«رجل الكهف».. مصير «داعش» عقب مقتل «السوداني»
سقط القيادي الداعشي بلال السوداني المعروف إعلاميًّا بـ"رجل الكهف"، والذي يُعَدُّ من أبرز رؤوس الإرهاب في القارة السمراء، في عملية إنزال أمريكية شمال الصومال.
وكان من المفترض أن يتم اعتقال السوداني بدلًا من قتله، لكي يتم الحصول على معلومات منه خلال التحقيقات معه، لكنّ مقاومته القوات تسببت في حدوث اشتباك، وبالتالي مصرعه.
التخطيط للعملية
الأسبوع الماضي، عرضت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" العملية على الرئيس جو بايدن، ومدير المخابرات الوطنية ومدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ونائب مدير وكالة المخابرات المركزية والمدعي العام، بحسب الموقع الرسمي للبيت الأبيض.
وجاء قرار الرئيس بالموافقة على العملية، عقب توصية رئيس المخابرات ووزير الدفاع، بأهمية العملية، كما تمَّت مناقشة ما إذا كان هناك خيارات بديلة لمواجهة التهديد الذي يمثله "السوداني"، وفي نهاية المطاف تمَّ التوصل لمواجهته .
وأكد موقع البيت الأبيض أن وزارة الدفاع "بنتاجون" قامت ببناء تضاريس مشابهه تمامًا لمكان اختباء "السوداني"، حتى الكهوف تمَّ تصميمها، وتدريب القوات على القتال فيها، كي تتم العملية بنجاح كبير، وبالفعل تمَّت العملية بنجاح دون وقوع أي خسائر.
من هو؟
بلال السوداني من أخطر القيادات الإرهابية الموجودة على الساحة، وكان مطلوب القبض عليه من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2012، إذ وضعت اسمه على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، بحسب الولايات المتحدة.
لعب "السوداني" قبل انضمامه لتنظيم "داعش" الإرهابي دورًا خطيرًا في تمويل عمليات حركة "الشباب" الإرهابية في الصومال، وساعد التنظيمات الإرهابية في كل من الكونغو وموزمبيق ونيجيريا، على توسع نشاطهم، عن طريق إرسال عناصر وأسلحة ثقيلة إليهم.
لم يكتف بلال السوداني بذلك، إذ كان على صلة قوية بالقيادات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان، واستطاع من خلال تلك العلاقات الحصول على دعم مالي كبير، بالأسلحة والمتفجرات والعناصر.
وعقب انضمامه لتنظيم "داعش" في عام 2014، أرسل عددًا كبيرًا من الشباب الصومالي لمعسكرات تدريب في أفغانستان، ثم عادوا عقب تدريبهم ونفذوا العديد من العمليات الدموية، إذ كان يدعم جماعة "الشباب" في جميع عملياتها ضد الحكومة الصومالية، وكان سببًا في تنامي دورها خلال الفترة الماضية.
كما كان للسوداني دور كبير في إرسال تمويل مالي لعناصر تنظيم "داعش" في مختلف دول للعالم، عن طريق مهربين يتعامل معهم .
ماذا بعد مقتله؟
يقول الباحث الصومالي في الشؤون الإفريقية، إسماعيل محمد: إن الحكومة الصومالية شعرت براحة كبيرة عقب إعلان مقتل بلال السوداني، إذ كان يمثل مصدر قلق كبير بالنسبة لها، وساعد على ولادة حركة "الشباب" بثوب جديد أكثر عنفًا.
وأكد الباحث في تصريح لـ"المرجع" أن "داعش" سيواجه لفترة قصيرة مشاكل داخلية كبيرة عقب مقتل "السوداني"، إذ كان بلال يمد التنظيم بالتمويل سواء كان بالسلاح أو المال، وكان يدعمه بعناصر أيضًا، لكن في ذات الوقت نفسه سيُحاول التنظيم أن يجمع شتاته من جديد، متابعًا القول إنه لن يكون أمام "داعش" في الصومال والقارة السمراء إلا التواصل مع القيادات الإرهابية الذين كان السوداني على صلة بهم؛ لإيجاد حل فيما يخص تمويل التنظيم، كي يكون قادرًا على البقاء.
وأشار الباحث في الشئون الإفريقية إلى أن "داعش" سيستغل إرث السوداني خلال الأيام المقبلة، والتي تتمثل في الأماكن السرية التي لا يعرف عنها الأمن شيئًا حتى القوات الأمريكية نفسها، حيث إن تلك الأماكن بها معسكرات، بداخلها كم كبير من الأسلحة والعتاد.
وختم الباحث الصومالي في الشؤون الإفريقية تصريحه بأن العناصر التي كان "السوداني" يتعامل معها فيما يخص تهريب الأموال، ما زالت على قيد الحياة، وبالتالي تستطيع القيادات الداعشية التواصل مع هؤلاء واستكمال ما بدأه بلال السوداني، وستكون فترة تعافي التنظيم قصيرة.





