لصرف الأنظار عن اشتعال الداخل.. إيران تنقل المعركة بقصف شمال العراق
الأحد 02/أكتوبر/2022 - 02:38 م

محمد شعت
شنت إيران هجمات متلاحقة على مناطق كردية في شمال العراق، بدأتها بالتزامن مع انطلاق التظاهرات في معظم المدن والمحافظات الإيرانية احتجاجًا على مقتل الفتاة الكردية «مهسا أميني» والتي توفيت نتيجة الاعتداء عليها في أحد مراكز الاحتجاز بعد القبض عليها من شرطة الأخلاق بتهمة «الحجاب المسيء».
وبدأت إيران هجومًا مدفعيًّا على قواعد عسكرية بالمناطق الكردية شمال العراق، منذ السبت الماضي، باستخدام نيران المدفعية، من قاعدة حمزة سيد الشهداء، حيث هاجم الحرس الثوري الإيراني قواعد الأكراد على حدود إيران الشمالية الغربية، وفق تقارير إعلامية إيرانية.
نقل المعركة
تأتي الهجمات الإيرانية في محاولة لنقل المعركة وصرف الأنظار عن اشتعال الأوضاع في الداخل، حيث تزعم طهران أن القصف يأتي نتيجة مسؤولية المجموعات الكردية على طول الحدود عن إرسال أسلحة وشن هجمات في الداخل.
وقال مصدر عسكري إيراني، : «لقد جاء الهجوم المدفعي للحرس الثوري ردًا على الاضطرابات وتصرفات العصابات وبهدف معاقبة وضرب هذه المجموعات، وستتواصل هذه الهجمات المدفعية، حسبما نقلت وكالة فارس الإيراني عن ما وصفته بالمصدر العسكري المطلع.
وتجددت الاحتجاجات على مدار خمسة أيام، حيث جددت طهران قصفها على إقليم كردستان، الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 24 آخرين بحسب بيان رسمي.
وكشفت مصادر عراقية، أن إيران جددت القصف بطائرات مسيرة لـ 3 مواقع تابعة لحزب (كوملة) الكردي الإيراني المعارض لطهران في ناحية «عربد» جنوب مدينة السليمانية شمال العراق.
ونقلت وسائل إعلامية كردية عن مدير ناحية سيدكان بإقليم كردستان قوله: إن الحرس الثوري الإيراني مستمر في قصف القرى والمرتفعات التابعة لناحية سيدكان، وأن كثافة القصف تشتد باستمرار وتقترب من استهداف القرى، مشيرًا إلى أن الحرس الثوري الإيراني بدأ منذ يوم السبت يقصف بالمدفعية من قاعدة الحمزة التابعة له مرتفعات سقر، بربزين، كروي سينكان، ميركة سوسن، كورا سايي، وبرجيخة، وقرى بيواس، درهول، بنبريز، وبني، لليوم الرابع على التوالي.
ردود افعال غاضبة
وفي رد فعل، أعلنت الخارجية العراقية في بيان صادر عن المتحدّث باسمها الأربعاء أن بغداد تعتزم استدعاء السفير الإيراني في العراق تعبيرًا عن الاحتجاج على قصف مناطق عدة في إقليم كردستان في شمال البلاد.
وأوضح البيان أنه «سيتم استدعاء السفير الإيراني في بغداد بشكل عاجل لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة جرّاء عمليات القصف المستمرة» التي أدّت إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح وفق حصيلة وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان.
كما توالت ردود الأفعال الدولية، حيث أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن إدانتها للضربات الإيرانية في كردستان العراق، ووصفتها بأنها "وقحة"، وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن، في وقت سابق الأربعاء، أنه أطلق صواريخ وطائرات مسيّرة على أهداف للمسلحين في المنطقة الكردية بشمال العراق، وأكد مسؤول أن 9 أشخاص قتلوا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: «علاوة على ذلك، نستنكر كذلك التعليقات الصادرة عن الحكومة الإيرانية التي تهدد بشن هجمات أخرى على العراق».
في السياق ذاته، أدانت المملكة المتحدة، الهجمات المستمرة التي تشنها إيران على إقليم كردستان العراق، وأشارت إلى أن تلك الهجمات تعد انتهاكًا غير مبرر للسيادة العراقية، وقال سفير بريطانيا لدى أربيل، في تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء الأربعاء: «نأسف لفقدان أرواح المدنيين الأبرياء، تواصل المملكة المتحدة دعم سيادة وأمن العراق، بما في ذلك إقليم كردستان».