مجتبى خامنئي..جدل حول التوريث في إيران

عاد الجدل في إيران مؤخرًا ليتجدد حول إمكانية توريث السلطة إلى مجتبى نجل المرشد الأعلى للثورة، علي خامنئي، الذي يعيش في العقد التاسع من عمره، ويعد هو الحاكم الفعلي في الدولة فمن صلاحيات المرشد إمضاء حكم تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه وإقالته، كما أن الرؤساء يتغيرون وهو لا يتغير ولا تنتهي مدة رئاسته على الإطلاق.

وتجدد الجدل حول مسألة خلافة المرشد لأنه لا توجد قواعد واضحة تحكم الأمر فالخلافة لم تحدث إلا مرة واحدة عام 1989، وحينها تم اتخاذ إجراءات استثنائية لتعيين علي خامنئي، واليوم يبدو أن إجراءات استثنائية أخرى في طريقها للتنفيذ لتعيين نجله مجتبى الذي يبدو أنه يتم تجهيزه لهذا المنصب وتلميعه عبر إطلاق لقب «آية الله» عليه من جانب وكالة أنباء «راسا» التي تعني بشؤون الحوزة الدينية في إيران.

وقد أبرزت وكالة «راسا» للأنباء أن مجتبى سجل للدراسة في «بحث الخارج»، وهي أرفع دراسة دينية في الحوزة الشيعية، وقد بدأت هذه الدراسة في عام 2008، لكنها المرة الأولى التي ينشر أبرازها في وكالات الأنباء.

وانشغل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخبر الذي أكد المخاوف التي حذر منها  مير حسين موسوي، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيراني الأسبق، الذي أطلق تحذيرات مؤخرًا من توريث مجتبى منصب المرشد في إيران، في ظل صمت التيارات المقربة من المرشد.

وكان مير حسين موسوي، قال مؤخرًا: «هل عادت السلالات التي حکمت منذ 2500 عام، ليحكم الابن بعد والده؟»، وتضامن مهدي كروبي، مع موسوي، وكلاهما كان مرشحًا في انتخابات رئاسية سابقة تم تزويرها، معتبرًا أن مخاوف حسين موسوي هي أساس مشكلات البلاد، مطالبًا بالرد على استفساراته.

ويعد استخدام ألقاب الشيعة المفخمة مثل آية الله وغيرها حديثًا نسبيًّا، انتشرت في بدايات القرن العشرين، وكانت تستخدم نادرًا قبل ذلك، وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 ووصول علماء الدين الشيعة إلى السلطة، انتشرت هذه الألقاب على نطاق أكبر، ويتم توزيع الألقاب والتسميات بشكل يفتقر إلى القواعد ويخضع للشهرة والنفوذ.

ويطلق لقب «ثقة الإسلام» على من يدرس ست سنوات في الحوزة، ويطلق لقب «حجة الإسلام» على من يدرس عشر سنوات ويستطيع التدريس في الحوزة وهي شهادة تشبه الدكتوراه، والمرحلة الأخيرة تسمى دراسة الخارج، يتابع فيها الطالب مع مشرفه من دون تحديد منهج محدد.