يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

كتاب داعشي يكشف لماذا يصف التنظيم «طالبان» بالخوارج

السبت 20/أغسطس/2022 - 06:51 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

 أصدرت مؤسسة «العزائم للإنتاج الإعلامي» التابعة لتنظيم داعش ولاية خراسان، مؤخرًا كتابًا بعنوان «تشغيل المسارج لتبيين بعض صفات الخوارج»، ويعتبر هذا التوصيف تحولًا جوهريًّا في نظرة التنظيم للحركة من الناحية الأيديولوجية، ومن ناحية أخرى يعكس إعادة تقييم طالبان سياسيًّا من قبل تنظيم داعش. 

كتاب داعشي يكشف لماذا
خلفيات الإصدار

منذ مطلع العام 2022م تحاول حركة طالبان التقليل من مخاطر تنظيم داعش الإرهابي، وقد ظهر ذلك بصورة كبيرة خلال تصريحات قيادات الحركة بأن تنظيم داعش لم يعد يمثل خطورة على الأرض في أفغانستان.

وتسعى الحركة من خلال هذه التصريحات لإثبات أنها قادرة على كبح جماح الجماعات المسلحة على الأراضي الأفغانية، كي تثبت للمجتمع الدولي التزمها بمخرجات اتفاق الدوحة الذي ينص على التزام الحركة بمنع تمدد الجماعات المسلحة انطلاقًا من الأراضي الأفغانية.

ورغم تلك المحاولات لكن الواقع يعكس خلاف ذلك تمامًا من خلال الهجمات الإرهابية المتكررة من الحركة، والتي وصلت لما يزيد على أكثر من 260 عملية، خلال العام الماضي وفقًا لبعض التقديرات،.

نشاط داعش

والملاحظ تنامي نشاط داعش ولاية خرسان، بصورة كبيرة خاصة أفغانستان،  مقارنة بمناطق انتشار التنظيم في العالم، فمن الناحية الإعلامية فقد عزز التنظيم بشكل ملحوظ من جهوده في مجال الحرب الإعلامية؛ بعد تولي الأمير خرسان الحالي، شهاب المهاجر، مسؤولية التنظيم في منتصف عام 2020.

فيمتلك فرع التنظيم بخرسان العديد من الأذرع الإعلامية النشطة التي تروج لأفكاره وعملياته، منها «ولاية خرسان نيوز»، و«طور بيرغونة»، و«الملة ميديا»، و«مؤسسة العزائم»، و«راديو خراسان» وهي من أنشط الأذرع الإعلامية للتنظيم، خلال العام الماضي، بما تنشره من إصدارات مرئية مكثفة تستغلها في محاربة خصوم التنظيم باللغات المختلفة إذ تبث محتوياتها بكل من اللغات العربية والبشتونية، كما زاد نشاطها في إنتاج مواد إعلامية خلال الآونة الأخيرة بلغات أخرى؛ مثل الأردية والأوزبكية والطاجيكية والإنجليزية.
كتاب داعشي يكشف لماذا
الكتاب الأخير

ومؤخرًا أصدرت مؤسسة العزائم للإنتاج الإعلامي، وهي واحدة من أنشط الأذرع الإعلامية لتنظيم داعش ولاية خراسان، كتيبًا بعنوان «تشغيل المسارج لتبيين بعض صفات الخوارج» كما أصدرت ترجمة للكتاب باللغة البشتونية.

يصف الكتاب حركة طالبان بالخوارج، وهو وصف جديد لم يكن موجودًا من قبل، ويحمل دلالات جديدة نحو نظرة التنظيم للحركة من جانبين:

الجانب الأيديولوجي:

لأول مرة يصف التنظيم حركة طالبان بالخوارج، وهو مصطلح له اعتباراته من الناحية الشرعية في التعامل مع الحركة، التي دأب التنظيم على وصفها بصفات أخرى منها الردة قبل استيلاء طالبان على السلطة وبسبب جلوس قادة الحركة على مائدة المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد وصفت ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش، حركة طالبان في أفغانستان، بأنها «مرتدة»، معتبرة أن محادثات السلام في العاصمة القطرية الدوحة حولتها من "مقاتلين" إلى "مفاوضين"، وأن ذلك يمثل "هزيمة". واتهم داعش في مجلته "النبأ" في العدد الصادر الخميس 6 أغسطس 2020، حركة طالبان بأنها كانت تقيم الشريعة «ناقصة»  قبل الغزو الأمريكي.

ويأتي وصف الحركة الآن بأنها من الخوارج بدلًا من وصفها بالردة تحولًا كبيرًا في توجه التنظيم ناحية الحركة، نظرًا للفرق الشاسع بين المصطلحين من الناحية الشرعية، فمصطلح الردة، يعني الخروج عن الإسلام بالكلية، أما مصطلح الخوارج، فيعتبر أن الحركة ما زالت مسلمة تعامل فقط معاملة الخوارج فقط، وما يترتب على ذلك من أحكام ومعاملات تختلف عن معاملتها كحركة مرتدة عن الإسلام.

 الجانب السياسي:

ويرتبط بالحكم على حركة طالبان بأنها من الخوارج التعامل معها سياسيًّا بشكل مختلف عن التعامل معها في حال اعتبارها مرتدة، ففي هذه الحالة، ترى الحركة من خلال أدبياتها أنه يمكن التعامل مع الخوارج في حال وصولهم إلى السلطة، باعتبارهم مسلمين لم يخرجوا من الملة.

الكلمات المفتاحية

"