جدل التوريث يزداد بعد تدهور صحة المرشد الإيراني

ويحتد الجدل بسبب وجود شبهات لتولية مجتبى نجل علي خامنئي لهذا المنصب، وهو ما يثير حزازات؛ لأنه يُعد عودة إلى ممارسات العهد الملكي الذي قامت عليه الثورة الإيرانية عام 1979، مما يُعَدّ ردة صريحة عن مبادئ رفعها الملالي كمبرر لإسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، وإعلان انتهاء الفترة الملكية من تاريخ البلاد.

وكان مير حسين موسوي، رئيس وزراء إيران الأسبق، حذر مؤخرًا من الخلافة الوراثية لمنصب المرشد الأعلى للثورة.

وتساءل رئيس وزراء إيران الأسبق الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ 12 عامًا، عن عودة السلالات التي عمرها 2500 عام في انتقاد لاحتمال وراثة مجتبى الحكم من أبيه.

ويختص مجلس خبراء القيادة باختيار المرشح لمنصب المرشد الأعلى للثورة وهو مجلس يختار المرشد أعضاءه، ويعمد إلى اختيار من يثق بولائهم فيه.

وقد انتقل مؤيدو مجتبى خامنئي من التلميح والتلميع إلى التصريح، حيث أشاد مهدي تاج زاده، ممثل المرشد الأعلى في مدينة بهارستان في محافظة أصفهان وسط البلاد، بمجتبى، ووصفه بـكلمة "الحسن المجتبى" تشبيهًا له بأئمة آل البيت، وأيد صراحةً مسألة خلافته لوالده ليصبح المرشد القادم لإيران.

وأضاف خلال إلقائه خطبة الجمعة أنه إذا تم اختيار نجل خامنئي من قبل مجلس خبراء القيادة ليكون الزعيم القادم، فهذا لن يعني أن النظام تحول إلى وراثي أبدًا، مبررًا ذلك بأنه بعد وفاة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلفه نجله الحسن، معتبرًا أن مجتبى يستحق أن يوصف بـ"آية الله" و"الشخصية المتفقهة التقية، الزاهدة" في إشارة إلى الصفات المنصوص عليها في الدستور الإيراني كصفات للشخص الصالح لتولي منصب المرشد الأعلى للثورة.

ورغم أن هذا الاختيار سوف يؤدي إلى تهديد الأسس التي قام عليها النظام الإيراني فإن مجتبى يبقى المرشح المحتمل لتولي منصب المرشد الأعلى رغم تقدم الكثير من المراجع الدينية الشيعية عليه في المرتبة العلمية، وأيضًا رغم عدم اعتبار النسب العائلي نظريًّا من مؤهلات المرشد.