لإنقاذ شعبيته.. أردوغان يتضامن مع روسيا ضد أوروبا
الإثنين 19/سبتمبر/2022 - 04:26 م
محمود البتاكوشي
لجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا للمساعدة في زيادة الاحتياطيات النقدية، وإعادة تحسين صورته أمام شعبه، بعد أن تراجعت شعبيته وفقد حزب العدالة والتنمية الحاكم دعمًا كبيرًا وفقًا لاستطلاعات الرأي، بسبب ارتفاع التضخم والبطالة خاصة بين الشباب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، ويسعى الرئيس التركي إلى تقديم تخفيضات كبيرة في أسعار الطاقة، بفضل المساعدات الروسية وعدم قطع إمدادات الغاز عن تركيا كما فعل بوتين لأوروبا، عبر تقديم تنازلات لموسكو ومساعدتها على التغلب على العقوبات الغربية.
تصريحات الرئيس التركي للصحفيين في طريق عودته من جولة في البلقان مؤخرا، تؤكد تضامنه من نظيره الروسي في مواجهة الدول الأوروبية، إذ أعلن عن مفاوضات جارية مع روسيا بشأن خصم على سعر الغاز الطبيعي، قائلًا: «لم تفرض روسيا أي عقوبات علينا، لقد تحدثت مع بوتين حول سعر شحنات الغاز، لأن هدفنا هو توفير أكبر قدر ممكن من الكهرباء والغاز الطبيعي لمواطنينا بشروط أكثر ملاءمة»، فضلًا عن تصريحاته العلنية خلال زيارته إلى البوسنة وصربيا وكرواتيا ودعم فيها بوتين بشأن قطع الغاز عن أوروبا، وعارض العقوبات واتهم الغرب باستفزاز روسيا، قائلًا: «إن تركيا ليس لديها مشكلة في إمداداتها من الغاز الطبيعي، لذا فهي لن تلجأ إلى نوع الإجراءات التي تتبعها الدول الأوروبية، وأن أوروبا حصدت ما زرعته»، وأكد أنه لا يعتقد أن الحرب الأوكرانية ستنتهي قريبًا، وأن أولئك الذين قللوا من شأن روسيا قد ارتكبوا خطأ، مشيرًا إلى أنه لا يجوز الاستهانة بموسكو، وكل ذلك ليضمن الدعم الروسي حتى ينقذ شعبيته ويتمكن من الفوز بانتخابات الرئاسة التي باتت وشيكة.
كما أعلن أردوغان أن حكومته لن تنضم إلى العقوبات المفروضة على روسيا وفتح الأنظمة المالية والمصرفية التركية أمام الأوليغارشية الروسية الذين أرادوا الهروب من العقوبات الغربية وتجنب تجميد الأصول ومصادرتها.
الرئيس التركي لا ينتظر من روسيا فقط الدعم المالي ولكن يريد دعمًا سياسيًّا خلال الانتخابات الرئاسية، عبر شبكات التأثير على الرأي العام التي تبرع فيها الشركات الروسية.
حيث أنشأت موسكو شبكة ضخمة من قادة الجيش السابقين والخبراء الأتراك، بمن فيهم الجنرالات السابقون، لدعم أردوغان وحكومته في برامج المناظرات التركية، وأكبر دليل على ذلك أن «سبوتنيك» التي تعد لسان النظام الروسي، لديه طبعة تركية، وكانت تغطيته مؤيدة جدًا لأردوغان في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن أوروبا منعت وسائل الإعلام الروسية مثل RT و Sputnik على أساس أنها انخرطت في أعمال دعائية مستمرة ومنسقة تستهدف الاتحاد الأوروبي وأعضاء المجتمع المدني المجاورة، وتشويه الحقائق والتلاعب بشكل خطير، فقد سمحت حكومة أردوغان لهم لمواصلة البث في تركيا.
أكد أنور ألتايلي، ضابط المخابرات التركي السابق، أن الآراء السلبية للأتراك تجاه الولايات المتحدة والغرب وحلف شمال الأطلسي خلال الحرب الروسية الأوكرانية يرجع الفضل فيها إلى الأنشطة الاستخباراتية التي قامت بها المخابرات الروسية، والتي أنفقت مبلغًا كبيرًا من المال لبناء تركيا موالية لروسيا ومعادية للغرب.
وأشار ألتايلي إلى أن العديد من الصحفيين يتقاضون رواتبهم بهذه الأموال مقابل دعايتهم لصالح روسيا مهما كان الأمر، لذا ليس غريبًا أن يظهر استطلاع رأي أجرته شركة ميتروبول ومقرها أنقرة في يونيو 2022، إن 48% من الأتراك يحملون الولايات المتحدة والناتو مسؤولية الحرب الروسية الأوكرانية، بينما يعتقد 34% فقط أن روسيا مسؤولة عن ذلك.
وحيال ذلك يشعر المعارضون في تركيا بالقلق من أن روسيا، التي حاولت سابقًا التدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ستتدخل في الانتخابات في تركيا لصالح أردوغان، من الواضح أن بوتين لا يريد أن يخسر أردوغان الانتخابات وأن تحل محله معارضة يمكنها إقامة علاقات أفضل مع الغرب.





