«الهز الحلال».. رقص الإخوان بين الدين والسياسة
الأربعاء 27/يونيو/2018 - 04:40 م
دعاء إمام
في أحد أيام شهر يونيو 2012،
أى قبل 6 سنوات، وقف العشرات غير مبالين بشمس الصيف المحرقة، يتحلقون رجُلين؛ أحدهما يرتدي جلبابًا رماديًّا قصيرًا، وآخر يرتدى سروالًا أبيض وقميصًا بنفس
اللون، كلاهما ممسكان بعصا يرقصان بها.
تعلو الصيحات من حولهما:
«الميزان.. الميزان»، فيزدادا دورانًا وتمايلًا كما الأعلام المصرية المرفوعة أعلى
رؤوسهم، يحمل المتفرجون صورًا لمرشح، كُتب أعلاها «محمد مرسي رئيسًا لمصر 2012»،
وذُيلت برمز الميزان وعبارة «النهضة إرادة شعب».
يتوافد المارة لمشاهدة الراقصين، فيصدح مكبر الصوت: «علشان
حلمي وحلم ولادي.. علم علم ع الميزان»، لم يكن المشهد السابق، الذي وثقته
الكاميرات، سوى نوع من الدعاية لمرشح جماعة الإخوان (أسست 1928)، خلال الانتخابات
الرئاسية لعام 2012؛ إذ نجحت الجماعة في حشد المؤيدين بالرقص والغناء، الذي حمل
عبارات عن تطبيق الشريعة، وأتت الصناديق، كما أراد الإخوان، بمحمد مرسي
(2012_2013) رئيسًا لمصر.
الرقص في أفراح الجماعة
وأحزانها
في مركز مطاي (شمال محافظة المنيا بصعيد مصر)، خرجت المسيرات
احتفاءً بفوز «مرسي»، فإذا بالسيدات يزغردن، ويتمايلن على استحياء، ثم يرددن «لا
إله إلا الله.. الله أكبر»، أما الرجال فكان «الرقص» طريقتهم للاحتفال بوصول
الجماعة إلى سدة الحكم.
اختلفت المناسبات التي لجأ فيها عنصر الجماعة إلى الرقص: إما
فرحًا بحكم الإخوان، أو اعتراضًا على سقوط رئيسهم، عبر ثورة شعبية (30 يونيو 2013)،
ففي أكتوبر من العام ذاته، كانت مكبرات الصوت المحمولة على عربات، تجوب الشوارع
بأغانٍ مناهضة للقوات المسلحة، وما إن تقف تلك العربات، حتى ينزل منها شباب يربطون
رؤسهم بشارة خضراء تحمل عبارة «لا إله إلا الله»، ويؤدون رقصات استعراضية؛ كأنما
يترجمون الأغاني إلى لغة الإشارة.
حسن البنّا
«تحريم ومنع وإباحة»
الرقص هي الجريرة التي حذّر مؤسس الجماعة حسن البنّا
(1906-1949) أعضاء جماعته من اقترافها، بل دعا لمحاربة هذا النوع من الفن؛ إذ قال
في رسالة المؤتمر الخامس (1938)، الموثقة في كتيب بعنوان «رسالة التعاليم»، إنه من
شروط الإصلاح الاجتماعي، أن يعمل الإخوان على إغلاق الصالات والمراقص، وتحريم الرقص
وما إلى ذلك.
لكن المرشد الثالث عمر التلمساني (1904-1986)، كان مولعًا
بالرقص، فأورد في سيرته الذاتية المسومة بـ«ذكريات لا مذكرات»، اعترافات عن تعلمه
الرقص حتى وهو عضو في الجماعة، فقال: «إن فى حياتي بعض ما لا يرضي المتشددين
من الإخوان، أو غيرهم كالرقص الأفرنجي، والموسيقى، وحبى للانطلاق في حياتى بعيدًا عن
قيود التزمت، التي لم يأمر بها دين من الأديان خاصةً إسلامنا.. تعلمت الرقص
الأفرنجي في صالات عماد الدين، وكان تعليم الرقصة الواحدة في مقابل 3 جنيهات،
فتعلمت الدن سيت والفوكس تروث والشارلستون والتانجو، وتعلمت العزف على العود».
وفي عام 2005، توسط الإعلامي المصري وائل الإبراشي، طاولةً كان
طرفيها عضو مكتب الإرشاد وقتذاك محمد مرسي (أصبح رئيسًا فيما بعد)، والشاعر أحمد
عبدالمعطي حجازي؛ لعقد مناظرة؛ بمناسبة اعتراض نواب الإخوان في برلمان 2005 على
إنشاء مدرسة الرقص الحديث.
وبسؤال «مرسي» عن الرقص، أجاب: «الرقص فيه
استخدام للجسد، ونوع من أنواع التأثير على المشاهد باستخدام هذا الجسد.. أنا ضد
مسألة الرقص، الهز، استخدام الحركات، إظهار المفاتن، جذب الأنظار.. والشريعة
الإسلامية ضد الإثارة والرقص مثير».
رقص في الزنزانة
داخل زنزانة سجن العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، أدى عدد من عناصر الجماعة المسجونين، رقصة جماعية، ومن خلفهم آخرون يهتفون ضد وزارة الداخلية والمصريين، ورددوا: «الشعب حمير.. العلمانين شياطين.. الخلافة قادمة».
وتم تداول مقطع الفيدو على مواقع التواصل الاجتماعي، بزعم حدوثه في 2018، إلا أن وزارة الداخلية أكدت أن تاريخ الواقعة يعود لعام 2014.





