ad a b
ad ad ad

«ولاية غرب أفريقيا» و«بوكو حرام».. عودة للصراع من أجل البقاء

الإثنين 29/أغسطس/2022 - 12:33 ص
المرجع
دعاء إمام
طباعة


خلال اجتماع بين أحد قادة ما تسمى نفسها ولاية غرب أفريقيا الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، بدأت التعليمات تتوالى لعناصر داعش من قبل أمينو دني، الذي يُعد ضمن أهم ركائز التنظيم، والمسؤول عن الهجمات الدامية التي استهدفت عدة دول في الساحل والصحراء، وبينما تلك التوجيهات لم تنته، فإذا بقصف جوي نفذه الجيش النيجيري في ولاية بوسط البلاد، بطائرتين تابعتين لسلاح الجو يودي بحياة القائد المصنف ضمن الأكثر خطورة والذي دبّر لهجمات التنظيم في الكاميرون والنيجر وتشاد.

 

كان هذا الاجتماع في منطقة كوريب، في ولاية النيجر النيجيرية، والتي تعتبرملاذًا معروفًا للإرهابيين بعد أن طردوا أهلها عام 2021، وفرضوا سيطرتهم عليها، وخططوا من داخلها لشن هجمات في نيجيريا وتشاد، تستهدف قوات الجيوش والسكان.


 جهود مضاعفة


ويُنظر إلى فرع التنظيم في غرب أفريقيا على أنه الجماعة الإرهابية الأقوى منذ ظهورها عام2015 عقب مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي بعد أشهر من ظهوره في سوريا والعراق، وهي متفرعة عن تنظيم بوكوحرام الإرهابي الذي يحارب الدولة النيجيرية منذ سنوات؛ لذا تضاعف القوات النيجيرية جهودها لملاحقة عناصر التنظيم، حيث جاء مقتل أمينو بعد ساعات قليلة من مقتل العديد من الإرهابيين العاملين حول محور دامبا- غالبي في ولاية كادونا في عملية جوية وبرية مشتركة منسقة.


ماذا بعد؟

 

رغم النجاحات التي تحققها القوات النيحيرية بعد تمكنها من تصفية زعيم ولاية غرب أفريقيا في أكتوبر الماضي، «أبومصعب البرناوي»، واستهداف القادة البارزين في التنظيم، تظل هناك مواقف من هجمات انتقامية محتملة ضد السكان أو عناصر الأمن والمعسكرات التي يسهل تنفيذ عمليات إرهابية فيها.

 

ويتوقع مراقبون أن يكون لمقتل أمينو دني تأثير مرحلي على نشاط وعمليات داعش،  خاصة أن هذه الجماعات دائمًا لديها خطة طوارئ للتعامل مع سقوط قياداتها في أي وقت، ومن المحتمل أن يدخل تنظيم داعش في غرب أفريقيا، مرحلة خمول قصيرة، ثم سرعان ما يستأنف نشاطه في أقرب وقت ممكن، منبهًا إلى أن الخطر الحقيقي الذي قد يواجهه هو وجود خلافات داخلية أثناء تعيين قيادي خلفًا للقيادي المقتول.

 

وبحسب آنا أجيليرا، الباحثة في المرصد الدولي لدراسات الإرهاب، فإن تأسيس ولاية غرب أفريقيا، الفرع الإقليمي التابع لتنظيم داعش، والانشقاق عن بوكو حرام، كان عقبة خطيرة أمام أهداف واستراتيجيات الأخيرة؛ مما يعني أن أي ضعف أو نهيار محتمل لولاية أفريقيا سيسهم في تقوية شوكة بوكو حرام ، إذ يعيش كلاهما في تنافس شرس، قائم على الاختلافات الشخصية أكثر من الاختلافات الأيديولوجية، أو تضارب المصالح الجماعية.

 

ومع شن ولاية غرب أفريقيا حملتها الهجومية، أصبحت «بوكو حرام» تكافح من أجل البقاء وتأمين قوت يومها، خاصة بعد أن عرقلت منافستها الجهادية، ولاية غرب أفريقيا، تكتيكاتها التقليدية المتمثلة في الاختطاف للحصول على فدية وما إلى ذلك.


ومنذ عام 2020، نجحت قوات مكافحة الإرهاب النيجيرية في طرد «بوكو حرام» من معاقلها السابقة، ودفعتها إلى التعاون مع أنواعٍ أخرى من الشبكات الإجرامية في المنطقة للبقاء على قيد الحياة.

 

"