ad a b
ad ad ad

بعد الدعم والترحيب.. عوامل فشل إيران في أفغانستان بعد سيطرة طالبان

السبت 27/أغسطس/2022 - 10:14 م
طالبان
طالبان
نورا بنداري
طباعة

 تغيرت سياسة عدد من الدول ومن بينها الجمهورية الإيرانية في التعامل مع الملف الأفغاني عقب تولي حركة طالبان الأفغانية لمقاليد السلطة في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية في 15 أغسطس 2021، ورغم أن بعض الدول تتخذ موقفًا من هذه الحركة وكيفية إدارته للبلاد وقيامها بتضييق الخناق على المواطنين الأفغان، إلا أن طهران لم تبد أي معارضة تجاه طالبان بل على العكس كانت أول المرحبين باستيلاء الحركة الأفغانية على السلطة ويرجع هذا للعلاقات الوطيدة بين الطرفين، ورغم ذلك تراجع نفوذ إيران خلال العام الأول من حكم طالبان بشكل كبير.


عوامل الفشل الإيراني


وتجدر الإشارة الى أن جهات أمنية بالحرس الثوري الإيراني هي المسؤولة عن إدارة الملف الأفغاني وليس وزارة الخارجية الإيرانية، وهذا هو السبب الرئيس وراء فشل سياسة طهران خلال العام الأول من حكم طالبان، بجانب جملة من العوامل، أولها، هو العامل الاقتصادي، حيث كشفت الإحصاءات عن انخفاض السلع الإيرانية داخل أسواق أفغانستان التي كانت في السابق ضمن الدول الخمس المستوردة من طهران، وقد يكون السبب جراء ذلك أن تخوف طالبان من فرض عقوبات أمريكية عليها في حال كثفت من التعاون الاقتصادي مع إيران التي تعاني بشكل كبير من العقوبات الأمريكية.  


أما العامل الثاني فيتمثل في فشل الحرس الثوري في حماية المناطق الحدودية بين طهران وكابول، والدليل على هذا أنه خلال العام الأول من حكم طالبان تزايدت الاشتباكات والمواجهات الحدودية بين الحركة الأفغانية وحرس الحدود الإيراني بشكل يومي تقريبًا، وفي ديسمبر 2021 كشفت مصادر مطلعة أن طالبان أرسلت أثناء وقوع اشتباك مع الحرس الإيراني «مدرعات أمريكية» إلى نيمروز الأفغانية لمواجهة حرس الحدود، وهو ما ساهم في تزايد حدة الاشتباكات بين الطرفين، وهو ما أدي إلى توتر العلاقة بين الحركة ونظام الملالي.

 

ومن ضمن العوامل التي تؤكد أن سياسة طهران في أفغانستان تراجعت بشكل كبير خلال العام 2021 هو تراجع نسبة «أمن الشيعية والفرس» في أفغانستان منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم، وهذا على عكس السنوات الماضية حيث كانت تملك إيران نفوذًا شيعيًّا قويًا داخل الأراضي الأفغانية.


محددات أفغانية


وحول أسباب الفشل الإيراني، قال «مصطفي النعيمي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن السبب الرئيسي لفشل إيران يعتمد على أن البيئة الأفغانية ترفض المشاريع المتعلقة بإيران خاصة بعد أن نجحت أفغانستان في إثبات قدرتها للعالم على مقاومة روسيا والولايات المتحدة، فرغم القوة العسكرية الكبيرة لكلا البلدين لكنهما وقفا عاجزين عن تحقيق أي نصر عسكري على الحركة الأفغانية، وانطلاقًا من تلك الرؤية لن تستطيع إيران الوصول إلى تحقيق أي ثغرة تتمكن من خلالها الولوج إلى الداخل الأفغاني نظرًا للحالة المجتمعية الرافضة لأي توجه صوب إيران.

 

ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الأوضاع الاقتصادية المتردية داخل إيران أدت إلى طرد الكثير من الأفغان المقيمين ضمن أراضيها إبان الوجود العسكري الأمريكي مما ساهم في خلق هوة كبيرة تمنع من حدوث أي تقارب مرحلي أو حتى مستقبلي، إضافة إلى عامل التخوف من ارتدادات أي تعاون على الحالة الداخلية الهشة في أفغانستان، وهو ما منع حدوث أي تقارب بين الطرفين.


تخوف أفغاني


وأضاف أنه بالرغم من ذلك فإن نظام الملالي ما زال يحرص على إنشاء علاقة وطيدة مع المكون الشيعي في أفغانستان لاستخدامه كموطئ قدم مستقبلي تعبر من خلاله إيران إلى الداخل الأفغاني والتمكن من مهاجمة دول الجوار الأفغاني مستقبلًا، وهو ما يقلق الجانب الأفغاني بالدرجة الأولى، إضافة إلى أنه يقلق أيضًا الولايات المتحدة وباقي الدول التي تعاني من التغول الإيراني لا سيما دول الشرق الأوسط.

"