ضارة نافعة.. التغير المناخي يضرب «الشباب» الإرهابية في الصومال
السبت 17/ديسمبر/2022 - 04:21 م
أحمد عادل
وجه «التغير المناخي» ضربة قوية لحركة «الشباب» الإرهابية في الصومال قد تكون قاضية لنشاطهم الإجرامي في البلاد، بعدما سيطرت الحركة على مناطق عدة من الصومال لسنوات، ونشرت الذعر بين السكان.
نقمة الجفاف
وتحول التغير المناخي إلى نقمة أصابت حركة «الشباب» في مقتل، بعد أن دفع الجفاف قبائل كانت خاضعة للتنظيم الإرهابي التابع لـ«القاعدة» إلى التمرد عليهم، ورفضوا دفع الضرائب بعد أن جفت الآبار، وأقفرت الأرض، وماتت أعداد كبيرة من الماشية، وأصبح الموت بالرصاص أهون من الموت جوعًا.
وعادة ما لعب الجفاف دورًا لصالح الجماعات الإرهابية، وساعدها في تجنيد مزيد من الأتباع الغاضبين على حكوماتهم على غرار ما يجري في منطقة بحيرة تشاد.
سحر ينقلب على الساحر
وحاولت حركة «الشباب» استغلال الجفاف والتغير المناخي لصالحها، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال والأتباع، مقابل الحصول على الغذاء وقليل من المال، الذي تجمعه من جني الضرائب والإتاوات.
لكن «انقلب السحر على الساحر»، إذ ضاق الصوماليون ذرعًا من الضرائب المرتفعة والإتاوات التي تجبيها الحركة منهم رغم المجاعة التي تضرب البلاد، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ المجاعات على مدار 70 عامًا مضت، والتي تواجه منطقة القرن الأفريقي.
هذه القبائل رفضت دفع الضرائب بعد أن جفت الآبار، وأقفرت الأرض، وماتت أعداد كبيرة من الماشية.
عادة ما لعب الجفاف دورًا لصالح الجماعات الإرهابية، وساعدها في تجنيد مزيد من الأتباع الغاضبين على حكوماتهم، لكن الأمر مختلف في الصومال.
وتحول التغير المناخي إلى نقمة أصابت حركة «الشباب» في مقتل، بعد أن دفع الجفاف قبائل كانت خاضعة للتنظيم الإرهابي التابع لـ«القاعدة» إلى التمرد عليهم، ورفضوا دفع الضرائب بعد أن جفت الآبار، وأقفرت الأرض، وماتت أعداد كبيرة من الماشية، وأصبح الموت بالرصاص أهون من الموت جوعًا.
وعادة ما لعب الجفاف دورًا لصالح الجماعات الإرهابية، وساعدها في تجنيد مزيد من الأتباع الغاضبين على حكوماتهم على غرار ما يجري في منطقة بحيرة تشاد.
سحر ينقلب على الساحر
وحاولت حركة «الشباب» استغلال الجفاف والتغير المناخي لصالحها، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال والأتباع، مقابل الحصول على الغذاء وقليل من المال، الذي تجمعه من جني الضرائب والإتاوات.
لكن «انقلب السحر على الساحر»، إذ ضاق الصوماليون ذرعًا من الضرائب المرتفعة والإتاوات التي تجبيها الحركة منهم رغم المجاعة التي تضرب البلاد، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ المجاعات على مدار 70 عامًا مضت، والتي تواجه منطقة القرن الأفريقي.
هذه القبائل رفضت دفع الضرائب بعد أن جفت الآبار، وأقفرت الأرض، وماتت أعداد كبيرة من الماشية.
عادة ما لعب الجفاف دورًا لصالح الجماعات الإرهابية، وساعدها في تجنيد مزيد من الأتباع الغاضبين على حكوماتهم، لكن الأمر مختلف في الصومال.
استفزاز السكان
ونظرًا لسيطرتها على طرق التجارة المحلية بين الولايات والأقاليم، تفرض حركة «الشباب» ضرائب على التجار للسماح لهم بالعبور والمرور إلى وجهتهم، مما أثار استياء التجار، وأثار غضب العشائر.
وبالغت حركة «الشباب» في استفزاز السكان الذين أرقهم الجفاف والتصحر، عندما راحت تردم الآبار، كنوع من سياسة الأرض المحروقة.
عدم استيعاب حركة الشباب لمدى تأثير التغيرات المناخية المتطرفة في تفكير الناس بعد أن مس الجفاف قوت يومهم، جعلها تفقد حاضنتها الشعبية، وبعض تحالفاتها مع عشائر المنطقة الوسطى.
ونظرًا لسيطرتها على طرق التجارة المحلية بين الولايات والأقاليم، تفرض حركة «الشباب» ضرائب على التجار للسماح لهم بالعبور والمرور إلى وجهتهم، مما أثار استياء التجار، وأثار غضب العشائر.
وبالغت حركة «الشباب» في استفزاز السكان الذين أرقهم الجفاف والتصحر، عندما راحت تردم الآبار، كنوع من سياسة الأرض المحروقة.
عدم استيعاب حركة الشباب لمدى تأثير التغيرات المناخية المتطرفة في تفكير الناس بعد أن مس الجفاف قوت يومهم، جعلها تفقد حاضنتها الشعبية، وبعض تحالفاتها مع عشائر المنطقة الوسطى.
