الحكومة الصومالية تعلن الحرب على «الشباب الإرهابية».. الأهداف ودلالات التوقيت
يعيش الصومال حالة اضطراب تسيطر على المشهد السياسي، بسبب عدم اتضاح النهج الحكومي في التعامل مع حركة «الشباب» المصنفة إرهابية، إذ تنتقل الحكومة الصومالية بين استراتيجيتين في التعامل مع الحركة، الأولى تتمثل في المواجهة العسكرية، بينما تتمثل الثانية في إجراء حوار مع الحركة لإنهاء سنوات من الصراع في البلاد.
وعقب إخفاق الحكومات المتعاقبة في تحييد حركة الشباب والقضاء عليها، أبدى الرئيس الصومالي «حسن شيخ محمود» خلال مقابلة له مع صحيفة الإيكونوميست في 5 يونيو 2022، رغبته في بدء الحوار مع الحركة، لكن بعد تحرير المناطق التي تسيطر عليها في وسط وجنوب البلاد، قبل أن تعلن الحركة، في 16 من الشهر نفسه، على لسان عبدالرحمن أحمد، نائب زعيم الحركة والشهير باسم مهد كرتاي، رفضها للتفاوض مع الحكومة الصومالية وسعيها للإطاحة بالنظام الحاكم.
ويأتي قرار العودة بالمواجهة العسكرية ضد الحركة، تمهيدًا للعديد من التغييرات الجذرية في الصومال الذي يعاني على مدار أكثر من 15 عامًا من تهديدات حركة الشباب التي تلعب دورًا كبيرًا في زعزعة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، خاصة أن هناك إدراكًا بأن البديل للحوار مع حركة الشباب هو استمرار القتال في مناطق المواجهة بين القوات الصومالية وعناصر الحركة التي يتراوح عدد عناصرها بين 4000 و7000 عنصر في المجتمع الصومالي والحياة العامة، وهو ما يعني استعادة الصومال السيطرة على المناطق الخاضعة لنفوذ الحركة.
ومع حفاظ الحركة
على نفوذها في المناطق الريفية في جنوب ووسط البلاد، وتنفيذها هجمات إرهابية على المدن
والبلدات التي تخضع لسيطرة الحكومة المركزية، وصفت واشنطن حركة الشباب بأنها الأشد
فتكًا بين التنظيمات الإرهابية في العالم وأفريقيا خلال العامين الماضيين، وفي الوقت
ذاته تمكنت الحركة من تأمين موطئ قدم لها في مناطق سيطرتها لكونها تقدم بعض الخدمات
الأساسية للمجتمعات المحلية تفوق ما تقدمه الحكومة المركزية.
ومع صعود حسن شيخ محمود لسدة الحكم في الصومال، تتنامى فرصة إعادة التفكير في نهج الحرب على حركة الشباب؛ مما قد يؤدي إلى نتائج مختلفة عن السنوات السابقة، حيث صرح مستشار الأمن القومي الصومالي بأن حركة الشباب يمكن هزيمتها في ظل الظروف المناسبة، وهو ما قد يدفع الفريق الجديد للرئيس شيخ محمود إلى تنشيط المواجهة العسكرية مع الحركة لزيادة الضغط عليها وتطويق نشاطها في معظم أنحاء البلاد، وإن كان هذا الطرح يواجه بعض التحديات التي قد تعرقل نجاحه على رأسها بطء عملية تطوير القطاع الأمني في الصومال، وهو ما يعزز موقف حركة الشباب في الساحة الصومالية.
تدخلات أمريكية
وفي إطار المساعدة
العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للصومال، أعلن الجيش الأمريكي مقتل 13 عنصرًا
من «حركة الشباب» الإرهابية كانوا يهاجمون جنودًا من الجيش الصومالي، بغارة
جوية شنها على منطقة نائية في الصومال.
وقالت القيادة العسكرية
الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في بيان، إن الضربة نفذت بالقرب من تيدان، على مسافة
300 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو، فيما كانت حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة تشن
هجومًا على جنود صوماليين.
وأفاد البيان أنه «قتلت الغارة 13 إرهابيًّا من حركة الشباب فيما لم يقتل أو يصاب فيها مدنيون».
وهذه الضربة هي الثانية خلال أسبوع في هذه المنطقة القريبة من الحدود الإثيوبية.
وكان الجيش الأمريكي أعلن الأسبوع الماضي أنه قتل أربعة عناصر من الحركة في المنطقة نفسها قرب بلدوين، مشيرًا إلى أنه تدخل لدعم الجيش الصومالي الذي يتعرض لهجمات من الحركة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أمر في مايو الماضي بإعادة وجود عسكري أمريكي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية على محاربة حركة الشباب، في عودة عن قرار سلفه دونالد ترامب بسحب غالبية القوات الأمريكية.





