زيارة تاريخية.. «ميلوني» في ليبيا لمضاعفة شحنات الغاز

باتفاقية بقيمة نحو ثمانية مليارات دولار خلال ثلاث سنوات وهي استثمارات لم يشهدها قطاع النفط في ليبيا لمدة تزيد عن ربع قرن، وقعت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، اتفاقًا مع شركة «إيني» الإيطالية للطاقة، خلال زيارة أجرتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى ليبيا، وذلك للمرة الأولى في مسعى لتطوير العلاقات بين البلدين، إضافة إلى مضاعفة ليبيا شحناتها إلى إيطاليا في المستقبل.

ليبيا وإيطاليا

وحلت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، صباح السبت 28 يناير 2023، بالعاصمة الليبية طرابلس، في أول زيارة لها منذ توليها رئاسة الحكومة، أواخر العام الماضي، والوفد المرافق لها، بمجمع قاعات غابة النصر في العاصمة طرابلس، وسط استقبال رسمي من رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، ووزيرة خارجيته نجلاء المنقوش.

رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها «عبد الحميد الدبيبة»، قال إن زيارة الوفد الإيطالي تأتي تعبيرًا واضحًا على صداقة البلدين، وحرص إيطاليا على مساندة ليبيا، مؤكدًا خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الإيطالية بالعاصمة طرابلس، أنه توج الاتفاق بتوقيع مذكرة تفاهم بين وزيري الخارجية بدعم ليبيا بخمسة زوارق مهمتها البحث والإنقاذ، لافتًا إلى أن إيطاليا عملت على استقرار ليبيا من خلال جهودها مع دول الجوار، إضافة إلى مناقشة قضية الهجرة غير الشرعية، ومجالات الطاقة، وفرص تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، معبرًا عن تقدير بلاده لجهود إيطاليا الدبلوماسية داخل الاتحاد الأوروبي.

بدورها، أكدت رئيسة وزراء إيطاليا «جورجيا ميلوني»، أن ليبيا سوق استراتيجية للشركات الإيطالية.

اتفاق إيني

وخلال مراسم توقيع اتفاقية حكومة «الدبيبة» مع شركة «إيني» الإيطالية، لتطوير واستكشاف الغاز والنفط قال «كلاوديو ديسكالزي» الرئيس التنفيذي لإيني، إن الاتفاق في ليبيا يشمل إنتاج الغاز وجمع ثاني أكسيد الكربون، وتطوير الطاقة الشمسية وإتاحة صادرات الكهرباء إلى إيطاليا.

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية للطاقة، توقيعه على اتفاق تطوير حقلي «استراكشنر A» واستراكشنر B بأنها لحظة تاريخية، مشيرًا إلى أن ليبيا كانت أولى محطات عمله خارج إيطاليا، وذلك في حقل البوري عام 1980.

رئيس مؤسسة النفط الليبية «فرحات بن قدارة»، أكد خلال مراسم توقيع الاتفاق بين الجانبين أن الاتفاقية جاءت بناءً على مفاوضات بين الطرفين، وقال: "راعينا فيها مصالح الدولة الليبية ومصالح شريكنا الاستراتيجي، وأخذنا في الحسبان جميع الظروف الدولية الاقتصادية، ونشاط دول الجوار في مجال الاكتشافات البحرية والمخاطر المحيطة بعملية استثمار مبلغ 8 مليارات دولار خلال 3 سنوات، وهي استثمارات لم يشهدها قطاع النفط في ليبيا لمدة تزيد عن ربع قرن".

وأوضح رئيس مؤسسة النفط، أن المؤسسة الوطنية للنفط ومنذ إنشائها حافظت على دورها في دعم الاقتصاد القومي عن طريق تنمية وتطوير الاحتياطيات النفطية، واستغلالها الاستغلال الأمثل، وإدارتها لتحقيق أفضل العوائد، كما حافظت على علاقات استراتيجية مع شركائها الدوليين؛ حيث تُسهم اليوم في تأمين مصادر الطاقة لدول الاتحاد الأوروبي، وسنسعى لتعزيز دورنا في هذا الاتجاه.

وأشار «بن قدارة»، إلى أن الاتفاقية تعني أكثر من تطوير لحقول الغاز تقترب احتياطياتها من ستة تريليونات قدم مكعب من الغاز، وقدرة إنتاجية ما بين 750 و 800 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًّا لفترة تناهز 25 عامًا، وهذه الاتفاقية تدل على عمق العلاقات بين دولتين جارتين في منطقة البحر المتوسط، منوهًا إلى أن هذه الاتفاقية هي إشارة واضحة بأن قطاع النفط في ليبيا خالٍ من المخاطر، وهو في طريقه للنهوض من جديد للمنافسة بقوة.

إعادة التوازن لصالح إيطاليا

رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بإيطاليا «أرتورو فارفيللي»، أكد خلال تصريحات لمجموعة "أدنكرونوس" الإيطالية، ضرورة إعادة التوازن لصالح إيطاليا من جديد عن طريق ليبيا، لافتًا إلى ضرورة تحريك الاتحاد الأوروبي آلته السياسية على جبهته الجنوبية بعد ما تسببت فيه الحرب الروسية الأوكرانية، والنظر إلى الجارة الإفريقية الشمالية؛ مشيرًا إلى أن الحكومة الإيطالية الجديدة أدركت أن الأزمة في الداخل الليبي متوطنة ولا يمكن حلها برحلة قصيرة تجريها رئيسة الوزراء الإيطالية، موضحًا أن روما بحاجة للعمل على ساحات وأماكن أخرى بالرغم من الحاجة إلى الذهاب لطرابلس بليبيا.