يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

داعش يروج لأنشطته في أفريقيا مستخدمًا دورياته الإعلامية

الخميس 11/أغسطس/2022 - 01:13 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعد صحيفة "النبأ" الصادرة أسبوعيًّا عن تنظيم "داعش" الإرهابي بمثابة بوصلة لقراءة توجهاته ورسائله الزمنية، إذ يستدل بها المتابعون لمعرفة الأفكار النشطة لدى التنظيم ووجهات نظره في الأحداث العالمية العابرة.

وأصدر "داعش" العدد الأخير من "النبأ" والذي يحمل رقم 350، متضمنًا عدة رسائل خاصة أبرزها التركيز على نجاحاته المزعومة في القارة الأفريقية، وكذلك قدرته على توجيه الضربات العنيفة للقوات العسكرية لدول المنطقة، إلى جانب مواعظ فقهية حول فوائد القتال بين صفوف التنظيم في الدنيا والآخرة.

داعش يتمدد في القارة السمراء

ركز تنظيم "داعش" دعايته الإعلامية خلال إصداره الأخير على الانتشار في أفريقيا، إذ نشر صورًا متوحشة عن توغله في غرب القارة تحديدًا عبر فرعه في نيجيريا والمعروف بـ«بوكو حرام»، مشيرًا إلى قدرته على النيل من القوات العسكرية للبلاد.

واستطاع التنظيم خلال السنوات القليلة الماضية بناء فرع قوي في غرب المنطقة لتهديد أمنها واستقرارها، وتعنى الدول الأوروبية بالإرهاب في هذه الحدود لقربه النسبي من حدودها، وتهديده لاستثماراتها بالداخل.

ونظرًا لتواجد تنظيم "القاعدة" في المنطقة وبالأخص في مالي عبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فإن انتشار داعش بالمنطقة ذاتها يشعل التنافس الإرهابي بين التنظيمين ويزيد من رسائل الاستقطاب فيما بينهما، وهو ما يظهر في منشورات داعش حول تقدمه بالمنطقة للترويج لنجاحات مزعومة.

أما عن شرق أفريقيا فيهتم التنظيم للترويج لتواجده في موزمبيق كأحد أهم دول المنطقة التي استطاع "داعش" بناء شبكة قوية بداخلها، مهددًا الاستثمارات الدولية في حقول الغاز بها، إذ انتشر في شمال شرق البلاد في إقليم كابوديلجاو الغني بالغاز الطبيعي مهددًا استثمارات فرنسا وروسيا بالمنطقة، واضطرت الشركات الفرنسية إلى إيقاف أعمالها بالبلاد نظرًا للهجمات الإرهابية للتنظيم على المواقع.

كما يحرص "داعش" على الترويج لانتشاره في وسط القارة عبر صور وتقارير عن عملياته في الكونغو، ويذكر أن نشاط التنظيم في وسط أفريقيا أخذ في التبلور منذ أبريل 2019 عندما ظهر زعيمه السابق أبو بكر البغدادي (قتل في عام 2019) في مقطع مصور حاملًا ملفًا كتب عليه ولاية وسط أفريقيا، بما يحمله ذلك من توجيه للعناصر بالتمدد في المنطقة.

ويظهر داعش انتشاره في وسط القارة عبر تقارير عن عمليات عنيفة نفذت في الكونغو ضد الطوائف المختلفة عقائديًّا مع التنظيم بغض النظر عن دياناتها، إلى جانب الهجمات ضد قوات الجيش والشرطة.

ويأخذ تمدد تنظيم داعش في وسط القارة منحى خطير تنبع خطورته من ثراء المنطقة بالكنوز المعدنية، إذ تمتلك الدول الواقعة في وسط القارة مناجم للذهب والألماس والنحاس والكوبالت، وتتطلع بعض الدول الكبرى للاستثمار بهذه المناجم، وبالتالي فإن تراجع الأمن بالمنطقة مع وجود ثروات عميقة يجعلها محط اهتمام للطامعين.

وفي إحدى صفحات دورية "النبأ" الداعشية نوه التنظيم للإصدار المرئي الأخير لما أطلق عليه "ولاية الصومال" والمعنون بـ«على درب الفاتحين» وتحدثت به العناصر الداعشية بالصومال عن قوة التنظيم في المنطقة وأهدافه نحو الانتشار.

الخطابات العقائدية ومردود الترويج الإعلامي

ونشر التنظيم ضمن دوريته رسائل عقائدية وفقًا لإيديولوجيته الخاصة، أبرزها الترويج للجهاد المزعوم كوسيلة للتخلص من غم الدنيا ونيل رضا الله في الآخرة، بغض النظر عن ماهية الجهاد والهدف المرجو منه.

ويعتمد داعش على الترويج الإعلامي المتكرر لأنشطته في المناطق التي ينتشر بها من أجل زيادة عدد الملتحقين بصفوفه، وإبراز استمراره تواجده على خريطة الإرهاب الدولي.

الكلمات المفتاحية

"