تهاون تام يصل إلى تعاون كامل.. ضرب ميناء الضبة يكشف التوافق الإخواني الحوثي
الجمعة 28/أكتوبر/2022 - 04:44 م
نورا بنداري
«الاصطياد في الماء العكر».. هكذا وصف يمكن تعليقات بعض مسؤولي الإخوان في اليمن على استهداف الحوثيين بطائرتين مسيرتين مساء 21 أكتوبر 2022، لميناء الضبة النفطي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوبي اليمن، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة على المستويين الإقليمي والدولي، إلا أن حزب التجمع اليمني للإصلاح (ممثل الإخوان في اليمن) وعدد من القيادات الإخوانية، كان لهم رأى آخر، إذ رحبوا بهذا الهجوم وأكدوا أنه لن يكون الأخير، وهو ما لا يستبعد وجود تنسيق حوثي إخواني لتنفيذ هذا الهجوم؛ خاصة أن محافظ حضرموت اللواء «لقمان باراس» من الموالين للإخوان.
توافق حوثي إخواني
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم إصدار حزب الإصلاح اليمني بيانًا لإدانة الهجوم الحوثي على الضبة، فإن هذا البيان يدينه في الوقت ذاته؛ خاصة بعد تأكيده أن الاستهداف الحوثي لم يكن الأولى ولن يكون الأخير.
ووجه أيضًا دعوة إلى المجلس الرئاسي اليمني والحكومة الشرعية لمطالبته بإعلان التعبئة العامة وتحريك كل الجبهات لمواجهة الانقلابيين، ولكن بالبحث فيما وراء هذا البيان وما كشفته بعض المصادر المطلعة، نجد أنه كان هناك تخادم حوثي إخواني لتنفيذ هذا الهجوم، وإصدار الإصلاح هذا البيان هو محاولة لـ«حفظ ماء الوجه» فقط أمام المجلس الرئاسي الذي وجه خلال الفترة الأخيرة ضربات جمة لقيادات الإخوان بإزاحتهم من بعض مؤسسات صنع القرار في الدولة، وهو ما أثار غضبهم ودعوا في بعض الأحيان للانقلاب على أية قرارات يصدرها المجلس الرئاسي.
وبجانب ذلك، فإن محافظ حضرموت الإخواني الموالي للحوثي «لقمان باراس»، دعم في تصريحات صحفية له 25 أكتوبر 2022، الضربة التحذيرية التي نفذتها القوات الحوثية، وادعى أنها كانت ضرورية لمنع نهب مليوني برميل من النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، وإيقاف محاولات العبث بثروات الشعب اليمني.
وما يدل على وجود توافق حوثي إخواني على المستويين العسكري والسياسي لتنفيذ هجوم الضبة، هو أن "المنطقة العسكرية الأولي" في حضرموت تقع تحت قيادة حزب الإصلاح ويحكمها بشكل غير مباشر، نائب الرئيس اليمني السابق الإخواني «علي محسن الأحمر».
وإضافة لذلك فإن هجوم الحوثي جاء بالتزامن مع تحركات إخوانية للسيطرة على الثروات النفطية بمحافظة حضرموت، ورفع بعض مسؤولي الحوثي دعوات لعزل حضرموت عن اليمن، خاصة بعد الهجمات التي تلقاها الإخوان في المحافظة الجنوبية على يد قوات العمالقة الجنوبية التي كثفت حملاتها خلال الفترة المقبلة لتطهير جميع المحافظات الجنوبية من عناصر الإخوان وفقط خطة «استعادة بناء دولة الجنوب».
مخطط إخواني
وإضافة لما تقدم، فقد كشف بعض المراقبين عن وجود مخطط إخواني، لتسليم مدن ومديريات وادي حضرموت لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وبيدو أنه في حال فشل هذا المخطط، فإن قيادات الإخوان ستقوم بتسليم هذه المدن لتنظيم القاعدة الإرهابي، كما فعلت في السابق، حينما تركت مدينة المكلا لعناصر القاعدة في 2015.
ويعد هذا المخطط من ضمن أدوات الضغط التي يتبعها الإخوان لإجبار المجلس الرئاسي اليمني بقيادة «رشاد العليمي» على عودتهم إلى المشهد السياسي مرة أخرى وإشراكهم في حكم البلاد، وذلك بعد أن أقال عددًا من مديري الأمن والمحافظين المحسوبين على الإخوان كـمحافظ «شبوة» في أغسطس الماضي، ومحافظ الجوف مطلع أكتوبر 2022.
أمر مؤكد
وحول دلالة ذلك، أوضح المحلل السياسي اليمني «محمود الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه ليس جديد على الإخوان، بأن يتعاطفوا مع الحوثي أو يظهروا نيتهم الحقيقية في العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعة الحوثية، فقد سلمت المناطق التي تم تحريرها من قبل قوات يمنية وخليجية للميليشيا الحوثية في غمضة عين.
وأضاف أن هذا التناغم ينم عن طبيعة التخادم الإخواني الحوثي، ويكشف خطورة تسليمهم المناصب السياسية والعسكرية الحساسة، ولابد من إعادة هيكلة جميع المناصب العسكرية والوظائف الإدارية، بهدف غربلتها من تلك العناصر.





