زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان.. ثلاثة ملفات تحسم نفوذ طهران
الثلاثاء 17/يناير/2023 - 05:20 م
وزير الخارجية الإيراني
محمد شعت
من بيروت التي وصلها الخميس 12 يناير في زيارة استمرت ثلاثة أيام، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن تلك الزيارة تأتي تلبية دعوة رسمية موجهة من نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب؛ من أجل إجراء محادثات، والتشاور وتبادل وجهات النظر في مختلف التطورات، سواء التطورات المحلية والإقليمية والدولية، وضمنها ما يجرى في فلسطين المحتلة، وفق عبد اللهيان.
وقال وزير الخارجية الإيرانية في تصريحات له من مطار بيروت لدى وصوله: «يطيب لي أن أعرب عن بالغ سروري لهذه الفرصة المتجددة التي أتيحت لي، والتواجد في بيروت لأُجري سلسلة من اللقاءات التي تتيح تبادل وجهات النظر مع المسؤولين اللبنانين المحترمين».
أبرز ملفات
لعل أبرز الملفات في أجندة الزيارة تتمثل في انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، في إطار السعي الإيراني للإبقاء على النفوذ في البلد العربي، ومحاولة لعب دور في المشهد السياسي به، وهو ما أكد عليه "عبد اللهيان" إذ قال: "أودّ أن أؤكّد أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى راسخة في موقفها الداعم والمؤازر والمحتضن للجمهورية اللبنانية الشقيقة وشعبها وجيشها ومقاومتها، وندعو في هذا الإطار جميع القوى والفرقاء والتيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة إلى أن تمضي قدمًا من خلال الحوار الرئيسي بينها، وأن تتمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، واستكمال العملية السياسية لما يخدم المصالح الوطنية لهذا البلد".
وتابع: "نحن على ثقة تامة بأن القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في هذا البلد الشقيق لديها من الاستقلالية والحكمة والحنكة التي تؤهلها لأن تحلّ أمورها بنفسها بعيدًا عن أي تدخل أو إملاء خارجي مفروض عليها".
أزمة التحالف
انهيار التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" في لبنان، يمثل ازعاجًا لإيران، لأنه سيؤثر على ثقل حزب الله الموالى لإيران وموقفه في المشهد السياسي اللبناني، إذ ألمح "التيار الوطني الحر" لاحتمال إنهاء تحالفه السياسي مع ميليشيا "حزب الله"، ما اعتبره قبيل الانتخابات المقررة مارس المقبل.
وفي تطور لافت هاجم زعيم "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل"، بعدما كان يحصر الأزمات في جبهة "حركة أمل" برئاسة نبيه بري، محيدًا حزب الله بشكل أو آخر.
وفي مقطع فيديو مُسَرَّب، هاجم باسيل حزب الله قائلًا: "اللي ما بكون معنا ومع قضية الحق تبعنا عمره ما يكون"، ملمحًا إلى تخيير حزب الله بين التحالف معه أو حركة أمل، خاصة بعد المعركة الأخيرة بأزمة قانون الانتخابات.
وتعود جذور هذه الخلافات إلى فبراير 2022، إذ قال المجلس السياسي للتيار الوطني، في بيان: إن تفاهمه مع "حزب الله"، "لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، ونرى في ذكرى التوقيع مناسبة للتمعن في هذا التفاهم".
وفي يونيو الماضي، قال باسيل إن وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني أمر ليس طبيعيًّا، وهذا الوضع استثنائي يجب ألا يستمر، وذلك بعد معلومات سربت عن خلافات بينه وبين ممثلي الثنائي الشيعي بشأن أزمة تأليف الحكومة آنذاك.
رأب صدع التحالف
وتحاول زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان رأب صدع التحالف، خاصة أن لبنان يعيش أزمة سياسية جديدة بعد تشكيل الحكومة، إذ يعرقل "حزب الله" اجتماعات مجلس الوزراء؛ بسبب إصراره على أن تتخذ الحكومة قرارًا بتغيير المحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، وهو ما يرفضه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، وفق مبدأ أن السلطة السياسية لا تتدخل بعمل السلطة القضائية.
مرض حسن نصر الله
روايات كثيرة أثيرت بشأن مرض زعيم حزب الله حسن نصر الله، فبعد الحديث عن أن مرضه ليس خطيرًا وأنه مجرد إصابة بالإنفلونزا، هناك تقارير أخرى تحدثت عن أن مرض حسن نصر الله أخطر من ذلك، وهو ما استدعى إرسال فريق إيراني لعلاجه.
وأكدت تقارير إيرانية أن "نصر الله" يمرّ بمرحلة حرجة، فقال موقع صحيفة "كيهان" الإيرانية المعارضة، أن مرض أمين حزب الله أخطر من ذلك بكثير، مشيرًا إلى أنه أصيب بجلطة دماغية، وهو ما دفع طهران إلى أن تُرسل فريقًا طبيًّا لعلاجه.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه عقب إلغاء كلمة حسن نصر الله، أعلنت المصادر الموالية لحزب الله اللبناني إصابته بالإنفلونزا، لكن بعض المصادر قالت إن "نصر الله أصيب بجلطة دماغية".
ونقلت الصحيفة الإيرانية المعارضة عن موظفي مطار بيروت الدولي قولهم: "إن عدة أشخاص يرتدون زيًّا خاصًّا بالأطباء أُرْسِلُوا من طهران إلى بيروت على متن طائرة شركة "معراج" للطيران التابعة للحرس الثوري".
فيما أفادت مصادر محسوبة على "حزب الله" اللبناني ووكالات إخبارية تابعة للحرس الثوري الإيراني، منها "تسنيم" بإلغاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بسبب مرضه.
ورغم تضارب الروايات إلا أن غياب حسن نصر الله، يشير إلى أن الظرف الصحي أكبر من مجرد الإصابة بالإنفلونزا، ولو كان الأمر كذلك لبادر بالظهور لنفي خطورة مرضه في هذا الظرف الدقيق، لذلك فإن زيارة عبد اللهيان قد يكون ضمن أجندتها ترتيب الأوراق في ظلِّ غياب حسن نصر الله أو على الأقل عدم قدرته على الظهور في وقت قد يكون غيابه في صالح خصومه.





