ad a b
ad ad ad

قراءة في مؤشر العمليات الإرهابية بأفريقيا خلال الربع الثالث من 2022

الأحد 30/أكتوبر/2022 - 02:48 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تعرضت أفريقيا للعديد من الهجمات الإرهابية، في الربع الثالث من عام 2022، - يوليو، أغسطس، سبتمبر- حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات الإرهابية، 138 عملية ما بين تفجيرات واغتيالات، أسفرت عن مقتل 723 شخصًا، وإصابة 457 آخرين، فضلًا عن 145 مختطفا، وإعدام 35 شخصا، بخلاف تشريد ونزوح المئات.

قوة الإرهاب من ضعف الأمن

زيادة وتيرة العمليات الإرهابية يرجع إلى ضعف القبضة الأمنية، في القارة السمراء ولاسيما في المناطق الحدودية، التدفقات غير المشروعة للأسلحة، وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، والاتجار بالبشر، فضلًا عن تمدد نشاط شبكات الجريمة المنظمة العابر للحدود، بالإضافة إلى تنافس تنظيمي القاعدة وداعش على الزعامة والنفوذ، وتصاعد حدة المواجهات المسلحة بينهما، والاستحواذ على مصادر التمويل؛ إذ يحاول كل تنظيم تركيز عملياته وتقوية دولته وتوسيعها، فضلًا عن انشغال معظم دول العالم بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها السلبية على الحياة العامة في العالم أجمع وإفريقيا بوجه خاص.

جاءت منطقة شرق إفريقيا في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية؛ إذ شهدت نحو 50 عملية إرهابية، سقط على إثرها 211 قتيلًا، و239 مصابًا، و3 مختطفين، وإعدام 19 شخصًا.

وكان لدولة الصومال النصيب الأكبر من عدد العمليات وعدد المصابين؛ إذ هاجمتها حركة الشباب الإرهابية بـ 44 عملية من بينها عمليتي اغتيال وأخرى انتحار، أدت جميعها إلى مقتل 169، وإصابة 236، وإعدام 19 آخرين، وهذا مؤشر خطير يدل على أن حركة الشباب الصومالية زادت من وتيرة أعمالها الإرهابية، رغم تعهد الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود التزام بلاده بمكافحة الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار بالبلاد، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب عبر إنشاء وحدة استخبارات مالية، وإعداد قوانين تسهم في ضبط عملية تهريب الأموال لصالح الحركة المتطرفة.

وحلت منطقة الساحل في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات الإرهابية، إذ شهدت في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد أوضاعًا أمنية حرجة، 46 عملية إرهابية، خلفت 280 قتيلًا، و188 مصابًا، و62 مختطفًا، كان لمالي منها نصيب الأسد بـ 24 هجمة إرهابية، سقط على إثرها 172 شخصًا، وأصيب 79 آخرون، فضلًا عن اختطاف 12، وتعرضت بوركينافاسو لـ 19 عملية، أسفرت عن مقتل 102 شخصا وإصابة 95، و50 مختطفًا.

كما تعرضت النيجر لعملية وحيدة لقي خلالها 6 مدنيين مصرعهم، وأصيب 14 آخرون بجراح، بالإضافة إلى عملية إعدام 11 شخصًا بتهمة التجسس للجهات التي تسعى إلى كبح جماحها.

أما منطقة وسط إفريقيا، فقد جاءت في المرتبة الثالثة من حيث عدد العمليات الإرهابية؛ حيث شهدت خلال هذا الشهر 27 عمليات إرهابية شنها تنظيم داعش عبر فرعه في وسط إفريقيا؛ أسفرت عن سقوط 157 قتيلًا، و20 جريحا، و76 مختطفًا.

كان نصيب جمهورية الكونغو، 25 عملية إرهابية، مما يؤكد أنها تشهد وضعًا أمنيًّا خطيرًا، فيما تعرضت تشاد لعملية إرهابية واحدة لقي على إثرها شخصان مصرعهما، بينما تعرضت الكاميرون لهجوم أعزل وحيد دون وقوع خسائر بشرية جراء الهجوم.

أما منطقة غرب إفريقيا، وهي المنطقة المعروفة بتزايد نشاط وعمليات تنظيمي داعش وبوكو حرام تعرضت لـ 15 عمليات إرهابية، تمركزت جميعها في نيجيريا وأسفرت عن سقوط 80 قتيلا، وإصابة 10، واختطاف 4 آخرين.

وفيما يتعلق بجهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 1570 قتيلًا و220 معتقلا، فضلًا عن استسلام 61 من العناصر الإرهابية، إذ سددت القوات الحكومية في منطقة شرق إفريقيا ضربات موجعة لحركة "الشباب" الإرهابية أسقطت 811 من عناصرها، واعتقلت 104 آخرين.

وفي منطقة الساحل أتت جهود المكافحة ثمارها بتحييد نحو 240 إرهابيًّا؛ منهم 99 في بوركينافاسو، و47 في مالي، و7 في النيجر، فيما تم اعتقال 101 إرهابيًّا؛ منهم 36 في النيجر، و65 في مالي.

وفي غرب القارة حيث بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا أسفرت جهود السلطات النيجيرية في مكافحة التنظيمين الإرهابيين عن مقتل 448 إرهابيًّا واعتقال 5 آخرين.

كما نجحت الحكومة البوركينية متمثلة في وزارة المصالحة الوطنية والتضامن الاجتماعي في دعم ومساندة لجان محلية تضم رجال دين وزعماء تقليديين للحوار مع شباب بوركينيين مجندين من طرف التنظيمات المسلحة الناشطة شرقي البلاد أدت إلى استسلام 121 مسلحًا من تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، وذلك في إطار خطة الدولة للتشاور مع التنظيمات المسلحة، من أجل إقناع عناصرها بالتراجع عن حمل السلاح.
"