ad a b
ad ad ad

المجتمع الدولي: الانتخابات هي طوق نجاة ليبيا الوحيد من بحر الفوضى

السبت 30/يوليو/2022 - 03:26 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تزامنًا مع استمرار التوتر العسكري والأمني في طرابلس، عادت الوساطات الدولية على الطاولة الليبية لتجنب العنف وإدخال البلاد في نفق الهاوية من جديد، حيث أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال الاشتباكات التي وقعت في الفترة الأخيرة بين الفصائل المسلحة في ليبيا، لافتين إلى ضرورة التزم طرفي النزاع إيجاد طرق لتهدئة الموقف ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، مؤكدين أن الانتخابات الليبيية هي الحل الدائم والوحيد الذي يضع ليبيا على طريق السلام والاستقرار.


وساطة دولية


دخل ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأمريكي لدى ليبيا، مجددًا على خط الوساطة بين طرفي النزاع الليبي، وتحديدًا بين رئيسي الحكومتين المتنازعتين على السلطة في ليبيا، فتحي باشاغا، وعبدالحميد الدبيبة، حيث كشف «نورلاند» النقاب عن إجرائه اتصالات هاتفية مع الدبيبة وباشاغا، لافتًا إلى التزامهما بتجنب العنف، وإيجاد طرق لتهدئة الموقف في أعقاب ما وصفه بـ«الوفيات المأساوية»، في إشارة منه إلى الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، وأدت إلى مقتل 16 وإصابة 52 آخرين.


وخلال بيان أصدره المبعوث الأمريكي لدى ليبيا، نقل مخاوف عميقة من جانب باشاغا بشأن تعرض حقوقه في التعبير السياسي للتهديد، بما في ذلك من قبل الجماعات المسلحة، كما نقل أيضًا مخاوف الدبيبة بشأن الخطوات التي اعتبرها مزعزعة للنظام العام، معتبرًا أن أساس الخلافات بين الأطراف هو موضوع الشرعية، الذي لا يمكن حله إلا من خلال الانتخابات، كما أوضح أنه ناقش في كل مكالمة الخطوات الممكنة، التي يمكن اتخاذها لاستعادة الزخم نحو الانتخابات في أقرب وقت ممكن.


المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «نيد برايس»، أعرب عن قلق الولايات المتحدة حيال الاشتباكات التي وقعت بين فصائل مسلحة في ليبيا، خلال الأيام الماضية، حيث حثّ كل الجماعات على الامتناع عن العنف، لافتًا إلى أن الاشتباكات الأخيرة تدل على الضرورة الملحة لقادة ليبيا السياسيين للسير على الفور بالمسار المتفق عليه لإجراء انتخابات يمكن أن تؤدي إلى قيام حكومة شرعية وموحدة لخدمة مصالح جميع الليبيين.


بدوره، قال باشاغا إنه اتفق مع السفير الأمريكي على الحاجة إلى العمل معًا لوقف الاضطرابات، واعتبر أن حل المشكلات الليبية يتم بشكل مُرض، وأن الفساد والمفسدين لا يمكن أن يكونوا يومًا مصلحين، مشددًا على الحرص على أمن وسلامة المدنيين، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، نتخلص من خلالها من عصبة الفساد الجاثمة على الدولة الليبية والمعرقلة لنهضتها.


في الجهة المقابلة، أكد «الدبيبة» أنه ناقش مع  «جوزيبي بوتشينو» السفير الإيطالي، بالعاصمة طرابلس، الملف السياسي الليبي، وعددًا من الملفات الاقتصادية المشتركة الجاري تفعيلها، لافتًا إلى الحاجة الملحة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال


واستمر التوتر العسكري والأمني في طرابلس، بعدما رصدت وسائل إعلام محلية مطلع الأسبوع الجاري، تحركًا لأرتال مسلحة تابعة لمدير إدارة الاستخبارات العسكرية المُقال، أسامة جويلي، من الجبل الغربي إلى طرابلس، مشيرة إلى تفعليها بوابة توقيف في الزاوية؛ حيث حدثت الاشتباكات بعد أيام قليلة من اجتماع نادر بين قادة عسكريين كبار من غرب ليبيا وشرقها لتسمية رئيس أركان واحد لتوحيد المؤسسة العسكرية.

 

الانتخابات ضرورية


وخلال إحاطة قدمتها «مارثا أما أكيا بوبي» مساعِدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، لمجلس الأمن الدولي، أكدت أن الوضع العام في ليبيا لا يزال شديد التقلّب، وأن أبناء الشعب الليبي يريدون إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، وأشارت إلى أنه على الرغم من التقدّم المحرز، ولكن يستمر الجمود الدستوري والسياسي، مما يطيل أمد البيئة الأمنية المتوترة.


وعن حالة الإحباط التي يعيشيها الشباب الليبي جراء الوضع هناك، قالت المسؤولة الأممية، إن الشباب الليبي أعرب عن إحباطه إزاء استمرار الانقسامات السياسية وتدهور الأوضاع المعيشية، وإنهم يطالبون بإجراء انتخابات سريعة وإيجاد حلول لأزمة الكهرباء ونقص الوقود في البلاد، وأضافت: «نحث الجهات السياسية الفاعلة في ليبيا على الاستجابة لنداءات الشعب وإظهار القيادة المسؤولة من خلال معالجة المظالم»، مؤكدةً أن الانتخابات هي الحل الدائم والوحيد الذي يضع ليبيا على طريق السلام والاستقرار.


ومن المقرر أن تجتمع بعثة مراقبة وقف إطلاق النار التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) واللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والمراقبون الليبيون، في سرت أوائل أغسطس المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على خطة مقترحة لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، إضافة إلى تفعيل غرفة العمليات المشتركة.

 

للمزيد: مهلة أممية لحل خلافات الداخل الليبي في أسرع وقت

 

"