ad a b
ad ad ad

من موزمبيق.. تأثير «داعش» على أزمة الطاقة العالمية

الإثنين 31/أكتوبر/2022 - 08:45 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
استطاع تنظيم داعش الإرهابي خلال السنوات القليلة المنصرمة تكوين فرع عنيف له في موزمبيق، مهددًا الاستثمارات الأجنبية في قطاع الغاز بالمنطقة، ومع تصاعد الأزمة العالمية بالطاقة تتباين المخاوف حول احتمالات توظيف التنظيم الإرهابي لتعميق مشكلات الوقود، إلى جانب قدرة المؤسسات الأمنية تجاه السيطرة على الوضع.

تسببت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وما تبعها من استقطابات عالمية في أزمة بمجال الوقود والطاقة، ومع اقتراب فصل الشتاء تخشى الدول الغربية من فقدان السيطرة على الأزمة، ما جعل ملف الإرهاب في موزمبيق يتصاعد بالأوساط السياسية والإعلامية الغربية، كمنطقة قد تُحدث فارقًا في إمدادات الغاز الدولية إذا ما استطاعت القوات الأمنية السيطرة على الأوضاع بداخلها.
من موزمبيق.. تأثير
ثروات الغاز بموزمبيق وسط أطماع داعش

تمتلك موزمبيق احتياطيًَا ضخمًا من الغاز الطبيعي، وبالأخص في إقليم كابو ديلجاو بشمال شرق البلاد، وهو الإقليم نفسه الذي يتمركز داعش بداخله مهددًا استثمارات القطاع، فبحسب تقرير لصحيفة التايمز نُشر في أبريل 2020 تتأثر استثمارات النفط في الإقليم نتيجة هجمات التنظيم الإرهابي، وتبلغ تلك الاستثمارات نحو 60 مليار دولار، تستحوذ روسيا على نصيب كبير فيه ما يهدد أعمالها بالداخل.

إذ يستهدف التنظيم العاملين في مواقع التعدين، ففي نوفمبر 2019 تبنى داعش هجومًا ضد شاحنة تابعة للمناجم ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، فيما قتل اثنان من رعايا روسيا العاملين بحقول الغاز في أكتوبر 2019 نتيجة هجوم داعشي.

ويبقى انسحاب شركة النفط الفرنسية توتال من مشروعات الغاز في  موزمبيق أحد أخطر النتائج السلبية لانتشار داعش بالمنطقة، ففي أبريل 2021 أعلنت الشركة سحب استثماراتها بالمشروع والتي كانت تقدر بنحو 20 مليار دولار مع سحب جميع موظفيها من المواقع التعدينية بالبلاد بعد هجمات داعش المتكررة ضد مشروعاتها.

ويعد حصار التنظيم لمدينة بالما بشمال شرق البلاد في 26 مارس 2021 من المحركات الأساسية لقرار الشركة الفرنسية، إذ أجبر الحصار مئات الموظفين والرعايا الأجانب على البقاء في الفنادق قبل أن تدخل الشرطة وتحررهم، وكانت الشركة الفرنسية بالفعل متوقفة عن العمل قبل هذا الحصار نتيجة عمليات التنظيم، ولكنها عادت للعمل قبل الحصار بأيام بعد تطمينات تلقتها من الحكومة بزيادة التأمين، ولكن الوضع خرج عن السيطرة إلى أن أعلنت الشركة انسحابها.

توضح الحوادث المتتالية وما أنتجته من تعطيل للشركات والاستثمارات الدولية في المنطقة مدى فداحة التأثيرات الناجمة عن انتشار الجماعات الإرهابية في الدول، ما يؤثر بدوره على حصة العالم من مخزون تلك الدول في وقت تتزايد فيه الأزمات الإنتاجية والغذائية نتيجة الصراعات المستمرة.
من موزمبيق.. تأثير
التعاون الدولي وحماية ثروات موزمبيق

في ظل الأزمات الدولية المتزايدة في مجال الطاقة يبقى الحفاظ على المقدرات الموجودة أمرًا إلزاميًّا للحفاظ على استمراية الأنشطة الإنسانية، ففي 15 ديسمبر 2020 اجتمع بعض القادة الأفارقة مع رئيس موزمبيق فيليب نيوسي في العاصمة مابوتو لبحث التعاون الإقليمي لمواجهة انتشار الهجمات الإرهابية في البلاد.

وفي 11 مارس 2021 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إدراج أبو ياسر حسن زعيم حركة الشباب الموالية لـ«داعش» في موزمبيق على لائحة الإرهاب ضمن قرارات لتقويض انتشار التطرف بوسط أفريقيا.
"