في ظل الإرهاب والنزاعات المسلحة.. الشتاء يفاقم أزمة الشمال السوري
الثلاثاء 13/ديسمبر/2022 - 02:36 م
إسلام محمد
تشهد منطقة الشمال السوري مأساة إنسانية تتفاقم كل عام مع حلول فصل الشتاء، إذ يلجأ السكان في هذه المناطق التي تسيطر عليها العديد من الفصائل والجماعات الإرهابية إلى جمع الحطب لإشعال النيران وغيرها من الأساليب البدائية للتدفئة والطهي والمعيشة، في ظل غياب الخدمات الأساسية، وغياب وسائل الحياة العصرية بنسبة كبيرة عن هذه المناطق التي تعاني من أزمات كبيرة في ظل الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من عشر سنوات.
أنقذوا السكان
ومع حلول كل شتاء تتصاعد دعوات منظمات الإغاثة المحلية والدولية لإنقاذ السكان العالقين في هذه المناطق.
وسجلت المنظمات الإغاثية الدولية عبر السنين الماضية حالات كثيرة توفي فيها الأطفال السوريون في منطقة الشمال هذه بسبب انهيار الأوضاع الإنسانية في فصل الشتاء، سواء بسبب البرد أو بسبب مواد تدفئة التي يؤدي استخدامها بطريقة غير صحيحة وبشكل بدائي إلى وقوع كوارث إنسانية، كاحتراق بعض الخيم والمخيمات بسبب مواد التدفئة المشتعلة، بالإضافة إلى غياب الأدوية وغياب الرعاية الصحية بشكل كبير عن معظم هذه المناطق، بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها مثل نقص التعليم، ونقص الخدمات التي تقدم للأطفال، وسوء التغذية، وما ينجم عنه من أمراض سوء التغذية من حالات إنسانية أصعب.
نزاعات عسكرية
وتنقسم مناطق الشمال السوري إلى أربعة مناطق، إحداها يسيطر عليها الأكراد ممثلون في وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الكردستاني والأخرى تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية، والمنطقتان الأخريان في الشمال الغربي يعاني سكانها من أوضاع إنسانية أكثر صعوبة، وتنقسم هذه المنطقة في الشمال الغربي إلى منطقتين إحداها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام المدرجة على لوائح الإرهاب بزعامة محمد الجولاني، والأخرى تسيطر عليها فصائل كثيرة تسمى بالجيش الوطني، وهي مقربة من القوات التركية، وتنسق معها في إدارة هذه المناطق، ولكن حتى الآن تنعدم بشكل كبير خدمات في هذه المناطق نتيجة تعرضها لنزاعات عسكرية، سواء ببن الفصائل وبعضها البعض أو بين هذه الفصائل والقوات الروسية التي تقوم أحيانًا بقصف هذه المناطق وتقوم الفصائل المقربة من تركيا بالرد عليها.
وحذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في سبتمبر الماضي، من تفاقم معاناة قرابة أكثر من 14 مليون سوري ممن هم بحاجة إلى الدعم، من بينهم نحو 7 ملايين نازح داخلي، في وقت يعيش نحو 90 في المائة منهم تحت خط الفقر بسبب نزوحهم خلال السنوات الماضية، بينما تستضيف خمس الدول المجاورة 5.5 مليون لاجئ يعيش الكثير منهم في ظروف بالغة القسوة، كما في المخيمات بالأراضي اللبنانية على سبيل المثال الذي أصبح موطنا لما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ سوري.
يذكر أن الأمم المتحدة تشهد كل ستة أشهر جدلا حول تمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري بسبب رغبة روسيا في إنهاء العمل بهذه الآلية، وإرسال المساعدات من خلال مناطق النظام السوري، وهو ما ترفضه الدول الغربية.
ومؤخرا تم إيقاف جانب كبير من مساعدات الأمم المتحدة للنازحين السوريين بسبب محدودية الميزانية التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة، وعدم القدرة على دعم جميع من يحتاج المساعدة وفقًا لما أعلنته المتحدثة باسم المفوضية في لبنان، باولا باراتشينا.





