«الإرهاب المجتمعي».. أسلوب حوثي لتضييق الخناق على اليمنيين
الإثنين 19/سبتمبر/2022 - 08:26 م
نورا بنداري
تسير ميليشيا الحوثي الانقلابية على خُطى النظام الإيراني الداعم لهما في كل اتجاه، ففي الوقت الذي يمنع فيه نظام الملالي النساء من حضور مبارات كرة القدم وعدم دخول الكافيهات بدون ارتداء زي الحجاب الرسمي، فإن الحوثي أصدر الأحد 11 سبتمبر 2022 قرارات جديدة تنص على إغلاق جميع النوادي الرياضية والكافيهات وصالونات التجميل ومركز العناية الصحية الخاصة بالنساء، في جميع المناطق بالعاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة هذه الميليشا، الأمر الذي وصفه المراقبون بأنه نوع من «الإرهاب المجتمعي» الذي يمارسه الحوثي منذ انقلابه في 2014 لتضييق الخناق على اليمنيين.
مزاعم حوثية
وجاء في بيان للميليشيا الحوثية أن سبب الإغلاق يرجع إلى الفساد المالي والانحلال الأخلاقي الذي تسببه هذه الأماكن، والتي تؤثر بشكل سلبي على أفكار المجتمع، مشددًا على الاستمرار في الدفع بعناصره للقيام بدور مشابه لـ"دوريات الإرشاد" الإيرانية التي تجوب الشوارع لرصد المخالفين واعتقالهم في حال عدم التزامهم بالتعليمات، تحت مسمى "الدورية الأمنية" التابعة للحوثيين.
وبالفعل كشف عدد من اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي أن مسلحي الحوثي بدأوا في تنفيذ "حملات قمعية" لرصد المخالفين سواء من المواطنين أو أصحاب المحال التجارية السابق ذكرها، لقرارات الحوثي الجديدة، والتأكيد على أن المخالف لهذه القوانين سيتم اعتقاله، وممارسة أبشع أساليب التعذيب بحقه حتى يكون عبرة لغيره.
وتأتي المضايقات الحوثية في ظل الحملات التي تشنها هذه الجماعة المتمردة باستمرار لتضيق الخناق على الشعب اليمني، إذ تخضع المطاعم أيضًا لمضايقات من قبل الدوريات الأمنية لمسلحي الحوثي الذي يمرون بشكل مستمر على هذه المطاعم لتحصيل إتاوات وغرامات منهم، هذا فضلًا عن الدوريات المنتشرة على الطرق لتحصيل جبايات من السائقين بحجة دعم ما يسمونه بـ"المجهود الحربي" لمقاتلي الجماعة، إضافة لرفع الرسوم الدراسية بالمدراس والجامعات لإعاقة المواطنين من تعليم أبنائهم وجعل التعليم مقتصرًا فقط على أبناء العناصر المنتمية للسلالة الحوثية، هذا في الوقت الذي يقوم فيه الحوثي بعدم إعطاء المدرسين لرواتبهم منذ أشهر عدة.
غضب شعبي
وأثارت القرارات الحوثية الجديدة غضبًا شعبيًّا واسعًا في الأوساط اليمنية، إذ أكد المواطنون أنهم سئموا من تصرفات هذه الجماعة الانقلابية التي لا تريد سوى نهب ومقدرات الشعب اليمني لصالح تعزيز وتقوية نفوذها، وشددوا أن تلك الإجراءات تؤكد أن هذه الجماعة تريد العودة باليمن إلى الوراء، وإلى عصور الظلام والعبودية، حيث لا يوجد رأي سوى للسلطة الحاكمة، ولا يمكن للمواطن التحرك بدون موافقة من هو أعلى منه.
وفي إطار ما تقدم، فإنه من المتوقع أن تواصل تلك الجماعة المدعومة من إيران أعمالها الترهيبية والقمعية تلك، وعليه ستكون الخطوة القادمة هي إغلاق أبواب المنازل أمام المواطنين ومنعهم من الخروج حتى لا يبق أمامهم سوى ثلاثة خيارات، أولهما القبول بالأمر الواقع القائم على عدم إبداء آرائهم أو التفاعل مع أية قرارات تصدرها، خاصة تلك الجماعة بتضيق الحريات العامة، والخيار الثاني هو اختيار الانضمام إلى هذه الجماعة، والقتال بجانب عناصرها في جبهات القتال التي تخوضها تلك الميليشيا بشكل مستمر، أما الخيار الثالث هو مغادرة اليمنيين لبلادهم التي سيطرت عليها إيران وميليشاتها.
أسلوب داعشي
وحول هذا النهج أوضح الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني أن الحوثي يتخذ أسلوب داعش في مناطقه، ولذلك يعتبر أن النوادي الرياضية والكافيهات وصالونات التجميل عمل غربي، ويعمل على محاربته، وهذا أسلوب تنظيم داعش والقاعدة.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الحوثي سيسعى إلى أكثر من ذلك من خلال فرض الكثير من العادات والتقاليد الداعشية على الشعب اليمني، بل سيزيد من ذلك من خلال منع التعليم، وسيبدأ بتخصيصه، بهدف أن يجد المواطن صعوبة كبيرة في دفع تكاليف تعليم أبنائه، وهذا قبل أن يبدأ بنشر الفقر والجهل والتخلف وسط المجتمع اليمني، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرته.





