ضغط متبادل للتنازل.. توترات بين طهران وواشنطن شرق سوريا
الإثنين 29/أغسطس/2022 - 11:35 م
إسلام محمد
شهدت منطقة صحراء الشرق السوري توترات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في وقت يتفاوض فيه الطرفان بشكل غير مباشر أيضًا في فيينا على إبرام اتفاق بينهما يعيد العمل مرة أخرى بالاتفاق النووي، ومن المعروف أنه حين تكاد المفاوضات من مراحلها الأخيرة فإن كل طرف يحاول التصعيد ضد الطرف الآخر من أجل أخذ تنازلات زائدة منه.
وقد قصفت القوات الأمريكية الموجودة في شرق سوريا مستودعات سلاح ومعسكرات خاصة بالميليشيات الإرهابية الموالية لإيران، بعد تعرض قاعدة عسكرية تابعة للقوات الأمريكية في منطقة التنف للقصف.
وردت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًّا على استهداف قواعدها بضرب القواعد الإيرانية لأن أسلوب استهداف القواعد الأمريكية يحمل بصمات الميليشيات الشيعية، حيث تم استخدام الطائرات المسيرة التي تغذي بها طهران حلفاءها الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط.
ولم تسكت الميليشيات بعد تعرضها للضربات الجوية الأمريكية بل ردت لاحقًا بضرب قاعدتين عسكريتين تابعتين للقوات الأمريكية في حقلي العمر وكونيكو النفطيين في منطقة ريف دير الزور في صحراء شرق سوريا أيضًا وتمت الهجمات باستخدام بقذائف صاروخية.
ونقلت وكالة سانا الرسمية السورية عن مصادر محلية أن عدة قذائف سقطت داخل القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من القاعدتين، وأن القوات الأمريكية أغلقت المنطقة ولم يعرف هل أدى هذا الهجوم إلى وقوع إصابات أم لا، كما تمت ملاحظة تحليق مكثف للطيران الأمريكي في سماء المنطقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أفاد بمقتل ستة مقاتلين تابعين للميليشيات الإيرانية خلال الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقعهم في محافظة دير الزور الحدودية، وأدت إلى تدمير مستودعات أسلحة ومعسكرات تدريب، ورفعت القوات الأمريكية في التنف، بعد هجوم درجة تأهبها، ونفذت تدريبات بالذخيرة الحية في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية التيي تتواجد فيها في سوريا، وردت الميليشيات الموالية لطهران على الهجوم فضربت القاعدتين الأمريكيتين فردت الولايات المتحدة مرة أخرى بضرب أهداف إيرانية، حيث أفاد المرصد السوري بسماع دوي انفجارات في الميادين شرقي مدينة دير الزور بالتزامن مع تحليق طائرات حربية وسماع أصوات مضادات أرضية تحاول التصدي للطيران التي يبدو أنه تابع للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا تبدو هذه التوترات غريبة لا على هذه المنطقة ولا على فترة التفاوض بين طهران وواشنطن التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى التوترات الميدانية لدعم المفاوضين على طاولة المباحثات في فيينا.





