ad a b
ad ad ad

وفاة إبراهيم منير.. نظام الملالي يفقد «همزة الوصل» مع الإخوان

السبت 05/نوفمبر/2022 - 02:26 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة
وفاة إبراهيم منير..

"قام بعض الأصدقاء بدعوتنا لمقابلة مسؤولين إيرانيين، ونحن كأصحاب قضية لا نرفض لقاء أي وفد يريد مقابلتنا والتحدث معنا، بهدف الاستماع لوجهات النظر التي قد تتفق أو تختلف في بعض القضايا".


كانت هذه كلمات إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الذي أعلنت وفاته صباح الرابع من نوفمبر الجاري، في العاصمة البريطانية لندن عن عمر ناهز 85 عامًا، وأطلق «منير» هذه الكلمات حينما سُئل عن علاقته بالنظام الإيراني، فأكد أن الجماعة تجمعها "علاقة ودية وقوية ووثيقة" مع نظام إيران.


مهندس العلاقات 


خلال السنوات الماضية ظهرت وثائق مسربة تُؤكد صحة العلاقة بين الإخوان وبين نظام الملالي في ايران، إذ إن كلا الطرفين لديه مخطط قائم على تكوين "إمبراطورية إسلامية"، ولعب "منير" الدور الأكبر والأبرز خلال العشر سنوات الأخيرة، لتوطيد العلاقة بين قادة الإخوان في أوروبا ونظام المرشد في ايران، حتى أطلق عليه "مهندس علاقة الود القائمة بين الإخوان والحرس الثورى الإيراني".


ونظرًا للدور الذي لعبه «منير» في توطيد أواصر العلاقة مع نظام الملالي، شبهه عدد من المراقبين بيوسف ندا القيادي بالتنظيم الدولي للإخوان والمسؤول الأول بالجماعة عن التواصل مع إيران حتى إنه أطلق عليه "عراب العلاقات الإيرانية - الإخوانية"، وكان من أوائل قيادات الجماعة التي قامت على رأس وفد بزيارة إلى إيران ولقاء أول رئيس لها عقب نجاح الثورة الإسلامية عام 1979.


وتكشف اللقاءات الاستراتيجية بين «منير» ونظام الملالي، عن مدى تبادل المصالح والمكاسب المشتركة. 


لقاء تركيا 2014


في نوفمبر 2019، أفرج موقع "انترسبت"، وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيتين عن وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية، كشفت عن لقاء جمع قيادات من جماعة الإخوان على رأسهم نائب المرشد العام للجماعة «إبراهيم منير» والقيادي بالتنظيم الدولي للإخوان «محمود الإبياري»، وعدد من المسؤوليين الإيرانيين وتحديدًا من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك في أبريل 2014 بالعاصمة التركية أنقرة، وجرى خلال هذا اللقاء السري مناقشة عدد من ملفات المنطقة، خاصة سوريا، العراق، كما تطرق إلى تنفيذ مخطط لاستهداف أراضي المملكة العربية السعودية.


وبعد مرور شهر من الإعلان عن هذا اللقاء السري، خرج «منير» ليؤكد صحة حدوثه بالفعل عام 2014، قائلًا خلال لقاء له مع قناة إخوانية تبث من العاصمة لندن: "نعلم أن إيران تحترم جماعة الإخوان وتقدر مصداقيتها ومواقفها، وكانت فرصة أن نظهر لهم رأينا وأبعاد مواقفنا، وشدّدنا تمامًا على أننا مع العمل لصالح الإسلام والمسلمين واستقرار المنطقة".


لقاء لندن 2017


في يوليو 2017 استضافت العاصمة البريطانية لندن، المؤتمر الدولى العاشر لمنتدى الوحدة الإسلامية، والذي ضم عددًا من القيادات الإخوانية والشيعية، من بينهم، «إبراهيم منير»، و«جمال بدوى» مدير مؤسسة الإعلام الإسلامي في كندا، بجانب عدد من القيادات الشيعة المقربة من المرشد الإيراني «علي خامنئي»، على رأسهم، أمين عام المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب «محسن الآراكي» والقيادي الشيعي الإيراني «أحمد الحسني».


وبعد أربعة أيام من انتهاء المؤتمر، نشرت وسائل إعلام بريطانية في 26 يوليو 2017، صورًا تجمع «منير» و«بدوي» مع القيادات الإيرانية الشيعية خلال لقاء استضافته مؤسسة "أبرار الشيعية" في لندن، وخلال هذا اللقاء ناقش «منير» مع «الآراكي» سبل إقامة تحالف استراتيجي بينهم من خلال العمل بشكل مستمر على عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات.


إيران .. الملاذ البديل


وبعد اتجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال العامين الماضيين لمحاولة التقارب مع بعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر، بدأ في تضيق الخناق على جماعة الإخوان وطرد عدد من قاداتها، وأغلق قنواتهم التي كانت تبث من الأراضي التركية، وكشفت مصادر في مايو 2021، أن قيادات من التنظيم الدولي للإخوان على رأسهم «إبراهيم منير» أجروا عدة اتصالات مع مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني، لطلب المساعدة منهم لتوفير "ملاذ بديل" لعناصرهم الذين طردتهم تركيا، وتقديم دعم لوجيستي لهم، خاصة أن إيران بها فرع للإخوان ممثل في "حزب الإصلاح والدعوة"، ولذلك كان من الطبيعي وفقًا لما أعلنته المصادر ان ترحب طهران بطلب الجماعة الإخوانية.


وبوفاة «إبراهيم منير» القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، يفقد كل من نظام الملالي وجماعة الإخوان، "همزة الوصل" و"مهندس العلاقات الإيرانية الإخوانية" على مدار السنوات الماضية، وهو ما يجعل الطرفين يبحثان عن "بديل" للقيام بهذا الدور.

"