الثورة علي الحركة
وهذه الممارسات المتشددة دفعت العشائر خاصة في وسط البلاد، للثورة على الحركة بدعم من رئيس البلاد حسين شيخ محمود، الذي له رؤية أكثر إستراتيجية في مكافحة حركة «الشباب» فكريًّا واقتصاديًّا، وعدم الاكتفاء بمحاربتها أمنيًّا وعسكريًّا.
إذ دعم الجيش الصومالي العشائر في ثورتها ضد الحركة؛ لأنه يدرك أنه لا يمكنه الحفاظ على البلدات المحررة إلا بدعم العشائر المحلية، التي تعرف جيدًا جغرافية الأرض أكثر من الجنود، ويمكنها حماية أفرادها وعائلاتهم ضد حرب العصابات التي تجيدها الحركة.
كما تستطيع العشائر توفير الدعم اللوجيستي للجيش، خاصة من ناحية المعلومات، وأيضًا تجفيف الحاضنة الشعبية لحركة الشباب، ومصادر تمويلها لإضعاف قدرتها على التجنيد، ودفع رواتب عناصرها.
إلى وقت قريب كانت سيطرة حركة الشباب على مناطق واسعة في وسط وجنوب البلاد إلى غاية الحدود الكينية جنوبًا والحدود الإثيوبية غربًا.
ومع مجيء الرئيس حسن شيخ محمود، إلى السلطة في 15 مايو 2022، واتباعه سياسة هجينة في مكافحة حركة الشباب، نجح في تحرير عشرات البلاد والمناطق، أغلبها في وسط البلاد، لكن ما زالت مناطق شاسعة في الجنوب خاضعة لسيطرتها.
وفي عام 2011، أطلقت وكالات المعونة الإنسانية، ومنظمات المجتمع المدني، ميثاق القضاء على الجوع المدقع في الأمم المتحدة في نيويورك، والذي حدد بوضوح 5 خطوات يجب اتخاذها لتجنب المجاعة. ومنذ ذلك الحين تمت المصادقة عليه من قبل الأمم المتحدة وقادة العالم وعشرات المنظمات الإنسانية، غير أن سيناريو مجاعة 2011 بات أقرب للتحقق وبصورة ربما تكون أشد قسوة بسبب الجفاف، كما يوضح هالرايت.
إذ دعم الجيش الصومالي العشائر في ثورتها ضد الحركة؛ لأنه يدرك أنه لا يمكنه الحفاظ على البلدات المحررة إلا بدعم العشائر المحلية، التي تعرف جيدًا جغرافية الأرض أكثر من الجنود، ويمكنها حماية أفرادها وعائلاتهم ضد حرب العصابات التي تجيدها الحركة.
كما تستطيع العشائر توفير الدعم اللوجيستي للجيش، خاصة من ناحية المعلومات، وأيضًا تجفيف الحاضنة الشعبية لحركة الشباب، ومصادر تمويلها لإضعاف قدرتها على التجنيد، ودفع رواتب عناصرها.
إلى وقت قريب كانت سيطرة حركة الشباب على مناطق واسعة في وسط وجنوب البلاد إلى غاية الحدود الكينية جنوبًا والحدود الإثيوبية غربًا.
ومع مجيء الرئيس حسن شيخ محمود، إلى السلطة في 15 مايو 2022، واتباعه سياسة هجينة في مكافحة حركة الشباب، نجح في تحرير عشرات البلاد والمناطق، أغلبها في وسط البلاد، لكن ما زالت مناطق شاسعة في الجنوب خاضعة لسيطرتها.
وفي عام 2011، أطلقت وكالات المعونة الإنسانية، ومنظمات المجتمع المدني، ميثاق القضاء على الجوع المدقع في الأمم المتحدة في نيويورك، والذي حدد بوضوح 5 خطوات يجب اتخاذها لتجنب المجاعة. ومنذ ذلك الحين تمت المصادقة عليه من قبل الأمم المتحدة وقادة العالم وعشرات المنظمات الإنسانية، غير أن سيناريو مجاعة 2011 بات أقرب للتحقق وبصورة ربما تكون أشد قسوة بسبب الجفاف، كما يوضح هالرايت.
أمطار هزيلة
وشهدت المواسم الأربعة الماضية للأمطار في الصومال مستويات متدنية للغاية من هطول الأمطار. ومن المرجح جدًا أن يكون أداء الموسم الخامس دون المستوى أيضًا، ولا يمكن أن يساعد هذا الوضع على نمو المحاصيل إلى أقصى إمكاناتها، كما لا تملك قطعان الإبل والماعز والماشية التابعة للرعاة الصوماليين ما يكفي من الغطاء النباتي للأكل، ولا توجد مياه متاحة للشرب، وبالفعل نفقت ملايين الماشية في الجفاف الحالي.
ويدعم تغير المناخ هذا النقص المستمر في هطول الأمطار؛ حيث تحتل الصومال المرتبة الثانية (بعد النيجر) من حيث التعرض للتأثيرات الضارة لتغير المناخ، والذي من المرجح أن يتسبب في زيادة الجفاف في الصومال، مما يؤثر على مساحة أكبر من الأرض، مع تقليل مواسم الأمطار المنتظمة.





