حملات أمنية مكثفة من «قسد» لتطهير الشرق السوري من «داعش»
تواجه قوات سوريا الديمقراطية «قسد» صعوبات في القضاء أو الحدّ من تأثير ما يُعتقد أنها خلايا لتنظيم «داعش» الإرهابي، تنشط في ريف دير الزور الشرقي، حيث بدأت في شن حملات أمنية منذ مطلع نوفمبر الجاري في شرق سوريا، لوأد الوجود الداعشي وإنهاء خلاياه المنتشرة هناك، وتتحضر «قسد» لشن حملات أمنية مكثفة على طول الحدود بين العراق وسوريا في محاولة لضبط الحدود شمال نهر الفرات.
التطهير من الدواعش
أكد «آرام حنا» المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أن القوات ألقت القبض على سبعة إرهابيين ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي في بلدة العزبة بريف دير
الزور الشمالي، وضبطت بحوزتهم أسلحة مختلفة وأجهزة اتصال ومعدّات ووثائق
تثبت صلتهم بالتنظيم، مؤكدًا استمرار حملات «قسد» في دير الزور لمكافحة خلايا
التنظيم وتفكيكها، وضبط أمن واستقرار المنطقة وحماية الأهالي وحفظ ممتلكاتهم.
ومنذ مطلع نوفمبر الجاري، بدأت الحملات الأمنية من قبل «قسد» على مواقع
خلايا التنظيم الإرهابي الموجودة في الشرق السوري لتطهيره، حيث شملت حملات
المداهمات بلدات عدة بريف دير الزور الشرقي، وفرضت حظر تجول، وداهمت منازل بحثًا
عن عناصر التنظيم الإرهابي.
المتحدث باسم «قسد»، أشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يقدم
كل الدعم والمساندة لـ«قسد» في حربها المستمرة ضد خلايا تنظيم «داعش» في ريف دير الزور الشرقي،
مشيرًا إلى أن الحملات المتكررة من قبل «قسد» أدّت إلى تقليص نشاط التنظيم في بلدات
ريف دير الزور إلى حدّ بعيد.
وتتحضر قوات «قسد» خلال الفترة المقبلة لشنّ حملة أمنية في ريفي الحسكة الشرقي
والجنوبي على طول الحدود بين العراق وسوريا، في محاولة جديدة للقضاء على خلايا للتنظيم
ولضبط هذه الحدود شمال نهر الفرات، حيث تضم محافظة الحسكة مخيم «الهول» في ريفها الجنوبي
الشرقي، والذي يحوي عائلات لعناصر التنظيم من نحو 50 جنسية.
وكان تنظيم «داعش» شنّ مطلع العام الحالي عملية واسعة النطاق لإطلاق سراح معتقلين
له لدى «قسد» في سجن الحسكة المركزي، إلا أن العملية لم تنجح بسبب تدخل التحالف الدولي
بقيادة الولايات المتحدة، وهو الداعم الرئيسي لقوات «قسد» التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي.
نشاط الخلايا
وبحسب مراقبين، تشير المعطيات الميدانية إلى أن خلايا التنظيم الإرهابي، تنشط بين وقت وآخر في ريف دير الزور الشرقي، وهو ما يدفع قوات «قسد» للقيام بحملات أمنية، في محاولات يبدو أنها تواجه صعوبات للحد من نشاط التنظيم الذي كان قد سيطر على الريف الغني بحقول وآبار النفط، وفي مقدمتها حقل العمر النفطي، ما بين 2014 ومطلع عام 2019 .
وكانت قوات «قسد»، قد طردت «داعش»، من كلّ الشمال الشرقي من سوريا، أو
ما بات يُعرف بـ«منطقة شرقي الفرات»، بعد سنوات من سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة
من هذه المناطق، وخصوصًا في محافظتي الرقة ودير الزور، حيث كانت بلدة الباغوز في ريف
دير الزور الشرقي، آخر معقل للتنظيم في شرق الفرات، قبل أن تسيطر عليها قوات «قسد»
في مطلع عام 2019 بدعم من طيران التحالف الدولي، الذي يعتمد على "قسد"
في الحرب ضد الإرهاب في الشمال الشرقي من سوريا.
في الجهة المقابلة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات «قسد» سلّمت
ما يقرب من 50 عنصرًا من تنظيم «داعش» من الجنسية العراقية ممن كانوا يقبعون
في سجونها بشمال سرق سوريا، إلى مديريّة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في نينوى العراقيّة،
عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق.
وأشار المرصد السوري، إلى أن ما يقرب من 150 عائلة من اللّاجئين العراقيّين، غادروا مخيم الهول الواقع بأقصى ريف الحسكة الجنوبي الشّرقي، في أغسطس الماضي، في إطار استمرار عمليّات إخراج العراقيّين من المخيّم ونقلهم إلى وطنهم، بتنسيق مشترك بين إدارة المخيّم والحكومة العراقية.
للمزيد: الجنوب السوري على صفيح ساخن.. تناحر بين الفصائل «وداعش»





