ad a b
ad ad ad

بعد تقارب أردوغان والأسد.. الخسائر والمكاسب في الأزمة السورية

الإثنين 12/سبتمبر/2022 - 04:53 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
المصالحة مع دمشق سياسة ورغبة لتركيا تتكشف ملامحها شيئًا فشيئًا، ثمة أطراف تخشى وقوعها، وأخرى ترى فيها حلًّا مثاليًّا لمعالجة الأزمة السورية.

ومع اتساع مساحة المصالح بين موسكو وأنقرة لتشمل دمشق برعاية من القيصر الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، بات النزاع التركي مع دمشق مجرد تفصيل صغير.

مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، اعتبر فرصة وجود «مصالحة» بين النظام والمعارضة ضرورية لمنع انقسام سوريا، مذكرًا بمرور 11 عامًا على اندلاع النزاع السوري: «لقد مات كثيرون وغادر عديدون بلدهم.. يجب أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى بلدهم، بمن فيهم الموجودون في تركيا».

الوزير التركي أشار إلى ضرورة تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، مضيفًا بأنه لن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك، بحسب ما نقلته وسائل إعلام تركية وعربية.

مظاهرات معارضة

المعارضون الذين وضعوا كل بيضهم في سلة أنقرة، شنّوا احتجاجات شملت معظم أرجاء الشمال السوري، رفضًا لتصريح الوزير التركي، وخوفًا من «تقارب تركي وشيك مع النظام السوري».

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج مظاهرات في أكثر من ثلاثين منطقة في شمال وشمال غرب سوريا، من المعارضين الذين سبق وخاضوا حربًا مع تركيا لتعزيز نفوذها في سوريا، وقاتلوا أبناء وطنهم الأكراد دفاعًا عن أنقرة.

ومع تواصل المظاهرات التي تخللها حرق العلم التركي في مدينة إعزاز وتجمع متظاهرين غاضبين أمام قاعدة عسكرية تركية ببلدة «المسطومة» التابعة لمدينة إدلب، نشرت وزارة الخارجية التركية بيانًا توضح فيه موقفها.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش، أن بلاده ستواصل دعم الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا، بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري.

وأضاف بأن المسار السياسي لا يشهد تقدمًا حاليًّا بسبب مماطلة النظام السوري، مشيرًا إلى أن هذا ما قصده وزير الخارجية في تصريحاته الأخيرة.

سياسة جديدة

الدكتور سمير صالحة، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول، قال إن هذا النقاش مرتبط مباشرة بسياسة تركيا الجديدة في التعامل مع الملفات الإقليمية ومن بينها الملف السوري، وداخل تركيا يتم مناقشة هذا الموقف منذ أكثر من عامين.

وأضاف في تصريحات متلفزة، أن هذا التحول مرتبط بنتائج انتخابات المحليات في تركيا، وخسارة حزب العدالة والتنمية للمدن الكبرى، وفوز أحزاب المعارضة، وطريقة تعامل حزب العدالة مع الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق باللاجئين كان السبب الأبرز في خسارتهم.

وأشار إلى أن التموضع التركي الجديد لا يعني التخلي عن الحلفاء في سوريا، ولكن تركيا تعمل على حسم مسألة تواجد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشمال السوري؛ نظرًا لما تعتبره أنقرة بأنه يشكل تهديدًا عليها.
"