد الأسماك.
تأثير الإرهاب في شرق أفريقيا على الدعاية المتطرفة
تؤثر العمليات الإرهابية المتواترة في المنطقة على الصورة الذهنية التي تسعى الجماعات لنشرها عن نفوذها، فنظرًا للتراجع الأمني والسياسي، ينفذ التكفيريون هجمات عنيفة تخلف الكثير من الضحايا وهو ما يستخدم فيما بعد للترويج لقوة التنظيمات في المنطقة إلى جانب إحداث مزيد من عمليات التجنيد لصفوفهم.
ويحرص تنظيم داعش على تغطية أخبار عناصره في شرق أفريقيا عبر دورية النبأ التابعة له، وذلك بما يُظهر استفحالًا لنفوذه متعمدًا نشر صور دموية للضحايا كقطع الرؤوس وغيره، إلى جانب التركيز على مشاهد قتل رجال الأمن بما يوحي بسيطرة إرهابية في المنطقة.





