ad a b
ad ad ad

القاعدة يحاول.. التنظيم الإرهابي يستغل أزمة دارفور ويسعى لاختراق السودان

الإثنين 14/نوفمبر/2022 - 07:59 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

في محاولة لتصدير الإرهاب في الداخل السوداني، واستغلال الأوضاع هناك، سعى المدعو «أبو حذيفة السوداني»، إلى الدخول في قتال طويل الأجل في السودان لأجل تنظيم «القاعدة» مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية بالبلاد عبارة عن فرصة ذهبية لنهضة التنظيم هناك، حيث كانت القاعدة تاريخيًّا مثابرة في محاولاتها لجلب القتال هناك، إذ حاول بن لادن والظواهري تحريض المواطنين السودانيين في دارفور على قضية القاعدة، إلا أنها فشلت تاريخيًّا في إنشاء جبهة جهادية فعالة داخل السودان، على عكس ما قامت به في الناحية الأخرى من النجاح في تجنيد مقاتلين سودانيين في مختلف فروعها العالمية.

 

تصدير الإرهاب


طالب أحد أبرز قيادات حراس الدين بسوريا، التابعة لتنظيم القاعدة، المدعو «أبو حذيفة السوداني» بضرورة ما سماه بـ«سودنة القتال في السودان»، ليتواكب مع الظروف والتحولات الراهنة التي تمر بها البلاد، داعيًا المقاتلين السودانيين لخوض معركة مفتوحة وطويلة الأجل ضد الولايات المتحدة ووكلائها الإقليميين، والحكومة السودانية.


خلال كتابه الذي ألفه المدعو «أبو حذيفة السوداني»، والذي جاء تحت عنوان «الآن جاء القتال.. رسائل حرب إلى المجاهدين في السودان»، شدد على أن البيئة في الداخل السوداني خلال الفترة الحالية، باتت مهئية للتغيير المسلح، وأنها على أعتاب حالة قتالية قادمة، محددًا أولويات التنظيم القتالي السوداني، بعد ظهور تنظيم طليعي يمثل رأس الحربة في الصدام المسلح يكون بمثابة الصاعق الذي يفجر عبوة المتفجرات خلال المرحلة المقبلة متمثلة في استهداف أمريكا والدول الأوربية كأعداء من الدرجة الأولى باعتبارهم العدو الصائل، ثم الاتجاه لإزالة الحكومات.


اعترافات السوداني


واعترف أبو حذيفة السوداني بوجود أزمة حقيقية يعاني منها التيار الجهادي في السودان من حيث الارتباك وحداثة التجربة وقلة الخبرة مع خلوّ الرصيد الداخلي من العمليات العسكرية، وأن شبابهم حار به الدليل رغم إحساسهم بخطورة الأوضاع وحتمية المواجهة، هذا فضلًا عن وجود أزمة قيادة وغياب القائد الرمز الذي يجتمعون حوله ليوحد صفوفهم.


وقال أبو حذيفة السوداني إن السودان بلد توفرت فيه الشروط الموضوعية لقيام حرب عصابات مطالبًا باستحداث نمط قتالي جديد في السودان يتجاوز أخطاء تجارب سابقة تمثلت في خلية السلمة 2007 وخلية الدندر 2012، باعتبار أن تجربة السلمة كانت محاولة لاستنساخ التجربة العراقية، بينما كانت الدندر محاولة لمحاكاة النموذج الصومالي، وأن الوصول للشكل النموذجي للجهاد في السودان لن يكتب له النجاح ما لم تكن هناك قابلية لمغادرة الخرطوم والاستعداد البدني والنفسي للعيش في الجبال والغابات، وترك حياة الدعة والرغد والانتقال إلى حياة الشظف والخشونة في الجبال والغابات والصحاري.


ويعد أبو حذيفة السوداني أحد أبرز المقاتلين السودانيين الذين انخرطوا منذ وقت مبكر في صفوف تنظيم القاعدة في عهد مؤسسها أسامة بن لادن، وشارك في عمليات عسكرية بأفغانستان والعراق وحاول تنفيذ عملية إرهابية فاشلة بالسعودية وفرَّ بعدها إلى العراق واتجه أبو حذيفة السوداني لتوثيق مسيرته في القتال وحياته الإرهابية من خلال إصدار عدد من الكتب من بينها «اتكاءة على حد السيف»، و«خواطر سجين»، و«الأمير المنسي»، و«كلمات حب»، وأخيرًا كتابه الذي جاء بعنوان «الآن جاء القتال .. رسائل حرب إلى المجاهدين في السودان»، كآخر إصدارة له، حيث حرص على أن تكون صورة غلاف كتابه الذي ألفه مؤخرًا برج الفاتح «فندق كورنيثيا» بالخرطوم، كخلفية زيّن بها الغلاف.


في عام 2006 أثناء أزمة دارفور في غرب السودان، حاول بن لادن نفسه مناشدة المسلمين المحليين لبدء الجهاد بدعمه من خلال إرسال مقاتلين أجانب إلى المنطقة، وأصدر نائبه آنذاك «أيمن الظواهري» مقطع فيديو خاصًا به يحاول تعبئة الجهاد في دارفور في وقت لاحق من العام نفسه، وسرعان ما رفضت الجماعات المتمردة الرئيسية في دارفور هذه المحاولات في التعبئة.


كما حاول كل من بن لادن والظواهري مرة أخرى تحريض السودانيين في دارفور على قضية القاعدة من خلال مقطعي فيديو بعد عام في عام 2007، لكنهما لم ينجحا مرة أخرى، وأصدر الظواهري شريط فيديو آخر يدعو إلى الجهاد في السودان عام 2009، حيث كان أنجح هجوم للتنظيم الإرهابي داخل البلاد هو مقتل دبلوماسي أمريكي وسائقه في الخرطوم في عام 2008، وهو ما تبنته «القاعدة» وجماعة أنصار التوحيد، لكنها لم تكن قادرة على حشد أي كيان طويل الأمد في البلاد على الرغم من الجهود التاريخية الواضحة للقيام بذلك.

 

للمزيد: تحالف شيطاني بين «القاعدة» والحوثيين لعرقلة مسار التهدئة في الداخل اليمني

 

"