في ظل المساعي الإقليمية لحل الأزمة الليبية.. المصالحة شعار المرحلة


المصالحة في المقام الأول
نجحت دول الجوار الليبي، والاتحاد الأفريقي، في إقناع الغرب برؤيتها للحل السياسي وضرورة أن يتم تحقيق المصالحة الوطنية قبل تنظيم الانتخابات، وذلك لضمان توفير ظروف التوافق بين جميع الفرقاء على القبول بالنتائج التي سيفرزها الاستحقاق الرئاسي.
وأتم المبعوث الأممي إلى ليبيا «عبدالله باتيلي»، جولة إقليمية انطلاقًا من القاهرة لمناقشة ملف المصالحة الوطنية في ليبيا واتجاهات الحوار في شأن الحل السياسي وفق خريطة طريق تؤدي إلى تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية ديمقراطية وتعددية وتحظى نتائجها بالقبول من جميع الفرقاء.
رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي، وزير خارجية الكونغو «برازافيل جان كلود جاكوسو»، أكد أن الاتحاد يدعم جهود المصالحة الوطنية في ليبيا، وبناء دولة ديمقراطية مدنية، للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة، وفق إطار قانوني، حيث يتفق أغلب الزعماء الأفارقة على أن الأزمة الليبية يمكن أن تجد طريقها إلى الحل إذا تخلت القوى الكبرى عن التدخل في الملف، بينما يرى محللون أن أفريقيا قادرة على قيادة ليبيا نحو المصالحة وهي تسعى إلى ذلك بالاعتماد على إرثها التاريخي في تحقيق المصالحات كتلك التي جرت في جنوب إفريقيا ورواندا والتي تمثل نموذجًا متقدمًا لتجاوز الصراعات والحروب في اتجاه الأمن والاستقرار والسلام.

شبه توافق
عضو المجلس الرئاسي الليبي «موسى الكوني»، قال إن الأطراف الليبية تمكنت للمرة الأولى من التوصل إلى شبه توافق فيما يخص مسارات المصالحة الوطنية، الأمر الذي قد يساعد على إيجاد أرضية موحدة للوصول إلى تسوية الأزمات التي تعانيها البلاد، مؤكدًا أن مشروع المصالحة الوطنية، يسير بخطى ثابتة عبر المهام والخطوات المنجزة في الأشهر الماضية منذ إطلاق العمل به، وأن هناك أفكارًا وبدائل لحل المشكل الليبي من قبل الليبيين أنفسهم.
مردفًا إن هذا المسار يقوم على ضرورة تسوية الأزمة عن طريق الليبيين أنفسهم مع التحلي بالحياد والوقوف على مسافة واحدة مع الأطراف الليبية كافة ومن دون استثناء أي طرف، منوهًا بـالجهود التي تبذلها السلطات الجزائرية لمد يدها لليبيين وتحقيق التوافق.
وتعاني ليبيا، منذ فبراير الماضي، انقسامًا حكوميًّا إثر تكليف مجلس النواب حكومة جديدة، برئاسة، فتحي باشاغا، التي لم تتمكن من تسلم مهامها بشكل رسمي من حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها، عبدالحميد الدبيبة. وشهدت الفترة الماضية، توترًا كبيرًا بين الحكومتين وصل إلى حد الاشتباكات المسلحة في أكثر من مناسبة.
للمزيد: لوكربي.. ليبيا في مأزق جديد بعد تعهد الدبيبة لواشنطن بتسليم المتهم الأخير