ad a b
ad ad ad

«الهول» بيئة خصبة.. بوادر عودة داعش في سوريا والعراق

الجمعة 20/يناير/2023 - 08:26 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تحذيرات متتالية من خطر عودة تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، أظهرت بوادرها الأوضاع المتدهورة في مخيم الهول السوري موطن آلاف السوريين النازحين من ديارهم قد حولت المنشأة إلى أرض خصبة محتملة للإرهابيين، وسط مخاوف أمريكية من مخيم الهول وقلق أكبر من وجود تهديد بوقوع انتفاضات داخل السجون تؤدي إلى هروب آلاف العناصر الإرهابية، في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية «قسد» إنهاء حملتها الأمنية ضد التنظيم الإرهابي في مناطق شمال شرق سوريا.

«الهول» بيئة خصبة..

بوادر عودة


حذّر مسؤولون عسكريون في البنتاجون، من عودة ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي من جديد، حيث تتأرجح الظروف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا لمجيء التنظيم للمرة الثانية كقوة إرهابية رئيسية تهدد الاستقرار العالمي.

 

ويقول المسؤولون العسكريون إن التنظيم داعش، يخطط بشكل شبه مؤكد لحملة انتقامية قاتلة ضد الولايات المتحدة وشركائها بعد الضربات الأمريكية العديدة في سوريا العام الماضي التي قتلت العديد من قادة التنظيم وكبار المسؤولين، إذ لا يكون «داعش» هو القوة التي كان عليها قبل ما يقرب من عقد من الزمان، ولكن مع وجود الآلاف من المقاتلين في صفوفه، لا تزال المجموعة قادرة تمامًا على تنفيذ هجمات إرهابية مميتة؛ وفقًا لـ«واشنطن تايمز» الأمريكية.

 

ويؤكد مسؤولو البنتاجون، أن الأوضاع المتدهورة في مخيم الهول السوري، موطن آلاف السوريين النازحين من ديارهم، قد حولت المنشأة إلى أرض خصبة محتملة للإرهابيين، محذرين من أن الإهمال الإستراتيجي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لخطر عودة ظهور داعش.

 

ومنذ استعادة الأراضي من قبضة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، في النصف الأخير من العقد الماضي، أسرت الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي، حيث يقبع هؤلاء المقاتلون الآن في معسكرات الاعتقال في كلا البلدين، ومصيرهم على المدى الطويل غير واضح وهناك تساؤلات متزايدة حول الأمن في المواقع.

 

قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال «مايكل إريك كوريلا»، أوضح أن التنظيم الإرهابي لديه جيش محتجز في سوريا والعراق، إذ يوجد اليوم أكثر من 10 آلاف من قادة ومقاتلي «داعش» في مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء سوريا، وأكثر من 20 ألفًا من قادة ومقاتلي التنظيم في مراكز الاحتجاز في العراق.

 

وتابع قائد القيادة المركزية الأمريكية، قائلًا: «أخيرًا، لدينا الجيل القادم المحتمل لداعش.. هؤلاء هم أكثر من 25 ألف طفل في مخيم الهول معرضون للخطر، وهؤلاء الأطفال في المخيم هم أهداف رئيسية لتطرف داعش، ويجب على المجتمع الدولي العمل معًا لإخراج هؤلاء الأطفال من هذه البيئة من خلال إعادتهم إلى بلدانهم أو مجتمعاتهم الأصلية مع تحسين الظروف في المخيم».

 

ويشكل مخيم الهول ومواقع احتجاز داعش في العراق وسوريا تحديات قصيرة وطويلة الأمد للولايات المتحدة وحلفائها لكن القلق الأكثر إلحاحًا هو التهديد بوقوع انتفاضات في السجون، ففي يناير 2022، قُتل أكثر من 400 من مقاتلي داعش وأكثر من 100 من قوات سوريا الديمقراطية في اختراق منشأة الحسكة في سوريا.

 

وبعد عملية مكثفة بقيادة الولايات المتحدة لسحق التنظيم، أعلنت إدارة الرئيس السابق «دونالد ترامب»، أن تنظيم «داعش» مهزوم جغرافيًّا في عام 2019، اعترف البنتاجون بأن التنظيم لا يزال لديه مقاتلون في صفوفه ويمكنه تنفيذ عمليات على نطاق صغير، لكن التنظيم فقد فعليًّا جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها في جميع أنحاء العراق وسوريا.

 

وعلى الرغم من اختفاء «داعش» إلى حد كبير من عناوين الأخبار، فإن الحرب الأمريكية على التنظيم لم تتوقف أبدًا، حيث قال البنتاجون إن الولايات المتحدة وشركاءها نفذوا في عام 2022 وحده أكثر من 120 عملية ضد داعش في سوريا وفي العراق، أسفرت تلك المهمات عن مقتل ما يقرب من 700 من مقاتلي داعش واعتقال 374 آخرين، وفقًا لأرقام القيادة المركزية الأمريكية، كما شملت العمليات غارات جوية ومداهمات للقوات البرية ويقول مسؤولون أمريكيون إن مثل هذه العمليات ستستمر.

 

ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية «قسد» انتهاء عملياتها ضد التنظيم الإرهابي بمحافظة الحسكة السورية، والتي أطلقت عليها اسم «صاعقة الجزيرة» التي أطلقتها في ديسمبر 2022، بهدف القضاء على ما تبقى من عناصر «داعش» في مناطق بشمال شرق سوريا.

 

وخلال بيان أصدرته قوات «قسد»، أكدت أنه وبمشاركة قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا، والتحالف الدولي ضد «داعش»، تم إطلاق عملية «صاعقة الجزيرة» في التاسع والعشرين من ديسمبر 2022، والتي استمرت لثمانية أيام، استهدفت تمشيط 55 قرية ومزرعة في الهول وتل حميس وتل براك، إضافة إلى بعض الأهداف المركزة في البلدات الثلاث، وكذلك مساحات واسعة من الحدود السورية العراقية.

 

وأشارت «قسد» خلال بيانها، إلى أن عمليات التمشيط والمداهمة مكنت من إلقاء القبض على 154 عنصرًا مطلوبًا للقضاء، شاركوا في تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، وكذلك عناصر قاموا بتسيير عمليات التنظيم وآخرين ارتكبوا أعمال إجرامية مختلفة بحقّ الأهالي.

 

وجاءت الحملة عقب هجوم كبير شنه التنظيم الإرهابي نهاية العام الماضي، حيث استهدف مربعًا أمنيًّا يضم مراكز أمنية وعسكرية عدة، فضلًا عن سجن للاستخبارات التابعة لقوات «قسد»، ما أسفر عن سقوط ضحايا.

"